أخي المحتال 18

10 1 1
                                    

#أخي_المحتال 18

بعد عودة زياد ولبنى من المشفى، يفاجئها زياد بأنه يعرف بكل شئ ويتهمها بالخيانة

لبني
ماالذي تقوله زياد؟
زياد
لقد سمعتِ جيداً ماقلته، فأجيبي فوراً
منذ متي وأنتِ تخونيني؟
لبني
لم يحدث أن خنتك أبداً صدقني
زياد
هل تظنين أنني أعمى أم مغفل ؟
مكالمات تأتيك فتذهبين بعيداً كي تردي عليها، وسيارات فخمة تنزلين منها
ثم البقاء خارج المنزل بالساعات بحجج واهية
فمن هو هذا النذ.ل الذي يقيم علاقة محرمة مع امرأة متزوجة هيا أخبريني؟
لبنى
أنت تظلمني زياد فلم يلمسني أحد غيرك
فالمكالمات كانت من صديقاتي والسيارة هي نفسها الذي يقودها عم فتحي 
والليلة الوحيده التى نمت فيها بالخارج حين كنت مع سماح أثناء العملية
زياد يصرخ
أنت تكذبين ولكن كذبتك كُشفت
فلقد أخبرني الطبيب أنك حامل في بداية الشهر الثاني
ونحن متزوجان منذ شهرين
مما يعني أنك أقمت علاقة محرمة مع أحدهم وأنتِ  على ذمتي
ثم يصرخ  في وجهها
من هذا الحيوان الذي ختني معه أخبريني فأنا لن أتركه يلوث شرفي ويسخر مني ثم أدعه حيا حتى لو بقيت ماتبقى من حياتي في السجن
تتجه لبنى نحوه وتضع يدها على خده
أهدأ زياد أرجوك
يدفعها زياد بيده حتى كادت أن تسقط على الأرض
ولكنها تستند على الأريكة قبل أن تقع
زياد
إياكِ أن تلمسيني
لقد فهمت الآن كل شئ
ألهذا كنت تتوددين إليّ حتى أقيم معكِ علاقة زوجية ولا أكتشف أنك حامل؟
فطبعًا لو فعلتُ ذلك كنتِ ستنسبين الطفل لي وكنتُ أنا  كالمغفل صدقت أنه ابني فلم أتصور للحظة
أن الفتاة البريئة التى تعيش معي حقيرة لهذه الدرجه

لبني في نفسها:
يمكنني أن أبرئ نفسي
ولكني لو قلتُ لك الحقيقة ستتخلي عن المال والشراكة الجديدة وتضيع تضحيتي هباءً
لذلك يجب أن أتحمل كل اتهاماتك لي، وأُبقي الأمرَ  سراً حتى لو كان على حساب سقوطي من نظرك

زياد يمسكها من كتفها و يصرخ بوجهها
لماذا  أنت  صامته هيا أجيبيني؟
لماذا  كنت تتوددين إليّ؟  ولماذا أوقعتني في حبك مادمتِ  لا تهتمين لأمري وتخونيني
لقد كان بإمكانك أن تخبريني منذ البداية أنك تحبين شخصاً  آخر
وكنت سأطلقك على الفور كي تكوني معه فقد كنت أود رؤيتك سعيدة حتى لو مع غيرى
فلماذا طعنتني في ظهري بهذا الشكل المؤلم؟
هل ظننتي أنني  مغفل لهذه الدرجة لتمرحي مع رجل آخر وتحملي منه ثم ترتمي في أحضاني وينتهي الأمر دون أن ألاحظ؟
لبني
في نفسها: منذ البداية وأنتِ تعلمين النتيجة لذلك يجب أن تؤكدي  له فكرة الخيانة حتى لا يعلم أنك أجّرتِ رحمك
ثم تنظر لزياد بكبر وعدم مبالاة
كنت سأخبرك بالحقيقة فأنت منذ البداية لم تكن من مستواي وجعلتني أعيش عيشة صعبة لم أعتد عليها
وكنت أحتاج المال لذا اضطررت لجلبه بطريقتي
زياد
ومتى كنت ستخبرينني بحملك أبعد شهر العسل أم بعد أن تنجبي؟
لبني
تغمض عينيها
على كلاً لقد عرفت الآن كل شيء وتستطيع أن تقرر ماذا ستفعله بشأن زواجنا، وعلى كل حال ماكان زواجنا سيدوم طويلاً فأنت لست كفء لي
لذا أنا مستعدة لأي قرار تأخذه؟
زياد
سأفعل الشئ الطبيعي الذي سيفعله أي رجل عنده كرامة لو كان مكاني
أنت طالق يالبني
وبما أنني  لم ألمسك فطالقنا قد وقع الآن  وليس لك عدة
وأتمنى من كل قلبي ألا أقابلك  يوماً حتى ولو بالصدفة
لقد كسرتِ قلبي وحطمت رجولتي وثقتي بمن حولي وسأظل طوال حياتي أحفظ الدرس جيداً
فخلف النظرات البريئة لكل إمرأة يكمن وحش ليس لديه ضمير
لذا سأخرجك من حياتي للأبد
أنا سأخذ ملابسي وأرحل من هنا، فهذه شقتك على كل حال
وتسطيعين الآن الزواج من حبيبك الذي مرمغتي شرفي وكرامتي في الوحل من أجله لتربي ابنك معه
لبني
تجلس بهدوء على طرف الأريكة قائلة:
كما تشاء زياد تفضل أرحل وأنا سأبقي مع حبيبي
وسأنسى كل ماقلته لي الآن
يدخل زياد غرفة نومه ويجمع ملابسه بسرعة وعصبية
ويضعها في حقيبة ويجرها خلفه
ثم يخرج للصالة ويقف بجوار لبنى قائلاً:
أتعرفين لبنى سأقول لك كلمة أخيرة ؟
لقد كنت أحبَ الناس إلى قلبي
و كنت أعتبرك حياتي كلها لقد أغضبت أسرتي كي أكون معك وكان بإمكاني الاستغناء عن العالم كله من أجلك
ولكنك طعنتني في قلبي ورجولتي
ومن الآن  وصاعدا كلما نظرت لرجل في الشارع سأشك أنه هو من كان يمرح معكِ وأقول لنفسي لعله يسخر مني الآن
سامحك الله على مافعلته بي
ثم يخرج من الباب ويغلقه بقوة بينما تجلس لبني على الأريكة وهي وتبكي بحرقة
وتكلم نفسها بصوت عال
أنا أحبك زياد ولم أحب أحد غيرك وماكنت لأسمح بأن يلمسني شخص آخر وأنا على ذمتك
ولكني فعلت هذا من أجلك لقد تخليت عن عذريتي وجلبت لنفسي العار لأنني أحبك وأردت أن تستقر في حياتك وتحقق أحلامك حتى لو كان ذلك على حساب حياتي وكرامتي وبعدي عنك
قلت أنك كنت تعتبرني كل شيء
ولكنك كل شيء  بالنسبة لي بالفعل وستظل كذلك حتى أموت
لقد توفيت أمي وأنا صغيرة ثم توفي أبي
أما إخوتي فهم في المصح العقلي ولا يعرفون بوجودي أساساً
أنتَ على الأقل لديك أسرة تلجأ إليها
أما أنا فلا يوجد أحد يهتم لأمري غيرك
لقد طلبتَ مني أن  أبقى مع حبيبي، ولكني لا أملك حبيباً غيركَ وقد هجرتني ومن الآن وصاعدا سأبقى وحيدة
ثم تضع يدها على بطنها وحتى أنت أيها الصغير ستتركني يوما ما
ثم تنهار من البكاء
****
يحمل زياد حقيبته ويعود لبيت هشام عند أمه
ويطرق الباب
وعندما تفتح له حليمة  الباب يرتمي زياد في حضنها
وهو يكاد يختنق من الحزن
آسف أمي ياليتني سمعت كلامك منذ البداية
حليمة تغلق الباب
وتمسكه من يده متجهة نحو الأريكة وتجلس بجواره
مابك ياولدي ماذا حدث ؟ وأين زوجتك؟
زياد بحزن
لقد طلقتها ياأمي
حليمة
بهذه السرعة
أنت تزوجت منذ شهرين فقط وكنت تتصل بي وتخبرني أنك سعيد معها وتطلب مني أن أتقبّلها وكنت أحاول إقناع عمك هاشم بالأمر وكاد أن يلين وكنا نخطط كي نأتي لزيارتك قريباً، فماذا حدث؟
زياد
نحن من عالمين مختلفين يا أمي ولقد فهمت هذا متأخرا للأسف
هي بنت ذوات تربت في القصور وكل شئ عندهم مباح، وأنا تحت الصفر بالنسبة لها، ولم نستطع التأقلم على طباع بعضنا
حليمة
لقد كنتُ غاضبة منك لأنك تزوجت دون أن تخبرني ولكني لم أرغب أبداً أن يتدمر زواجك بهذه السرعة
اسمع ياولدي
الزواج ليس للمتعة الجسدية فقط
الزواج مسئولية أساسها هو الرجل، فهو الأعمدة والسقف الذي يحمي من بداخله، ولكي تعيش سعيداً مع زوجتك عليك أن تعاملها برفق فالمرأة مثل القارورة
وإن لم تحرص عليها فسيسهل كسرها
ولو انكسرت ستجرحك بالتأكيد
لذا عليك أن تحتويها وتعاملها برفق وستعود المياه لمجاريها بالكلمة الطيبة
زياد
الموضوع أكبر من ذلك ياأمي
فما بيني وبين لبنى كما بين السماء والأرض فوراق طبقية وطباع مختلفة وأشياء لا يمكن تجاوزها حتى بالصبر والكلام الطيب
حليمة
لو هناك حب ستذوب الفوارق وستلتقي السماء بالأرض أنظر للأفق أمامك فعلى مد البصر ستجد السماء تلتقي بالأرض ويصبحان كأنهما جزء واحد
زياد
أنه لقاء مزيف يا أمي فالبصر يخدعنا ومانراه مجرد وهم وخيال لا حقيقة له
فستظل السماء سماء والأرض أرض وهما لا يلتقيان أبداً 
حليمة
يابني الزواج  ليس حرباً بين طرفين أحدهم يفوز والآخر ينهزم لأن كلا الزوجين سيخسران في معركة العناد
إنما  الزواج مودة ورحمة وعليك التغاضي عن الأمور التافهة
كي تعيش مرتاحاً
أتعرف زياد؟
سأحكي لك قصة من عهد الصحابة
  الجميع يعلم أن عمر بن الخطاب من أشد الخلفاء طباعاً
وكان الجميع يهابه حتى الشيطان لا يمشي من طريق يمشي فيه عمر
وفي يوم ذهب أحد الصحابة ليشكو سوء طبع زوجته للخليفة كي يجد عنده حلاً وعندما وقف أمام الباب وطرقه
سمع زوجة الخليفة توبخه وتعنفه بصوت مرتفع
وهو لا يرد عليها
فقرر أن ينصرف، ولكن عمر سمع الطَرَقَات ففتح الباب وخرج ونادي على الرجل الذي هم بالانصراف

أخي المحتال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن