الفصل الثالث

250 10 0
                                    

الفصل الثالث

...........................

ابتسامة ود زينت شفتيه فيما كان يقف مقابلاً لها بجانب العشب الاخضر المرتب بعناية بمكانه المخصص..لازال لا يصدق
بأنهُ استطاع أن يعثر عليها .يمكنه أن يميزها فقط بتلك الخصلات الشقراء المتمردة و بزرقة عينيها الساحرة..
"أنا لم اتوقع أنا أراك مجدداً..بل سامحني لأني لم استطع التواصل معك .."
كانت تهتف بتلك الكلمات و هي تنظر إليه منفصلة عن اصوات الشباب و الفتيات حولها ..فقط تنظر لعينيه الرمادية تحاول أن تسرق الكلمات منه اخيراً اراحها ليقول
-" ياسمين..لم اتخيل أن اراك هنا في العاصمة كنتُ انتظر اللحظة التي انتقل بها إلى مدينتك
لأبحث عنك طبعاً فأنت لا تردي على مكالماتي بخلاف كل الأوهام و التخيلات التي اقتحمت عقلي بمجرد أن افكر بأسوأ الاحتمالات.."
صمتت تنظر إليه بخجل هل تفرح ...تحزن ..أم تشعر بالأمان او تخاف ..! نفضت كل تلك الافكار لتبتسم بخفوت لنظرة عينيه إليها ربت على
كتفها بخفة ليبتسم قائلاً بصدق
-" أنا سعيد لأنك ستواصلين دراسة الجامعة ..اصنعي نفسك ياسمين لا يتبقى سوى فصلاً واحد لتخرج
اثنان وعشرون عاماً مرت على وجودك بهذه الحياة ولا اعتقد أنك شعرت من قبل بفخر و نصر مثلما ستشعرين لحظة التخرج.."
-" حقا..؟.."
تساءلت بتذمر فضحك بخفة ليقول
-" لازلت كم أنت..اخبريني فقط كيف استطعت التسجيل بهذه الجامعة..؟.."
لم تكن تعي بأنها واقفة في ساحة الجامعة معه تتحدث بانسجام و هي تردد
-"كان الأمر سهلاً بالنسبة لي..عمي تكفل بذلك بل أنور من قام بنقل اوراقي من جامعتي السابقة.."
-" و هل أنور هذا لطيف معك..؟.."
سألها بخبث فاعطته نظرات محذرة لترد
-" فادي توقف..لا تنظر لي هكذا.."
اطلق ضحكة لطيفة ليتوقف عن الضحك هامساً بلطف
-" اه ..لقد اشتقت لاسمي من صوتك المتذمر.."
ضمت شفتيها باستياء فاسرع القول
-" حسناً ياسيمن..لندع انور هذا..اكمل ببعض الجدية ..هل تعيشي مرتاحة مع عمك..؟ أيعاملك بلطف .؟..واصل بصدق.....إن كنت هذه المرة متألمة أنا لن اسمح لك بـ.."
قطعته فوراً برفض لترد
-"لا ابداً ..أنت حقاً لا تدرك بأي طريقة لطيفة اعامل في بيت عمي ..أنا حتى بدأت اعتاد على حياة الدلال .."
حين لمح الصدق من ملامحها اصبح اكثر ارتياحاً يعرف كم أن ياسمين كثيرة الكذب لكنها كذبات غبية سرعان ما يكشفها بنفس اللحظة
..امسك بيده كفها ليحتضنها بدفء ثم أخذ يتذكر قليلاً ليقول
-" أنا اكثر ارتياحاً الآن..واكمل غير محاسب لكلماته ..لقد اخبرتني امك أن عمك يمتلك شابين و فتاة صغيرة..
لتوك تكلمتي عن انور لكن الآخر .."
قبل أن يكمل كشرت بانزعاج لتردد
-" ..لا اريد أن تذكر لي ايمن من الصباح..لا اود أن يتعكر مزاجي في الجامعة .."
حين لمحت القلق يظهر من عينيه اكملت مسرعة
-" لا تقلق..تعرف ابنة خالتك جيداً تدافع عن نفسها بشدة أنا حتى لا اعطيه فرصة بحرق اعصابي لأني ارد له الصاع صاعين..هل فهمت أم انك تحتاج توضيح..؟.."
تبخر القلق كله ليتحول إلى ضحك كبته ليقول بصعوبة و هو يكتم ضحكته
-" لا توضحي لي ياسمين لقد فهمت ..لا اعرف الآن هل اشفق عليه ام عليك..؟"
-" تعرف لو لم يكن المكان العام لما ترددت في ضربك .."
اطلق ضحكة من صوتها الحانق سرعان ما توقف على صوت رنين هاتفه سحب الهاتف من جيب بنطاله لتتلاشى ابتسامته نظر لها بتردد فيما
عينيه كانت حائرة بين شاشة الهاتف و وجهها لم يكن من الصعب أن تميز أنهُ متوتر بعض الشيء تحفظ هذه النظرة جيداً ابتلعت ريقها بصعوبة
-" لا ترد.."
تمتمت بصعوبة لتواصل بعدها
-" اعرف أنها امي لا ترد.."
توسعت عينيها حين اجاب على الهاتف بثقة فيما عينيه كانت ترسل لها رسائل مطمئنة ملامحه كانت مركزة عليها و هو يرحب بخالته
بالهاتف و خلال ثوان كان يرد على اسئلتها مدعي الجهالة تمنت ياسمين أن تسمع كلمات والدتها لكنها لم تسمع إلا فادي يقول

 رواية (خليلة الشيطان)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن