جمعت الفرس... رمحت... ارتفع صهيلها عالياً يملأ الآفاق.... لقد عانق الفارس الذي دوّخ القبائل ... عانق الأرض... توسد رمال الصحراء... أفناه الظلمأ... وأعياه نزف الدم، والفرات يجري ملتوياً
تتدافع أمواجه كأنه بطون الحيات.جالت الفرس.. حمحمت وهي تقترب منه، راحت تمرغ ناصيتها بالدماء الثائرة تلوّن ذرّات الرمل الملتهبة بلون الشفق الحزين.
هتف رجلٌ من القبائل ... رجل أسكرته نشوة القتل:
-دونكم الفرَس، أنها من جياد خيل النبي.
مثل دوّامة ما لها من قرار دارت الخيل حولها الفرس تقاتل بضراوة .. تدفع عنها غائلة القبائل، كما لو أن روح السبط قد سكنت