💠481👈شخص مألوف لكن غريب.

1.5K 185 51
                                    

الفصل رقم 4 الذي أنشره.
شروط نزول الفصل التالي:
👈30 صوت (نجمة☆)
👈 40 تعليق غير مكرر.
💠481👈شخص مألوف لكن غريب.

رفرفت جفون أليسيا بشكل ضعيف، واندفع العالم إلى داخلها مثل موجة مد وجزر. اخترق الضوء رؤيتها، مما جعلها تحدق ضد شدته. كان رأسها ينبض كما لو أن عاصفة اندلعت داخل جمجمتها، وبدا أن وزنًا ثقيلًا يضغط على صدرها. غزت رائحة المستشفى المعقمة أنفها، واختلطت برائحة المطهر الخفيفة.

ومع استيقاظ حواسها تدريجيًا، ملأت الغرفة سيمفونية من الأصوات والنقرات والتمتمات الميكانيكية. كان كل صوت يردد وكأنه ذكرى بعيدة، تذكير شبحي بالعالم الذي انفصلت عنه. ارتعشت أصابع أليسيا أثناء محاولتها تحريك جسدها، لكن الضعف الشديد جعلها أسيرة، مما جعل أطرافها متوترة وغير مستجيبة.

كان عقلها يحاول التخلص من الضباب الذي كان يخيم على أفكارها. كانت ذكرياتها عبارة عن أجزاء متناثرة، ولغز لم تتمكن من تجميعه معًا. بدأ الذعر يتصاعد كعاصفة داخل صدرها، وتسارعت دقات قلبها وهي تحاول فهم ما يحيط بها. رمشت بعينيها، وتجولت في أرجاء الغرفة. لاحت فوقها آلات ذات أضواء وامضة وأسلاك متدلية، وكأنها غابة غريبة من التكنولوجيا بدت رائعة ومخيفة في نفس الوقت.

حاولت الجلوس مرة أخرى، لكن عضلاتها اعترضت بشكل ضعيف، وشعرت بجسدها كما لو أنه مصنوع من الرصاص. دار رأسها، وتركها الجهد لاهثة. تعمق ارتباكها عندما قامت عيناها بمسح الغرفة الفارغة. أين كانت؟ لماذا هي وحدها؟ كانت أفكارها عبارة عن زوبعة من الأسئلة وعاصفة من عدم اليقين.

رقصت أجزاء من الذاكرة المجزأة على محيط وعيها. جسر، ماء، وهج غريب... تقطبت حواجب أليسيا وهي تحاول إلتقاط هذه الصور العابرة. وتذكرت أنها وقفت على الهاوية، وكان اليأس الساحق يهددها بإلتهامها. ثم جاءت المكالمة. ومن ثم الغطس في أحضان المحيط المتجمدة، والنضال من أجل الوصول إلى السطح، وتوهج القمر المخيف، وجاذبيته المنومة.

لكن التفاصيل ظلت بعيدة المنال مثل حبات الرمل التي تنزلق من بين أصابعها. شعرت بألم حاد يتسلل إلى رأسها وكأنها تحاول إعادتها من أحلام اليقظة المفككة. تأوهت، صوتها كأنه خيط هش.

كان الحزن المؤلم ملتصقًا بقلبها مثل الكفن، يجذب عواطفها مثل تيار لا هوادة فيه. لقد كان ألمًا يستعصي تفسيره، ألمًا بدا وكأنه ينبع من أعماق كيانها.

ترققت الدموع في عينيها وشعرت بالعجز. كانت عواطفها عبارة عن عاصفة، وزوبعة من اليأس هددت باستهلاكها. أرادت أن تصرخ، لتطلق سيل الألم الذي كان يهددها بإغراقها، لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها. هذه العاطفة جعلتها أكثر حيرة. شعرت وكأنها غريبة في جسدها.

عروس الأمير الملعون الغريبة 3 | The Cursed Prince's Strange Bride 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن