'39'

149 17 20
                                    

حياة الرجال تشبه البحر الميت، أو الصحراء القاحلة، لا يعيش فيها إلا من يجيد الصبر والتأقلم مع الطبيعة القاسية..!

في حياتي كانت كل العقبات مذللةً في نهاية الأمر، إلا الصهباء رايفن... هي العقبة الوحيدة التي لم أستطِع تذليلها أو التخلص منها.

يقولون إن لم تستطِع تذليلها، اندمج معها، ربما سألجأ إلى فعل ذلك!

لم تكتفي بافتعالها لمشكلة معي في الظهيرة، و حينما عُدت وجدتها قد صنعت أخرى، برفقة الخادمات

هي فتاةٌ قد غادر العقل من رأسها، لا شكّ في ذلك.

واجهتها في مكتبي و هددتُها بابتذال؛ في كوني سأمتص دمائها إن لم تعُد لرشدها و تتوقف عن التمرد

لكنها في النهاية رايفن، ماذا سأتوقع منها؟

تهديداتها الباطلة و استمرارها في الثرثرة جعل الصداع يستوطن رأسي، و مشهد الجرح الذي قد جفت دماؤه على عنقها الأبيض شتّت حواسي، أحتاج لجرعة دماء ممزوجة بالنبيذ..

كذلك منظر الصليب المتدلي على عنقها، يبعثني للضحك من خرافاتها المزعومة.

أخبرتني بأنها ستحرص على كشف حقيقتي لأبتسم داخلياً على رعونتها و تصرفاتها الخرقاء، حينها تبادر إلى ذهني ضربها لجبيني هذا النهار و ما عانيته بسببها

كنتُ أعبث بكرةٍ صغيرة من المطاط بين أصابعي، حينها لم أتوانى في رشق مقدمة رأسها بواسطتها، ذلك جعلها تنصدم لوهلة و يفغر فاها باستغراب لتصرفي بهذا الشكل.

في النهاية كانت تستحق ذلك.

غادرتها دون الإنتظار لرد فعلها و أغلقت الباب من ورائي، توجهت نحو غرفتي و خلعتُ ثيابي بإهمال، أشعر بالإرهاق

أعلمتُ إيفلان بتجهيز غرفة من أجل هذه الحمقاء؛ لتجنب الخوض في شجار آخر رفقة الخادمات، كذلك أخبرتها بتبديل مهنتها إلى شيءٍ يجعلها تعمل بإنفراد، و الإعتناء بها ريثما أعود من رحلتي... كذلك عدم السماح لها بمغادرة القصر.

استلقيتُ بعد ذلك بإهمال، أغمض عينيّ حتى الصباح متنازلاً عن تجرع نبيذي الممزوج بالدماء.

ماذا سيحدث لو علمت هذه الغبية بأنها مجرد طفرة، تحثني على تجرع بعض الدماء للبقاء على قيد الحياة، و لستُ مصاص دماء كما تعتقد به خيالاتها المريضة؟

كان ذلك آخر ما فكرت فيه ليلة البارحة، قبل أن أغط في نومٍ عميق.

رنين المنبه على جانب السرير أيقظني، أشعر بأني صاحٍ أكثر من اللازم، أشعر بالنشاط

الآنسة رايفن|| K. TH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن