كنت الآن تقريبا عند مدخل المؤسسة ، لم اتأخر ولم ابكر في الوقت نفسه فكنت ارى الكثير والكثير من اللون الأبيض في كل مكان يملؤن الطرقات، وكالعادة طبعا كانوا يتوزعون في مجموعات عشوائية في كل مكان، نادرا ماكنت ارى احدهم يتجول وحيدا_عداي انا طبعا_ لأنه يعلم عواقب مايفعله جيدا، لا يمكن للضعفاء النجاة في هذا المكان، كنت ارى نظراتهم السارقة وحين تلتقي عيوننا كانوا يلتفتون بسرعه، لا اعلم إن كانوا يعلمون بنوياي وانني يمكن ان اتقيأ إذا تعاملت مع احد منهم، كنت اتمنى ان اكون حيوانا مقززا على ان اكون بشرية حمقاء، ولكنني اعلم أنني لست مثلهم، وهذا ما يجعلني اتنفس حتى الآن.
كنت الآن امام مكتب مساعد المدير طرقت الباب مرتين فتحت الباب عندما سمعت صوتها الرنان«ادخل» حين لمحتني علمت سبب مجيئي فبدأت في البحث في كومة اوراق ولكني قلت لها على اي حال «اريد جدول حصصي» لم تلتفت لي لإنها كانت تعلم سابقا، انه بداية العام الدراسي لا اظنني اول من جاء حتى الآن، لفت نظري قميصها الزهري ذو الأكمام القصيرة الملتصق بجسدها البدين بينما تتدلى من فوقه خصلات شعرها التي صبغته قريبا، امتزج لون شعرها الأحمر و بشرتها الوردية مع قميصها الزهري جاعلا إياها قالب كيك بالفراولة كبير، انتبهت في النهاية اني لم اخبرها اسمي ولكنها كانت اخرجت الورقة التي تحمل جدولي، شعرت ببعض الغرابة وتسألت كيف يمكن ان تحفظ اسم اكثر من ثلاثمئة طالب؟!!
لم استطع التساؤل كثيرا لأنني ما إن كدت افتح الباب حتى دفعه احدهم للداخل، ابتعدت عن مدخل الباب حتى افسح له المكان، لم التفت إلى وجهه ولكن بدا طول القامة عليه، شعرت بحرارة غريبة ما إن مر بجانبي، ولكن ما إن دخل حتى خرجت وكنت اغلق الباب عندما سمعت ثرثرتهم بالداخل.
اتجهت تاليا إلى اول صف لدي لم يكن بدأ ولكني سأبقى هناك في الفصل ريثما يبدأ، عندما نظرت في الجدول وجدت انني لدي صف ادب ثم يليه صفي التاريخ والعلوم الحديثة ثم يوجد جغرافيا واحياء ثم توجد فترة استراحة يليها صفوف اللغات القديمة وترجمتها ورياضيات حديثة واخيرا اختار مابين صف الفنون او الرياضة البدنية، كنت اعلم جيدا ما سأختاره وبدون تفكير، جسدي ليس رياضيا بما يكفي ولست مستعدة لإحراج نفسي امام بعض الفتيات الحمقاوات، ولكن على الجانب الآخر جسمي ليس سيئا، كنت الآن اخطو اول خطوة داخل الصف عندما رن الجرس معلنا بداية اول صف، حمدت الله لأني كنت اول الواصلين، اتجهت لآخر مقعد مختبئ في الزاوية المظلمة للصف، ليس واضحا للغاية وبذلك يمكنني ان اغفو لبعض الوقت ولن يلاحظني المعلم، اعلم انني سأجلس وحيدة مثل العام الماضي، ولكنني لست حزينة البتة، بل اكاد اطير من الفرحة، اعلم ايضا انهم يظنونني وحيدة ومهمشة او هذا ما اشعر به، ولكن في الحقيقة انا اسعد للغاية لإبتعادي عن صحبتهم المقززة، هؤلاء الأجساد المتفرغة من العقول، او اظنهم يستخدمون عقلهم فقط للنجاح في الامتحانات او لتتدبير المكائد لغيرهم.
في هذه اللحظة دخلت اول حمقاء متعجرفة اظنها كلوي وهذه صديقتها جيسي
«هل رأيتِه؟ انه وسيم للغاية يا إلهي» كانت كلوي تتحدث بطريقتها الدرامية التي اعرفها جيدا ردت عليها جيسي«نعم، كدت لا اصدق انه مازال هناك فتيان بهذا الجمال»
«هاي..» وكزتها كلوي «لا تتحدثي عنه بهذه الطريقة»
«كلوي!! انتي لا تخططين لما افكر به» قالت جيسي بينما يكاد فمها يسقط من مكانه؛ من شدة الدهشة.
«بالطبع سأفعل الجميع يعلم انه لي الآن» قالت بطريقتها المتعجرفة _التي اعرفها جيدا ايضا_.
«وبيتر؟!!» بالطبع، بيتر مفتول العضلات الضخم التي تحلم اي فتاة بنظرة منه فقط، يواعد كلوي ذات القوام المتناسق والرشيق، اظن انهما يشكلان ثنائيا ساذجا «لم افكر في الأمر بعد ولكن هذه العلاقة ستنتهي قريبا» ابتسمت بسخرية بينما رأيت في عيني صديقتها المقربة جيسي شيئا من الحقد، بدأ الآن الطلاب بالتوافد في مجموعات حتى امتلأ الصف وبقي المقعد بجواري فارغا كما كنت اعلم مسبقا، لا اعلم كم بقي من الوقت على دخول المعلم ولكنني اظنها لحظات او بضعة دقائق، في البداية ظننته الاستاذ ليام بهامته الطويلة ولكنه مجرد طالب آخر او آخر طالب يدخل لإنه لا يوجد اي مكان شاغر سوى بجواري تجولت بعيني في الصف حتى اتأكد انه ما من مكان آخر شاغر حتى لفت انتباهي عيني كلوي في مقدمة الصف وهي تشع إعجابا، اظنها انقلبت غيرة الآن لأنها علمت ايضا ان المقعد بجواري هو الوحيد الشاغر، عندما اقترب من نهاية الصف رأيت ملامحه بوضوح، وجهٌ حاد ذو بشرة خمرية ناعمة يتوسطه انف مستوٍ اسفلها شفاه وردية بارزة واعين بنية اظنها عسلية.. انها تحدق بي الآن، لم تكن بنية ولا عسلية بل كانت شيئا يجمع بين الأثنين اعينٌ بنية فاتحة تقترب من اللون العسلي، اثارت نظراته هذه شيئا ما في داخلي، لا اعلم ما هو ولكني قطعت ذلك الاتصال سريعا، وازحت حقيبتي من مكانه واضعة اياها على الارض، كان يجلس بجانبي الآن وشعرت بنفس تلك الحرارة الغريبة التي شعرتها صباحا تشع من جسده، إذًا كان ذلك هو، اظنه جديد في المدرسة فلا يوجد سوى الطلاب الجدد هم من يتجولون وحيدين _عداي انا طبعا_ ولذلك ايضا ستسعى كلوي لمواعدته.

أنت تقرأ
𝐸𝑥𝑝𝑢𝑙𝑠𝑖𝑠 || إكسبولسيس
خيال (فانتازيا)كايا فتاة كانت تعيش في المدينة الوحيدة الناجية من الدمار الذي حلّ بالعالم،وفجأة تجد نفسها في صراع بين الحقيقة والخيال بسبب شخصٍ قفز من نافذة غرفتها ليخبرها بأن كل ما تعيشه كذبة !!