في طفولتي كنت أسمع عن احتلال اليهود لفلسطين ومعاملتهم السيئة للشعب الفلسطيني وقتلهم لأبناء فلسطين، كنت أسمع عن المقاومة الفلسطينية والشهداء الذين قاتلوا حتى آخر نفس، وكانت كل معلوماتي عن فلسطين وقتها أنها دولة عربية تم احتلالها من قِبل اليهود، لم أكن أعرف عنها الكثير آنذاك، فلم أشعر تجاهها بالكثير، لكنِّي الآن بعدما كبرت لم أعد تلك الطفلة الجاهلة التي لم تكن تعرف شيئاً عن فلسطين، بل أصبحت أعرف عن المسجد الأقصى الذي أُسري برسول الله -صلى اللّٰه عليه وسلم- إليه فصلى فيه بجميع الأنبياء والرسل ثم عُرج به من هناك إلى سدرة المنتهى، بتُّ أعرف أن المسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين وأنه من المساجد التي يُشد الرحال إليها وأن الصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة، وقد قال رسول الله -صلى اللّٰه عليه وسلم- فيما معناه أن عُقر دار الإيمان إذا وقعت الفتنة بالشام وفلسطين جزء من بلاد الشام وبها عاش بعض الصحابة -رضي الله عنهم- وخرج منها علماءٌ وشيوخ منهم الإمام الشافعي -رحمه الله-، عرفتُ أن القدس لم يفتح سوى ثلاث مرات، المرة الأولى كانت على يد طالوت الذي زاده الله بسطةً في العلم وقوة في الجسم، والثانية كانت على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب صاحب رسول الله-صلى اللّٰه عليه وسلم-، والثالثة على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، ولم يكن قائداً فقط بل كان صاحب علمٍ وعقيدة، فهنا نرى أن القدس لم يُفتح سوى على يد رجالٍ آتاهم الله علماً في الدين وعقيدة ثابتة ألا وهي التوحيد، عرفتُ أن المسلمين لم يمتلكوا دول العالم باسم عروبتهم وإنما امتلكوها باسم الإسلام كما قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وقد أوضح الشيخ أن المسلمين لن يستردوا فلسطين باسم عروبتهم وإنما باسم الإسلام، وقد أوضح الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أن هزيمة اليهود على أيدي المسلمين من علامات الساعة وقد استند في قوله إلى قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:«لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي تعال يا مسلم هذا يهوديّ ورائي فاقتله» ففي هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما دلالة على أنه سينتصر المسلمون على الأعداء وسيبقى الدين الإسلامي إلى يوم القيامة.
واستكمالاً لحديث نبينا الكريم عندما قال:«إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» فقد ذكر الشجرة التي تختص باليهود وهي شجرة الغرقد والتي لا تكون نصرة أو عون للمسلمين، وعندما عرف اليهود بهذا النوع من الشجر وبأنه سيكون له عوناً عند قيام المعركة الطاحنة بينهم وبين المسلمين شرعوا إلى زراعتها بشكل كبير ولكن هذا لا يُغني من أمر الله شيئاً فهو نافذٌ لا محالة.
إن قضية فلسطين ليست قضية تخص الوطن العربي وحده، بل هي قضية تخص كل مسلمٍ موجود في بقاع الأرض، وعلى جميع المسلمين مهما اختلفت أعراقهم وأجناسهم أن يتوحدوا تحت رايةً واحدة ألا وهي راية الإسلام لإعلاء كلمة التوحيد ونُصرة دين الله، وليعلموا أن النصر لن يأتينا إلا بنصر الله فإن ننصر الله ينصرنا، ولا يكون نصر الله تعالى إلا بإعلاء كلمة التوحيد وعبادته حق عبادته واجتناب المعاصي، فبهذا يتحقق النصر.
أنت تقرأ
فلسطين قضية كل مسلم
Spiritualeفلسطين ليست قضية الوطن العربي، بل هي قضية كل مسلمٍ في بقاع الأرض.