الفقد معلمي الأول..

16 0 0
                                    

كلنا لدينا هذه اللحظات الفاصلة من الفقد التي تكون أنفسنا بعدها ليست مثل سابقها، اضطرارًا أم اختيارًا! وفي كل الأمرين لا يخفى عليكم مرارة الريق في الجوف، واعتصار القلب في الصدر.. من الألم والحسرة
وربما من الخذلان!

هذه حتمية الفقد..
كما لا توجد أرباح بلا ثمن أيضا الفقد له ثمنه..
وثمن الفقد ليس كثمن الربح الذي تتحمله لأنك تدرك غايتك منه..
وأن هناك مآل ستبلغ من تبعات هذا السعي ودفع للثمن..
الفارق هنا أنك تخسر أشياء لتربح غاية تطمح لها أسمى مما تبذل..
والفقد هو ذهاب هذا الأسمى!

هناك معالم جديدة تتألف من جراء كل فقد..
وهذا ما يخيف أن تستمر من دون مافقدت..!
أن تستوعب ألمك، وتضمد جراحك، أن تنهض، أن تكمل..
وحتمًا أن تسعى لأسمى آخر!
ربما..
أشكال الفقد عديدة، فكلنا قد كابدنا صنوفًا منه..
وكأن العناية الإلهية تدفعنا دفعًا للاستسلام للحتمية الثالثة هنا في هذا النص؛ لكي نكون مقطوعين الرجاء، التعلق، الاعتماد، أو حتى الركون والإطمئنان لشيء مهما صغر في الدنيا..
وكأنه سبحانه يريد منا أن نكون في حركة دائمة وسعي!
وعزيمة ترغم الجسد بلهيب الدافعية والإيمان لمتابعة المسير..
يريد منا سبحانه أن نؤمن أن كل استمرارية ستكون هناك.. في الجنة!
الجنة، دار مسعى الصادقين الذين لم تحييدهم العوائق والخسائر _هذا المنظور الدنيوي أما الاخروي ميزان الله فهي الحسنات ورفعة الدرجات _
عن غايتهم، وما زعزع كل ذلك الإيمان بالله تعالى في قلوبهم..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 31, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فتيل فقد جديد.. Where stories live. Discover now