كان يحدق بالسواد...السواد اللانهائي.
ربما، لا يمكنه تمييز مكانه...منذ أن فتح أعينه بعد انتحاره وهو مستلقي على بحيرة كاحله السواد كما لو أنه تم غرز حبر أسود بها ...
لا يستطيع التحرك ، منذ استيقاظه وقدراته العقلية أصبحت محدودة للغاية ... لماذا؟ هذا السؤال ليس بإمكان عقله تحمله حتى ...
على عكس ذكائه الحاد الذي يملئ عقله في العادة .. هو في حالة اللاوعي تقريبا.
يحاول أن يستوعب ما يحدث .. لكنه فقط متمدد على سطح الماء وينجرف إلى اللامكان .. ثوانٍ حتى سمع صدى يتردد إلى أذنيه .. كما لو أن كينونة من نوعٍ ما تستلقي بجانبه و تهمس بأذنه.
كيف سنعرف نهاية السبات؟
هل سوف ندخل في سبات اللاعودة ونقرأ رموز السواد؟ أم سـ نستكشف مكنون السواد الحالك؟
لن ننتظر حتى ينال منا السبات .. بل سنستمع إلى بتلات الزهور ، و سوف تحدق بالبلالين التي تملئ السواد .. السواد الذي ينتظر اقترابك ثم يبتلعك حتى تصبح أنيس وحدته ...
لكن، لماذا؟ لماذا السواد يحتاج أنيس لوحدته؟ لماذا يهرب منه الآخرون رغم كونه يرغب بـ مجرد صديق يحكي له تفاصيل يومه الداكن .. كما لو أنه في فلم قديم بـ لا ألوان.
هذا هو ما سـ نكتشفه عند فك شفرة اللعنة ... لعنة السبات !!
صرخ الصوت في نهاية كلامه بغضب ، فجأة شعر بـ وردة بيضاء سُكرية تُغرز في عينه السوداء لينتشر خيط من الدماء عبر خده الأبيض ...
كان لا يزال يحدق بالسواد ... رمش، لكن...
______________________________________
فتح أعينه ببطئ ، رمش بضع مرات وهو يحاول الإعتياد على الضوء الذي يكاد يثقب أعينه ، إتسعت حدقة أعينه حين رأى السقف .."إنه بخير .. فقط الحادث قد أثر على دماغه بعض الشيء .."
أردف شخص ما مجهول الهوية .. يشعر بألم في رأسه .. اصوات كثيرة ، يتعرف على بعضها لكن البعض الآخر كلا .. كل ما يعرفه أنه في مشفى .. مشفى كونوها المركزي ؟ هذا ما يعتقده .. لكنه احمق .. لا يوجد شيء إسمه كونوها في هذا العصر .. فتح أعينه مرة اخرى مقاوماً الضوء .. شهق الطبيب ..
"إنه يستيقظ ! أأنت بخير ، شيسوي سان ؟!"
جلس رغمًا عن جسده وهو يبعد جهاز التنفس عن فمه و انفه .. كان نظره مشوش ، اول ما فعله هو أنه لَكَم الطبيب ..
أنت تقرأ
سبــات العــــــودة !! || 𝕌𝕔𝕙𝕦𝕙𝕒 𝕊𝕙𝕚𝕤𝕦𝕚
Fantasyأن تستيقظ في عصر آخر ، لا تعلم عنه شيئاً .. مثل فقدان الذاكرة بل اسوأ .. ثقافة جديدة لا تعلم عنها ، امور تغير نظرتك للحياة .. هذه كانت نظرة اوتشيها شيسوي لإستيقاظه في عصر آخر تماماً .. من المفترض أنه إنتحر .. لكن وجوده في هذا المكان كان أشبه بالكابو...