الخَامِس والعشرون مِن دِيسَمبَر

P.02 || ما لي سواكَ

...

يناظُر سقفَ الغُرفة بشرودٍ
يشعُر بلسعاتٍ في مكان إصاباته
تركتهُ المُمرضة منذ لحظات، لتنده على طبيبتهِ كَونه قد استيقظَ

Lionello's Pov

أُحاول تذكّر ماحصل وكيف انتهى بي المطاف في غرفة المشفى هذهِ
فذاكرتي مُشوّشة قليلًا

في ظهر يوم الثالث والعشرون...

أراقب اثنان من الرجال واحد طويلٌ بِلا شَعر والآخر أقصر منهُ قليلًا شعره يصل حتى رقبته
تمّ رصدهم منذ ساعات
كانت تحرّكاتهم روتينية حتى أصبحت وجهتهُم إلى مكان ليس بغريب عليّ، أنّه مسرحُ جريمة قتل، ضحيتها قُتِلَت على يدهم

قبل أربعة أشهر وَصَلنا بلاغ عَن جريمة قَتل في ملهى ليلي متواجد هناك، لم يُعثَر على القاتل بعد لكنّنا كُنّا نشتبه بالمافيا حينها
وللتعرّف على ما طرأ على الجُثة مِم قبل وبعد موتها وإن كانت أعضاءُها قد تم التلاعب بها أم لا قد تمّ تشريحُها
تأكدت شكوكنا حَول هوية القاتل فورَ حين استلام ملف التشريخ بسبب العلامة التي وُجِدَت على الجُثّة

طوال الثلاث عقود الماضية شَهدت ميلانو على جرائم قتل مُروّعة أرتُكِبَت بحق سُكانِها

---

قُسّمَت هذه الجرائم على ثلاث مجموعات :

1- الجرائم التي تستهدف النساء المتزوجات والفتيات القاصرات لغرض اغتصابهن ومن ثُم تعذيبهُنّ بأفضع الطُرق المُمكنة حتى الموت، وتوشم الجثة في أسفل رقبتِها

2- الجرائم التي تستهدف أعداء المافيا وجواسيسهم يتم اختطافهم في مقرّات سريّة واستجوابهم وتعذّيبهم بشدّة ويُتركون بدون طعام أو شراب ثلاثة أيّام لتُعطى لهم جُرُعات من حمض الهيدرفلوريك عن طريق أفواههم ومن ثُم يَلقَونَ على احدى أرصفة المستشفيات، والوشم يكون مكانه أسفل الظهر

3- الجرائم التي تستهدف من لم يرد دينهُ لهم، من يَقتل أفرادهم وأُناس لأسباب مجهولة لم يتم كَشفها حتى يومنا هذا، وضحايا هذه المجموعة أقل عددًا مُقارنةً بتِلكَ المجموعتينِ
ضحايا هذه الجريمة يُخنقون بغاز السارين، قاتل الحشرات الذي يتسبب لهم بموتٍ سيءٍ

هذا ما استطعنا معرفته عن أسباب استهداف الضحايا في جرائم القتل

--

ركنتُ السيارة قريبًا من المكان واتّبعتهم سيرًا على الأقدام
قد تواجَدْتُ هُنا سابقًا لذا المكان ليس بغريبٍ عليّ، وحفظتُ إلى أين تقود كُل من هذهِ الممرات الضيقة تَحسُبًا لكُل جديد