لا تقولوا ...
(صرخة شيخ فلسطيني)
لا تقولوا: دَمُ أقصانا جَمَدْ
لا تقولوا: ذهنُه من شدَّة الهول شرَدْ
لا تقولوا: نهرنا الجاري رَكَدْ
ساخنُ العزم بَرَدْ
لا تقولوا:
إن جيشَ الكفر في البحراحتشَدْ
وعلى الحوض وَرَدْ
وعلى أحلامنا في ساحةِ الأقصى قَعَدْ
لا تقولوا: نفث الساحرُ سحراً في العُقَدْ
هبَّت الرِّيح بما لا يشتهي البحَّارُ
واشتدَّ مع الموج الزَّبَدْ
زمجرَ الباغي ولم يأتِ المَدَدْ
لا تقولوا: أسرف المجرم في القتلِ
وفي الظلم تمادَى
وإلى غزّتنا جيش الأباطيل تنادى
أَبْدَأَ الغاصبُ في غزّةَ ظُلماً وأعادا
لا تقولوا: صرخ الطفل ونادى
ثم نادى..
ثم نادى ثم فاضتْ روحُه
في عَتْمَةِ اللَّيل وفي القلب كَمَدْ
أقسم الصوتُ الذي أَطْلَقَه
أنَّ الصَّدَى كان ينادي: لا أَحَدْ
لا تقولوا: إنَّ صِهْيَونَ، ومَنْ صِهْيَونُ
، باغٍ يتبختَرْ
ظالمٌ في جيشِ إِبليسَ مسخَّرْ
مدمنٌ يشرب خمراً من دمِ الطِّفْلِ المقطَّرْ
مغرمٌ بالعنف يشتاق إلى رؤيةِ مقتولٍ معفَّرْ
أنا لا أَشتُمُه
فالشَّتْمُ من عرضِ الذي لا يعرفُ الرحمةَ، أَكبَرْ
وهو من أَحْقَرِ شَتْمٍ صاغه الإنسانُ أحقَرْ
لا تقولوا: إنَّ صِهْيَوْون على الغرب اعتمدْ
ومضى يحرق أَحلامَ العصافيرِ..
ويستنزفُ خَيْراتِ البَلَدْ
لا تقولوا: زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ
ذهب الأقصى وضاعت غزّة المجد
ولاحيفا ويافا وصَفَدْ
لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ
أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ
والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ
أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون
بالوهم انتشرْ
غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ
أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ ،
وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ
لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ أو غزّةَ ....
ما دام لنا فيها وَلَدْ
::
د.عبد الرحمن العشماوي🔸
أنت تقرأ
فلسطين قضية كل مسلم
Spiritualفلسطين ليست قضية الوطن العربي، بل هي قضية كل مسلمٍ في بقاع الأرض.