يستمرّ ذلك الأخرق هاري باللعب بكفيّه بتوتر، و جبينه يلمع مُتعرقاً لفرط ما يحاول الحديث به... يتهرب عن ذلك بسؤاله عن رحلتي إلى فيلادلفيا، و كيف جرتِ الأمور بالنسبة لصفقتي مع السيد رولد .لقد عُدتُ منها البارحة، غادرتُها مكسوراً، و كرامتي توازي الحضيض.
لم أستطِع البقاء و إيّاها تحت ذات السقف، و لم أُرِد إرغامها على حبّي، كادَت تكسر أنفي و ذلك خير دليلٍ على مقتها إياي.
في جوفي حُزنٌ بالغ، أحاول طمره منذ الصباح الباكر بمعاقرة الشراب... حمقاء تلك الفتاة؛ فرّطت في أجمل قصةٍ كانت ستعيشها.
سألني هاري عن سبب ملامحي التعيسة منذ الصباح لأتجاهل الإجابة عن سؤاله... لا أحد منّا يبوح بكُلّ ما يؤلمه؛ فبعضُ الكتمان كرامة.
قبل مجيئها إلى المطبخ كنت قد نسجتُ العديد من الأحلام السعيدة عنّا، فكّرتُ فينا بكل الطرق المتاحة، لكنها أبَت ذلك و لكمتني على وجهي..
لم أُرفَض يوماً من امرأة، كنتُ أنا من أرفضهن، لكنها أصبحت الطفرة الوحيدة في قائمة علاقاتي الغرامية المؤقتة.
لقد تعلّمتُ درساً قاسياً في حياتي، لن أُطعِمَ أي كلبٍ آخر أراهُ يُعاني، فأمثالها يحتاج فقط إلى بعض القوّة من أجل عضّك.
لقد أرسلتُ أحد رجالي و معه فريقٌ أمني، من أجل إحضارها، تجنبت إرسال هاري... حفاظاً عليها منه، كذلك أوصيتُ مدبّرة المنزل بتنظيف الكوخ من بعدها و تغيير ملامح الغرفة التي كانت تقطن فيها؛ حتى لا أُضطرّ لتذكرها في المستقبل.
لقد قررتُ تجاهلها و المُضيّ قُدماً، فليست أُولى النساء ولا آخرهن... هناك العديد ممن يستمتن من أجل الحصول على فرصةٍ للوقوع بالحب معي، أُولاهن ابنة لاميير، الآنسة آن.
لكنني لا أعترف بالنهايات الحزينة، سأُمهِلها بعض الوقت... لن تُغلق حكايتي معها إلاّ عندما يُرضيني الختام.
"ألِكس.."
بصوتٍ متحشرجٍ و خافت حاول استرعاء انتباهي إليه، لابد من أنه يُخفي أمراً مهماً قد يثير حفيظتي ليتصرف بهذا الشكل!
همهمت له كإشارةٍ ليبدأ حديثه، عندها بدأ بسرد مقدمةٍ طلليةٍ مملة، تثير أعصابي حتى النخاع
"لقد شرِبتُ كثيراً بالأمس.."
همهمت ليستمر.
"و هي أيضاً كانت قد شربت أكثر منّي"
أظنه يقصد بحديثه الآنسة الغبية آن.
أنت تقرأ
الآنسة رايفن|| K. TH
Vampire"ليس من الضروري أن يحوي كُل مصاصٍ للدماء في جُعبتهِ زوجاً من الأنياب، عزيزتي" الغلاف من إبداع: @parkomega