Chapter 11
***
وضعته بخفة على السرير، لم يحرك هو ساكنا بل إختفى بتتبع خطواتي بهدوء، نزعت حذائه مبعدا إياه نحو الباب، أمسكت ب كوب ماء متقدما نحو السرير، كان في حالة غريبة عجزت فهمها، بينما قطرات خفيفة من العرق تتسلل نحو عنقه
"أتشعر بتحسن ؟" سألته يعد أن مددت له الكوب، لكنه إمتنع عن شربه و لا حتى الإمساك به، وضعت الكوب فوق الطاولة بجانبي متنهدا، لم يكن سهلا التحدث معه فكل ما فعل هو الهمهمة و الأنين بهدوء
"جيسونغ، أخبرني ما بك، تريد الذهاب لزيارة طبيب ؟" نفى واضعا رأسه بين يداه، كانت حرارته مرتفعة بشكل كبير، بينما تجنب النظر لي في كل مرة حاولت رفع رأسه "مينهو، إبتعد" همس بصوت خافت مبعدا رأسه مرة أخرى
"جيسونغ، أتحتاج لعناق ؟" سألته في حيرة، لست أعلم ما إن كانت قد أصابته نزلة حرارية، لكنني خشيت أن يكون سبب تصرفه هذا هو مساحته الصغيرة، لذا فور أن تذكرتها طرحت عليه سؤال العناق، و لم يكن هو ليرفض طبعا
أمسكت يده، أجره نحوي ليجلس فوق رجلاي، كانت وضعيتنا موترة بشكل كبير بالنسبة لي، لكنني لم ألاحظ أي ملامح إرتباك في وجه جيسونغ، وضع رأسه على كتفي مستنشقا ماء أنفه، هامسا بكلام لم أفهمه رغم محاولاتي المتكررة
رفعت يدي أمررها على ظهره، كان نحيفا للغاية، لكنني لتو لاحظت كيف أنه يمتاز بخصر منحوت، حتى أن يداي رفضت الإبتعاد عنه، و بعد دقائق قليلة، وجدت نفسي أضعه بخفة على السرير بعد أن نام واضعا الغطاء فوقه
وقفت بإعتدال أنظر لملامحه الهادئة، لم أقوى على كتم رغبتي الداخلية، لذا مررت يداس فوق خداه لتصل مباشرة نحو شفاهه، نزلت بخفة لمستوى إستلقائه، أتلمس نعومة شفاهه، لكنني تراجعت فورا عند سماعي لصوت هاتفي، أجبت دون إنتظار مبعدا عيناي عن الأصغر
***
توفيت والدتي اليوم، أو ربما بالأمس؛ لا أستطيع أن أجزم بذلك، تقول الفتاة في المكالمة ما يلي: توفيت والدتك، الجنازة غدًا، تعازينا الحارة، مما يجعل الأمر مشكوكًا فيه؛ ربما كان ذلك بالأمس
"إن دار المسنين تقع في بوسان، على بعد 327 كم من سيول، و من المفترض أن أصل إلى هناك قبل حلول الليل، و كان أفضل خيار هو أخد الحافلة الثانية مع حلول الصباح الباكر، ومن ثم أستطيع أن أقضي الليل هناك، وأظل أسهر بجانب جثتها كما هي العادة، ثم أعود إلى هنا بحلول مساء الغد
لقد اتفقت مع رئيس كليتي على إعطائي إجازة لمدة يومين؛ ومن الواضح أنه لم يكن بوسعه أن يرفض في ظل هذه الظروف، ومع ذلك، فقد شعرت بأنه بدا منزعجاً، فقلت له دون تفكير "آسف سيدي، لكن هذا ليس خطئي، كما تعلم"
وبعد ذلك أدركت أنني لم أكن في حاجة إلى قول ذلك، فلم يكن لدي أي سبب لأعتذر له؛ بل كان الأمر متروكًا له للتعبير عن تعاطفه وما إلى ذلك، وربما يفعل ذلك بعد غد، عندما يراني مرتديا ملابس سوداء، أما في الوقت الحالي
فإن الأمر يبدو وكأن أمي لم تمت حقًا، لم أكن أود ترك جيسونغ وحده، خصوصا أن حالته إزدادت عن ما كان عليه الليلة السابقة، لكنني حرصت على ترك أصدقائه معه إلى حين عودتي، لم يكن أي شخص له علم بوفاة أمي طبعا
استقلت الحافلة الأولى التي تقلني إلى المحطة في الساعة السابعة صباحا، كان الجو حاراً للغاية، و فور وصولي للمحطة، تناولت الغداء كالمعتاد، في مطعم سيليست، أحد أفضل المطاعم بالنسبة لي كوني لدي معرفة كبيرة بصاحبته، و أخبرتني سيليست "لا أحد يضاهي الأم"، وعندما غادرت، رافقوني إلى الباب
كان الأمر أشبه بالاندفاع، حيث اضطررت في اللحظة الأخيرة إلى الاتصال بمنزل هيون لاستعارة ربطة عنقه السوداء، لم يصمت من أسئلته الكثيرة و عن مكان ذهابي، و لم أجد ما أقوله سوى إخباره بموت أحد أقاربي، و قد إكتفى بالصمت راكبا دراجته مرة أخرى مودعا إياي
كان علي أن أركض لألحق بالحافلة، و فور وصولي لبابها، دخلت بسرعة لأجد مكاني بجوار النافدة، لم أكن أعلم لما شعرت بالنعاس فجأة، أضن أنه بسبب وهج الطريق والسماء، ورائحة البنزين الكريهة، والاهتزازات، كل هذا جعلني أشعر بالنعاس
على أية حال، نمت معظم الطريق، عندما استيقظت، كنت متكئًا على جندي؛ ابتسم وسألني عما إذا كنت قد أتيت من مسافة بعيدة، فأومأت برأسي فقط، لاختصار الحديث، لم أكن في مزاج يسمح لي بالحديث
يقع المنزل على بعد ميل واحد من القرية إن كنت لازلت أتذكر، ذهبت إلى هناك سيرًا على الأقدام، طلبت أن يُسمح لي برؤية والدتي على الفور، لكن حارس البوابة أخبرني أنه مشغول، لم يكن متفرغًا، وكان عليّ الانتظار قليلاً
قادني الحارس نحو رئيس ذلك المنزل، رجل قصير القامة، ذو شعر رمادي، و وسام الشرف في عروة زر قميصه، ألقى علي نظرة طويلة بعينيه الزرقاوين الدامعتين، ثم صافحنا، وأمسك بيدي لفترة طويلة لدرجة أنني بدأت أشعر بالحرج، بعد ذلك وضع سجلًا على طاولته، و قال
"دخلت السيدة أليانا إلى الدار منذ ثلاث سنوات، لم تكن لديها أية وسائل خاصة وكانت تعتمد عليك بالكامل" نظرت لسجل حيث لصقت صورة أمي على جانبه، كانت تبتسم بشكل غريب، لكنني صمتت تاركا لرجل حرية التحدث و الإفصاح عن حزنه، رغم أن كل ما يدور في رأسي هي حالة جيسونغ
***
Thoughts ?

أنت تقرأ
Love Me [minsung]
Romanceرغم كبر سنه و نضجه، إلا ان جيسونغ يعاني من مرض نفسي يجعل من تعايشه مع رفيق سكنه الجديد أمرا صعبا، و ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا جهل مينهو عن أي شيء يخص مرض جيسونغ 'المساحة الصغيرة' ALL RIGHTS FOR : @minsungiehoe [ S E X U A L C O N T E N T ]