أخي المحتال ١

36 2 1
                                    

#أخي_المحتال 1

وقفت في حلبة المصارعة مستعد لتوجيه الضربة القاضية لمنافسي لأتخلص منه لاكتشف أن خصمي اللدود الذي يقف أمامي والذي كان يسعى لتدميري طوال الوقت وهو نفسه أخي الأصغر الذي كنت سببا في ضياعه منذ عشرين عاماً
****************
في قرية صغيرة
من وقرى الوجه البحري
كانت تعيش حليمة مع زوجها مصطفى وولديها
وحيد وزياد
كان الولدان صغيران ولم يدخلا المدرسة بعد
فوحيد عنده خمس سنوات ونصف وزياد سبع سنوات إلا بضعة أشهر
وكان الزوج مصطفي عاملاً بسيطاً يكسب قوته يوم بيوم لينفق على أسرته الصغيرة لذا لم يدخل الطفلان رياض الاطفال كأقرانهم في القرية
ولكن حتى هذه الحياة البسيطة لم تدم
فقد سقط الأب مريضاً فجأة وهو ينقل الطوب على كتفه لسطح إحدى العمارات، التى تحت الإنشاء ولعدم توفر المال لم يستطع الذهاب للطبيب لذلك لم يبق إلاّ أياما قليلة تُوفي بعدها نتيجة الجلطة التى حدثت له ولم يعلم بها أو يعالجها لضيق اليد
وبسبب موت الأب المفاجئ
اضطر الطفلين للعمل عند أحد الميكانيكية الذين يصلحون السيارات بأجر زهيد من أجل الانفاق على نفسيهما وولدتهما ولم يكن المال يكفي إلاّ لتوفير الطعام الضروري
ومازاد الطين بلّة أن البيت كان بالإيجار ولم تستطع الأم الفقيرة دفع الإيجار لمدة ثلاثة شهور بعد وفاة زوجها
فظل صاحب البيت يطالبها كل شهر بالدفع ويخيّرها بين السداد أو إخلاء الشقة
فحاولت حليمة طلب المساعدة من أخوتها وأخوة زوجها
ولكنهم ساعدوها في البداية لدفع شهرين من الإيجار ثم تخلو عنها فقد كانت زوجاتهم يقفن لهم بالمراصاد
ويعاتبوهم على أنهم
ينفقون اللأموال على حليمة وأولادها بينما أولادهم أولى بذلك المال
لذا أمتنع الجميع في النهاية سواء من اقاربها أو أقارب زوجها من الإنفاق عليها
بينما ظل المالك يطالبها بباقي الإيجار وهي لا تملك منه شيئاً
فحاولت أن تطلب المساعدة ممن تعرفهم مرة آخرى
ولكن الجميع كانوا قد ملّوا منها وتنكروا لها
وأخبروها أنهم لا يستطيعون إعالتها هي وأولادها مدي الحياة فالعيشة أصبحت صعبة على الجميع فهم يوفّرون احتياجاتهم واحتياجات أسرهم بصعوبة وعليها أن تعمل وتعتمد على نفسها هي وأولادها
ولكن كيف وهي لا تحمل شهادة؟
وأهلها الذين رفضوا مساعدتها هم أنفسهم رفضوا أن تعمل بالخدمة في البيوت خوفاً على مكانتهم وسط أهل القرية
فقررت حليمة قرارًا صعباً بعد أن تراكمت عليها الديون
وهو أن الإنتقال لمدينة آخرى تستطيع العمل فيها ولو خادمة دون أن يعلم أحد عنها شيئاً ولا يتوصل الدائنون إليها
وفي المساء جمعت ثيابها هى وابنائها في حقيبتين وانطلقت تحت جنح الظلام لمحطة القطار
وركبت هى وطفليها
على سطحه العلوي كما يفعل الكثيرون عندما لا يملكون المال برغم من خطورة الأمر حتى لا تدفع مال التذاكر الذي لا تملكه
وبعد إنتهاء الرحلة الخطرة وتوقف القطار تنزل هي وولديها في محطة مصر

وتجلس حليمة على رصيف المحطة هي وأولادها لا تدري ماذا تفعل؟ ولا أين تذهب؟
وزاد من همها أن وحيد طفلها الصغير طلب من أمه طعاماً لأنه جائع
حليمة
تنظر في حقيبة يدها فلا تجد سوى عشرة جنيهات
فتطلب من ابنها زياد :
أن يبقي مع أخيه هنا ولا يتحركا من المحطة حتى تحضر لهم رغيفين وبعض الطعمية ليأكلا
يجلس زياد بجوار أخيه على الحقائب منتظرا والدته حتى تشتري الطعام وتعود
ولكنه يشعر برغبة ملحّة في دخول الحمام

أخي المحتال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن