ذات مساء.. جلس أحمد كعادته كل مساء على كرسي قاعة الأنتظار ينتظر دوره للأخذ معاينة مسائية إعتادها..
كل مساء بعد نهاية عمل يتجه الفتى الهادئ العاشق صوب عياد"ضوء القمر".ليجري فحصا لقلبه...
يتمارض كل مساء لا لشيئ الى ليلتقي تلك الطبيبة المرحة الحنونة..
رؤيته لها وهي تجوب ممر العيادة بكل نشاط بإبتسامة وفرح كأنها تلقى
ضيوف عزيزين على قلبها يمنحه رؤية أخرى للحياة...
كانت كملاك طاهر أرسل لبعث حياة جديدة في قلوب مرضاه.. وكان هذا حال قلبه.. لكن..
هذا المساء.. يغلب هدوء مريب على أجواء العيادة.. صمت غير إعتيادي.. صمت قاتل...
ينتظر رؤيتها.. تمنى سماع صوتها.. تخيل دقات مشيتها... لكنها كانت غائبة حقا..
انقبض صدره وثقلت دقات قلبه وعبس وجهه.. فملاكه الطاهر مفقود.. ومع فقدت بسمته..
لايعرف عنها شيئا غير هذا المكان .. والشاطئ فهو اعتاد لقياها بهذه العيادة و على تلك الرمال الذهبية
.. إكتفائه برؤيتها والنظر الى بسمتها.. أنساه البحث عن ماتبقى من حياتها..
فجأة.. صارت واحة حياته سراب...
ترى مالها.. ماكان مآلها.. هل من مكووه أصابها..
لم تأتي للشط بالأمس ولا اليوم للعيادة قلبي يطرق بعنفوان ..
تداخلت الأفكار في رأسي وكثرت التخيلات ..
اخذت انظر الى زجاج باب مدخل العيادة.. اتخيل ظلها..
اتمنى ولوجها.. أمل لقياها....
.. بعد لحظات.. كانت بالنسبة لي دهرا..
دخلت ملاكنا الطاهر..
فأشرقت الحياة بعيني..
كانت تحمل قطها بيسراها.. وعشرات الورود بيمناها. وتبتسم
- تأخرت قليلا.. اعذروني..
استفاق الفتى العاشق وهو بجانبها.. مقابل وجهها.. يكاد يحظنها..
ابتسمت..
-اهلا اهلا.. مرحبا بك ياصديقي الخجول .. هل أقرص خدك..
....
أنت تقرأ
العودة للخلف
Krótkie Opowiadaniaفي كل مرة ننظر بها للأمام يكون للماضي فضلٌ علينا .. وليس أيّ فضل ، إنّه فضل عظيم فكوننا الآن بحاضرنا هذا يعنني أنّنا ياما تعثرنا و نهضنا و ياما تغبرت ملابسنا ونحن ملقون على الأرض وقمنا بتنفيضها من الغبار ، الماضي ليس مجرد ذكريات جميلة و مؤلمة .. إ...