الفصل الثانى الجزء 3
عدل من ياقته فيما يشعر بهم أيمن يكاد يقضي عليه..طرقات خفيفة على باب مكتبه جعلت عينيه تتوجه ناحية الباب "تفضل"
هتف و هو يتوقع دخول ابنه الأكبر..انشرح قلبه ليجد أنور يدفع الباب بخفه ثم يغلقه خلفه..بخطواته المتزنة اقترب نحو مكتب والده ليجلس
على الكرسي تطلع لوالده المنهك ليهتف
-" أبي..أرح اعصابك أرجوك..لم يكن هناك داع لإقامة شجار بينك و بين أيمن من الصباح..تعرف كم هو مزاجي و.."
قطعه ليقول بحده
-" لماذا أنا من يجب أن اغلق كل الحوارات معه أم نسي أنني والده ..العابث..لن يقضي علي أحد كما سيفعل أخاك يا أنور..ليحمد الله أنني لم
احاسبه على تركه المنزل البارحة و لا ادري بأي وقت متأخر عاد..و بكل وقاحة يجرح ياسمين بالكلام..متى رآها ليعاملها هكذا.."
و لو تعرف يا أبي أنهما التقيا ليلة البارحة ماذا ستقول..؟..لم يستطع أن يخبر والده الحقيقة نطق قائلاً
-" أنا اعرف أنهُ مخطئ لكن بالنسبة لشراء الهاتف ليس من الضروري أن يشتريها هو رغماً عنه..اكمل محاولاً أن يفهم والده..كل ما اطلبه فقط
أن لا تجادله على أمور ليست مهمة ..لقد شعرت بحقده اتجاه ياسمين من البداية لم يكن هناك داع لتطلب منه شراء هاتف فينتهي الأمر بجدال
حاد..كان من الممكن ببساطة أن تكلفني أنا بذلك و ينتهي الأمر أو حتى رجالك الكثر.."
تعجب طرأ على عينيه ليرد على ابنه برفض
-" اكلفك أنت!..لا أنت مشغول ليذهب هو الذي يقضي نصف وقته بالعمل و الآخر باللهو كما المراهقين.. لقد تعمدت اختيار أيمن."
-" كان يجب أن تفعل ذلك ..ببساطة لأن ياسمين لن تقبل بأي شيء منه .."
ثم استأذن ليعود إلى مكتبه لعله يستطيع العمل بعد كل التشوش الذي يرافق عقله بعد دخول ندى وياسمين القصر..أو ربما ياسمين بالذات...........
بعد ساعات..
"كفى نــدى .."
زمجرت ياسمين بحنق فيما تضم لحافها البنفسجي إلى جسدها بنزق ..تمتمت ندى و هي تسحب جسدها نحو شقيقتها لتجلس بجوارها على السرير الواسع
-"ياسمين ..ماذ يجري بينك و بين أيمن هاا..؟.."
بانزعاج ردت
-" كل الأمر أنهُ مغرور اكثر من الحد اللازم ..اعتدلت بجلستها لتكمل بحزم..أسمعي ندى الشاب لا يبدو متقبل تواجدنا في منزله
لقد فهمت ذلك من بعض كلماته ..لذا حاولي الابتعاد عنه تجنبي الاحتكاك به و.."
قطعتها ندى باستنكار لترد برفض
-" أي كلام تقولين..؟..أختي لقد كان لطيف جداً معي أنهُ حتى سألني عن مستواي الدراسي و مازحني بلطف.."
-" أيمن فعل ذلك..؟.!."
سألتها فيما عينيها تكاد تخرج من محلها من الصدمة لترد ندى ببراءة
"نعم حتى بعد أن تركتي الطاولة غاضبة سألني أي نوع من الهواتف اريده"
صرخت لتفزع ندى قائلة
-" و هل أخبرته ..؟"
ابتلعت ريقها بخوف لتجد ياسمين الاجابة بعيني شقيقتها دفعت اللحاف عنها بعنف لتصرخ بجنون
-" حقاً حمقاء..حمقاء.."
تركتها لتغادر غرفتها بغضب ..الحقير هل يتقرب من ندى من أجل خطة شيطانية تهدف طردهما من المنزل..أم انهُ سيتعاون مع أختها الغبية ضدها
بالتأكيد بقليل من الأكاذيب..لماذا ..؟..تساءلت و هي تنزل السلالم كالإعصار متجاهلة نظرات بعض الخدم لها خصلات شعرها الثائرة كانت تتحرك بتحرك
جسدها السريع ..فيما تقسم بداخلها أنها لن تخرج من هذا القصر ليس بعد أن احبت عمها و احبت حياة الرفاهية بعيداً عن الفقر تعلقت بكل شيء بيوم واحد فقط..تأففت و هي تخطو
خطوات سريعة لتجاوز الباب الزجاجي نحو الحديقة طارت كل تلك العصبية حين وقعت عينيها فوراً على جسداً طويل يرتدي قميص أبيض مع بنطال من الجينز
الأسود..لم يبدو أبداً منتبهاً لها حيث كان يعطيها ظهره عينيها تأملت هاتفه النقال الموضوع على أذنه فاستغلت الفرصة لتقترب بخفة نحوه و كلما اقتربت كان صوته يزداد وضوحاً.
"بل أنا اكاد اذوب شوقاً لألتهمك.."
كادت أن تطلق شهقة عالية لكنها تلقائياً وضعت يدها على فمها فيما عينيها لازلت مفتوحة بصدمة و هي تسمع صوت ضحكته العالية ثم
كلمات جريئة جعلت الدماء تتوقف بعروقها ..استدار على جانبه قليلاً و لحسن الحظ لم يكن ينظر لها بل كان يتأمل بعض الشجيرات
"سأراك اليوم أو في الغد..في منزلك و لو كان مشغولاً فالفنادق كثيرة.."
لم تكن تعرف هل ترى ابن رجل محترم ؟ ..صحيح أن والدها كان سكير و قاسي لكنها لم تراه يوماً يحدث امرأة بهذه الطريقة و هي غير مهتمة
لو كان يفعلها بالخفاء..تفكر فقط كيف للمدعو أيمن أن يكون جزء من عائلة السيد حلمي..بلحظة أرادت أن تقترب لتشنقه بكلتا يديها غير أنهُ
رفع رأسه بتلك اللحظات ليحدق بالسماء ليسمح لها تنظر لملامحه جيداً..ابتلعت ريقها محدقة بعينيه الجذابة تلمع مثل لمعان عينا الذئب..
شفتاه التي تتحرك بكلام قذر رأتهما بشعتان رغم أنها كانت تدرك أنها لم ترى مثلهما قط...شعره الأسود مع لحيته الخفيفة التي تتناسق مع اخر صيحات الموضة
بخلاف جسده الرشيق الطويل عرضه الذي يتناسب مع طوله..نفضت تلك الأفكار بعنف و هي تشيح عينيها عنه لتتوقف
عن تأمله بغباء..اقتربت خطوة اكثر لتستمع لمكالمته القذرة و هو يكمل

أنت تقرأ
رواية (خليلة الشيطان)
ChickLitهو عنيد كالشيطان لا يتنازل بسهولة عما يريد، وهي رغم جمالها الا انها متوحشه وندا قوي له كان الاثنين كقطبي مغناطيس لا يجتمعان ودائما يتنافران، فهل من الممكن أن يلتقيان