Chapter five

393 14 11
                                    

Saudi Arabia - Riyadh
11/3/2018
10:10 pm
-


رائحه القهوة العربية تعجّ بـ أرجاء الغرفة
غطاء أبخرة متصاعد برائحة العود
صوت التلفاز العالي على أحد البرامج الكرتونية
تخاطف الأحاديث
مناوشات من حوله

يفكّر بعمق وانخساف
فِكر غائر غير مدرك لما حوله
تتخذ حاجباه أشكالًا معيّنة مع كل فكرة تتراود لمخيّلته  .. العميقة

قطع سبيل أفكاره الأنامل اللتي حطّت على كتفه تُموِّج جسده بخفّة
لتستفيق جميع جوارحه بخوف واستجابة سريعة

التفت بفزع لها
تحلّق مقلة عينيه حول ملامحها بدهشة ولا وعي

" بسم الله عليك فيك شي ؟ من اليوم أكلمك وكأني اهرّج روحي
صاير معك شي ؟ "
نطقت بخوف وقلق عارم للساكن أمامها

حرك رأسه يمينًا وشمالًا مبعدًا كَرب أفكاره
ونطق وهو يضحك لكي لايزيد على قلبها القلق والتفكير
" لا لا مافيني الا العافيه "

قبل أنامها المتشبثه على كتفه وسحب يدها ليضعها تحت يده
وأكمل حديثه باستغفال ومحاولة بائسة لـ يتخارج من موقفه

" عموما انا جوعان .. ولو ماوكلتيني بروح أكل من وصخ المطاعم المضرّة واخلي القاصي والداني يقول ولد نادية ياكل من المطاعم واميمته مهمّلته "
نطق بها تحت إدراكه انها لن تغفل عن سهيانه الدائم وتفكيره الزائِد

فضّلت التجاهل وعدم الضغط عليه بكثرة الأسئلة ..
والتفتت له وسحبت يداها من حضن يديه بعبوس زائف
" تركّد بس لا اطردك انا بنفسي للمطعم واحرمك من عشاي"

" افا ياندّوي تقوينها ؟ تقوين تشوفين أكبر عيالك
مطرود مثل القطو ياكل من برا ؟ "
قالها بدلال ودلع مالِغ

قهقهت ببشاشة وضربت كتفه بخفّة
" وخر عن وجهي بس بجهّز الأكل وأنت عاد ساعدني
وروح لأخوانك خلهم يطفون هالتلفزيون لا أكسره فوق روسهم
تراهم مطيله مايجون يتعشون على سيرة "

" على هالخشم يا ام صالح "
اردف بطواعيه وحُب غااااائر لقلبه

تقدم ذاهبًا وهو يدندن بخفوت
أولَج أقدامه نحو غرفة المعيشة
اللتي تُصاحب بجوفها اثاث بسيط
يحاكي حالتهم المادية البسيطة والمستقرّة

" يالله انت وياها يالله قوموا غسلوا ايدينكم وتعالوا تعشّوا"
صُعق بتجاهلهم المُعتزم نحوِه .. كانت عقولهم متخثّرة حول المشهد الكرتوني المضحك

اغلق التلفاز بخبث
حطّم اندماجهم وقال بعبث وابتسامه على طرف شفتيه
" عشان تعطوني وجه لاتكلمت ياقليلين الأدب "

Mystery of love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن