Part 2

61 3 2
                                    

اخدت من جيبها رسالة و قالت: هذه الورقة وجدتها في فستانها اضنها لزوجتك و انسحبت قبل هياجنه !

هرول راكضا نحو غرفة العمليات قبل ان يأخدوها، و العرق يتصبب منه ،كان منظره كوحش هائج لا يرحم. تنفس الصعداء و دفع الباب و سقط على ركبتيه ماسكا  يدها الباردة و حدق بهوس في وجهها الجميل داك،كأنه لوحة لرسام .

و تكلم بصوت رجولي خالي من اي تعبير : سيلينا اترجاك استفيقي ..اعدك لن افعل اي شيء يغضبك، سافي بوعدي فأرجوك افتحي عيونكي .. سأحبك كما احببتني ...لدينا فتاة تنتظرناا ... انتي امها.. هيا ردي ارجوكي... سيلينااا..

كانت اخر مرة ترجى فيها احد قبل ثلاث سنوات، منذ اخر صفقة عمل له هاهو الان عند فقدانه لشريكته يترجاها .. اخدو الجثة لغسلها فغدا مراسم الجنازة ..

عاد للمنزهل منهمكا ... فتح باب القصر اذ به يجد ميرينا امام الباب.

عندما رأت والدها في تلك الحالة علمت ان اشياء سيئة قد حدتت..

تكلمت بصوت هادئ عكس الصراعات التي بينها و بين نفسها : اين امي ؟؟ لماذا لم تعد معكك ؟؟ اسألك اين امي اجبني.

قال و هو غير متأكد من كلامه : انها في الجنة..

و اكمل طريقه لغرفة زوجته.

ضلت ميرينا تستوعب الكلامم و لم تتكلم، غفلتها دمعة نزلت من دون اذن... سقطت ارضا و دموعها شلال .هل حقا ذهبت ... هل غادرت هذه الحياة فعلا ؟ام انها خيال .. اي شيء يعوض الام ؟ لا شيء ستضل هي الوفية و الخالصة لاسراركي ... هي من تحملت 9 شهوور لتنجبكي ... هي من كانت دفئك و حنانك .. هي هي هي هي .... كلمات غير منتهية و جمل و افكار تحاصر كل افكار ميرينا ..

استجمعت قواها و صعدتت لغرفتها ... لم تتقبل حقيقة موت امها .. تتدكر وجهها و ضحكاتها.. ندمت على كل يوم لم تكن بقربها . ندمت لانها لم تستغل اوقات فراغها معها. احقا تركتها و ذهبت ؟؟ نامت على سريريها و بدأت في البكاء هذه المرة كان البكاء صاخبا ... كان صراخااا ... كان ألماً. .

كان القلب ينزف و العين تدمع .. كان حزنا عميقا لا مفر منه ...سلبت الحياة منها فرحها و املها الوحيد .. هل ستضل محصورة بين اعمدة القصر ؟؟ و مع من ؟؟ مع ذلك الاناني المتعجرف.. ضلت تبكي فبعدها غفت .

ذلك الذي يشفق على حالته اكمل 30 قنينة من النبيذ لينسى الألم .. لكن بدون جدوى ... يتذكرها كل ثانية أ انها لعنة ام ماذا ؟

اعطته الحب .. اعطاها العذاب ، الالم ، الجرح ، الضرب ... كان وحشا لا انسانا .. قاسيا من الخارج و الحين كالطفل الرضيع يريد حضناا ينسيه الم الفراق ... بعدها قراءة الرسالة تدمر كليا ..

*الرسالة*

اكتب لك هذه الرسالة و انا حاملة قلمي الذي يعرف الامي و حزني .. سأختصر الكلام لكن لا اضن انه سيُخْتَصَر .. هذه الرسالة سأعطيها لك قبل وفاتي او ستجدها بعد..لست متأكدة متى لكنني متأكدة انك من ستقرأها.
اما قبل اوصيك بميرينا انها اللؤلؤة الخاصة بي لا تحزنها اعلم انك لا تحبها و تشمئز منها لانني كنت بلهاء انا من هربت معك و حملت منك قبل الزواج ..اعلم انك لست اباً جيداً لكن اعلم ان ابني فتاة جيدة.
اما بعد اوصيك عن نفسك اهتم بنفسك كثيرا و اشرب دواءك في وقته كان زواجا عاديا لم اشعر بحبك لي  ولا يوم  كانت مشارعك عادية. كان حبي لك ألما .. كان غريبا و انت الغريب في القصة. اما انا فأحببتك بقدر غير منتهي. اشعر ان موتي سيكون باحة راحة و استراحة لك . اعلم جيدا انك ستقرر الزواج بعدي و نصيحتي لك هي ان تحب المراة التي ستكون ملكك وكن رجلا تفتخر به في غيابك. اعلم انك مدمن عمل لكن لا اريد ان يقال عنك كلام تافه..كن رجلا ناجحا و اعطي ميرينا لشاب يستحقها ..
نهاية الكتابة سأقول :
العزلة ليست سيئة، فهي وطن للأرواح المرهقة
بمرور الأيام ستتعلم التجاوز ، ستتعلم أن تمر بجانب الألم ثم تمضي ساخراً ، ستعرف أن جراحك مفتوحة لكنها لم تعد تؤلمك.

روح مشتاقةWhere stories live. Discover now