مرأىٰ أحمَرُ الذّهبْ

15 6 1
                                    

عقبتُ ناظريّ إلى المكان الذي سمِعتُ مِنهُ الصوت و بمجرد ترّكُز نظري عليه لمحتُ ظِلاً بعينين قرمزيتين قد خطف و إن نفسي لا تَعرِفُ أحداً في هذا الزمان سوى إمرءٍ واحِد.. شخصٌ وَدِدْتُ لو أنني كنتُ أُنازِعُ موتي و لا أرمُقُهُ في غُرفتي أثناء وَهْنّي، ظَلِلتُ أنظُر للمكان ألذي لَمِحتُ القرمزيتين فيه، ظللتُ أنظُر و أنا مُتأهِبةٌ لغدرٍ يخترِقُ ظهري و على حينٍ سمعتُ صوت ضَحِكاتٍ مرةً أُخرى لكن هذه المرة تلألأ قلبي حينَ سماعِها فتِلكَ
إبنةُ قلبي، إبنتي آيرس كانت الجذور الخضراء تحمِلُها و تطرُقُ النافِذة لِتُنبِهني لوجودها، حقاً عِند رؤيتي لها غرق قلبي و سمِحتُ بفتحِ النافذةِ على الفور، أعرِف قد تكون تِلك خديعة لكن قلبي راضٍ بالفِعل و إن خُدِعت، رمتها الجذور الحقيرةُ في حضني و كأنها لا تعتبِرُها كائناً لطيفاً رقيقاً ذو خديّنِ متوَرّدينِ و جسدٍ ممتلئ كالدبب المحشوة و ضحكةٌ تَهزِمُ بَطَلَ الحرب و إبنةُ أنستازيا زَيّرّ ألبرت فارزيس آس إنها تعتبِرُها مُجرَّدَ طِفلة، ياللعار بِحق!، لم تَمُرَ دقائقٌ إلا و صوتُ الضحكاتِ بدأ يتعالى من الغُرفةِ ألتي يُفترضُ بِأن بِها مريضةً شِبهَ ميتة، لو أن شخصاً غريباً قد سِمِع ذلِك لظنّ أنني أرى ملِك الموتِ و أهجُرُ مع الأموات البقية اللذين أراهم لكشفِ الحِجابِ عني بما أنني على وشكِ أن ألقى مصرعي، في وسطِ فرحتي بجلوسِ أبنتي في حُضني و لعبي معها أتاني نفسُ الشُعور نفسُ الشُعور الذي شعرتُ بهِ قبلَ أن يُغمى علي في ذلِك اليوم، ألعديدُ من الأرواح تهوى و السِحرُ المُسَيطَرُ عليهِ ينهار، قُبِضَ قلبي و تهاوى جسدي حتى أرتطمَ بِلِحافِ السرير، شعرتُ بضيقِ صدرٍ غير طبيعي و لم أستطع الحراك من شِدَتِه و كأنهُ عزاءُ أحدِ أعزائي، أشرتُ للهايت أن تأخُذَ آيرِس و تُخرِجها من عِندِ غُرفتي فقد أدركت الطفلةُ أن شيئاً ما خاطئاً و بدا الرُعبُ عليها، بِمُجرّدِ أن إبتعدت الهايت عني أتاني ألمٌ في قلبي و حينَ ذلِك كانت الهايت قد دَنَّت مِني ثانيةً، رأت حالتي الشبيهة بِمَن حَضَرَّهُ المَنُون، أعطتني دوائي بِسُرعة، هدأ قلبي بعد بضعةِ دقائقِ من تَجَرُعي للدواء و شيئاً فشيئاً بدأت كُلُ جسدي يهدأ و جِفنَّيّ أصبحتا أثقل و ذلِك طبيعي بما أن الدواء كان يحتوي على منومٍ قويّ، بعد رُبِعِ ساعة كُنتُ في عالَمِ الرؤيا بِالفَعل.

في الإسبوعِ الثاني بعد إستفاقتي كُنتُ أستطيعُ المشي و التَحرُك و آثار الغيبوبةِ بدأت تتلاشى صحيحٌ أنني كُنتُ و سأظلُ لا أزالُ سقيمة لكنني راضية فعلى الأقلِ أفضلُ مِن مُلازمةِ الفِراش طَوالَ الوقت، و أكثرُ ما كان يجعلُني أشعُرُ بِالتَحَسُن حقاً هو رؤيةُ إخوتي و هُم يُعامِلونني كالفرخِ الذي وُلِد للتو حتىٰ إيليك أحقرُ ما خُلِق كان يخشى حتى أن يرمُقني بنظرة سيئةٍ فيكِسرَ بِخاطري أو يُغضِبَني، فمن يراهُ الآن لا يقولُ أنهُ ذاتُ الشخص الذي كان يطحنُ عظامي حين مرورهِ مِن عِندي،أما الآن يخافُ أن يضع يدهُ على كَتِفي فيكسره لا أعرِف لِما كُلُ هذهِ الهشاشة في المُعاملةِ لكن لا خسارةَ في الأمرِ صحيح؟ أليس ذلِك حافِزاً للِشفاءِ بِجدية؟ و مُعاملةُ إيليك في كفة و مُعاملةُ البقيةِ في كفة أُخرىٰ لكن رُغماً عن أنفِهُم يجِبُ أن يعاملوني هكذا ف أنا أنستازيا زَيّرّ ألبرت فارزيس آس، أتأذى و لا أُعاملُ بشكلٍ جيد؟ سأعصِفَ بِهِم أن فكروا حتىٰ بألا يعتنوا بيّ.

𝑻𝒉𝒆 𝑮𝒖𝒂𝒓𝒅𝒊𝒂𝒏 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن