'34'

198 30 1
                                    


‏لطالما آمنت بأن جدتي والأربعة جدران هما الأمان، فلحظة عودتي إلى المنزل لا تُقارن بأي لحظة سعادة أخرى.

يستمر هذا المعتوه في التنمّر عليّ و الضحك ساخراً من شكلي عندما وجدني محروقة الشعر؛ فقط لأنني صددتُه عن تقبيلي.

يظُنّ أنه بفعلته هذه سيأكُلني الندم؟

حتى أنه توعّدني بتلقيني درساً لن أنساه؛ فقط لأنني استعملتُ اثنين من قُمصانه، و شفرة الحلاقة الخاصة بذقنه.

ليس و كأنه غير قادرٍ على شراء بديلٍ عنها، فقط يستمر بالنهيق يظُنّ بأن أجنحتي ستخبو، و استسلم له.

تجاهلتُهُ أقلبُ عينيّ على النافذة التي جواري، يعلو منكبيّ معطفٌ من الفرو الأبيض عكس معطفه الطويل الأسود،كنتُ مجاورةً له في الجلوس، بينما هو مُتمركزٌ على مقعد القيادة.

كان غاضباً و تشنج ملامحه خير دليلٍ على ذلك.

لا أهتم، جُلّ تفكيري يدور حول الحفل و كيف سأتصرف فيه مع النساء المرموقات من الطبقة الثرية.

كفيّ يستمران بالتعرق، و التوتر يجعلني شريدة البال طوال الوقت. كما لا أشعر بالراحة في تواجدي بداخل هذا الفستان أيضاً، كأنه يُظهر أكثر مما يُبطِن.

مضى الوقت مُتجاهلةً خلاله جميع تعليقاته الهازئة و السامّة، قيد أنمُلةٍ هو ما يفصلني عن الإنقضاض عليه و تشويه وجهه.

توقفت السيارة أمام مطعمٍ فخم، أفخم مما عملتُ فيه سابقاً، الأضواء تعُجُّ به من كل جانب مروراً باللوحات التي تُظهر اسمه بشكلٍ باذخ _لادونا_ و حتى التي رُصّعت بها الأعمدة حول السجادة الحمراء الممتدة ابتداءً من بوابة المطعم الرئيسية و حتى آخر الرصيف الذي ستطؤهُ أحذيتنا بعد قليل.

فغر فاهي من جمال المنظر، حتى المسلسلات لم تعرض بناءاً بهذه الفخامة، لم أكُن أعلم بأن ثغري مفتوح على مصراعيه حتى قام ذلك الأحمق بإطباقه، عبر رفعه لذقني عالياً حتى أُطبِقَت شفتاي، ثم أدلى بتعليقه الساخر مانعاً إياي من الخروج عندما حاولت فتح باب السيارة والنزول منها متجاهلةً إياه:

" لا، و لن تُصبح فتاةُ 'ويلمنغتون' الريفية يوماً سيدةً نبيلة"

أثار حفيظتي، و أغلبها عندما قام بذكر مسقط رأسي، هل أقام بحثاً شاملاً عني؟

عندها ارتديتُ قناع البرود و أجبتُه بذات الصاع من حديثه المسموم.

"كما لا تُصبِحُ البغال أحصنة"

الآنسة رايفن|| K. TH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن