كانت الليلة هادئة وساكنة، النجوم تلمع في السماء كما لو كانت تروي قصة خفية لا يستطيع أحد سماعها. في أحد الأزقة الضيقة، تصدحت صرخات الشخص المجهول الذي انهار على الأرض وهو يحاول التقلب في وجعٍ مبرح. بينما كان يحاول جمع أنفاسه الأخيرة، ظهر ذلك كما يبدو شبح لشخص ما من الظلال. لم يكن يعرف ما إذا كان يحلم أم أن هذا الكابوس الرهيب يحدث في الواقع. دقت خطواتهم المظلمة على الأرض كانت كافية لتثير الرعب في قلب الجريح المتلوِّن بالدماء، فقبل أن يفقد وعيه الأخير، سمع صوتًا ينطق بكلمات لا تليق بالحياة أو الوجود كانت الكلمات التي نطق بها كالصدى من بُعد لا يعترف به الزمان.
في لحظة غامضة، تلاشت الصورة واندمج الظلام مع الأرض المحيطة، كما لو أن ما حدث كان جزءًا من فقاعة زمنية تلاشت في العدم. بينما تستعيد عيناه الوعي، وجد نفسه مستلقياً على سرير أبيض في غرفة مجهولة. كانت الأسئلة تلوح في عقله، لم يكن يعرف كيف وصل إلى هنا أو من قام بإنقاذه. ولكن في لحظات ذلك الانهيار الأخير، أدرك أنه ليس وحده في هذه الحرب المظلمة بين الواقع والكوابيس.
بجانب سريره، كان هناك شخصًا آخر، شاب غامض الهوية ومتأملاً في مسافة بعيدة. "أخيرًا استفقت. كانت جولة عنيفة، أليس كذلك؟" قال الشاب بصوت هادئ يحمل طابعًا من الغموض. لم تكن الكلمات توفر الجوابات، بل أثارت المزيد من التساؤلات والتكهنات حول ماضي الشخص المجهول والمصير الذي ينتظره صوت كلماته يترنح في ذهنه كالألغاز الملتوية، يبدو وكأنه يعرف أكثر مما يظهر. حاول الشخص المجهول أن يجمع أفكاره المشتتة، لكن الصداع الشديد يعترض طريقه، يشعر بألم حاد في رأسه كلما حاول التفكير بوضوح.
تناغمت أصوات الآلات الطبية مع ضوضاء الغرفة، وكأنها تعزف اغنية من الحياة والموت. استمر الصمت للحظات، وكان الشاب الغامض يبحث في عيون الرجل الذي أمامه، وكأنه يحاول قراءة أسرار مدفونة في عمقها.
بصوت هادئ وأنفاسٍ متقطعة، قال الشاب: "هناك معركة تدور بين القوى المظلمة والإرادة البشرية. وأنت الشخص الوحيد القادر على إنهاء هذا الصراع." ارتفع صوت النبض في أذن الرجل المجهول وتبدأ أحداثٌ جديدة في الظهور أمامه.
بينما الرجل المجهول يحاول ايجاد تفسيرًا لما يحدث، يرتفع صوت أجهزة القلب ويعلو ضجيج الغرفة. يحاول ترتيب أفكاره ولكن الضغط والحيرة تعصف بعقله. الشاب الغامض يتأمل الرجل لحظة، ثم يقترب بحذر ويقول بصوت أكثر حزمًا هذه المرة: "عليك أن تتذكر. الزمن ليس في صالحنا."بينما يحاول الرجل المجهول فك الشفرة التي تحيط بهذه الكلمات، يستعيد شيئًا ما من ذاكرته. صور مبهمة تتدفق في عقله كلما حاول التفكير، تظهر صورٌ لأماكن غامضة ووجوه غير مألوفة. يُفاجَأ بشعور مفاجئ بالقدرة على التحكم بزمنه، كأن شيئًا ما يتم تشغيله بداخله.
الشاب الغامض يكمل: "الوقت يجري، ولا يوجد الكثير منه. يجب أن تجد الإجابات قبل أن تنتهي اللعبة." يرفع الرجل المجهول يده ليجد تأثيرًا مرئيًا يُظهر في حركة الزمن حولهم، يبدو كموجاتٍ تمتد بلا نهاية.
تتزايد التساؤلات والضغوطات، وهناك رهان يتعين على الرجل المجهول أن يفوز به، لكن الألغاز والظروف تزداد تعقيدًا، وسط هذا الجو المليء بالغموض والحيرة .
ينتقل الرجل بسرعة عبر الزمن، يجد نفسه في الموقف الذي شاهده في الماضي. الرجل يترنح في الزقاق، مُصابًا ونائمًا في بركة دمائه. يتحاطى بالأشخاص الذين يحدقون به بدهشة ورهبة. يعيش الرجل هذا المشهد بشكل واضح وكأنه يشاهده من خارج نفسه، يشعر بقلق وحيرة.
في هذه اللحظة المفاجئة، يبدأ الرجل في الركض بشكل مثير لإيقاف الحدث أو على الأقل لتغيير مجرى الأحداث. يشعر باليأس والضغط مع معرفة أن وقته محدود، لكنها يصر على تغيير مجرى الأحداث هذه المرة
بخطواتٍ هامسة، يتجه الرجل نحو الغموض الذي يكمن في داخله. يتحدث مع نفسه، يعيش في محادثاتٍ متداخلة تمتد عبر الزمن. "ما الذي حدث هنا؟" يقول الرجل لنفسه بترقب، بينما تتلاشى الأحداث الماضية في ذهنه.
مهلاً، يتذكر الرجل تلك الكلمات الغريبة التي سمعها قبل أن يفقد وعيه. 'انتظر... لقد تكلمتُ مع نفسي من قبل!' تتشابك الأوقات في رأسه، وتتكشف الأحداث ببطء أمامه.
تعقد الأمور للرجل، يحاول فهم هذا الخط الزمني المرتبط بأحداث ماضية. 'لم أكن أدرك أنه كان هناك ارتباط، أحداث متشابكة... لكن مع ماذا ترتبط؟' يسائل نفسه، وسط تفكيره الملتبس.
أنت تقرأ
خيوط الزمن المتشابكة
Mystery / Thriller"في عالم يتقاطع فيه الزمن وتتداخل الأبعاد، تنطلق قصتنا لتستكشف أسراراً متشابكة وراء سلسلة من الأحداث الغامضة. يُلقى القارئ في رحلةٍ مثيرة ومليئة بالغموض والإثارة، حيث يُدفَع الشخصيات نحو استكشاف أبعاد جديدة من الواقع والزمن. يجد البطل نفسه محاصرًا ف...