أعماقها.
أما هو فقد توقف ليستريح فوق رمال كربلاء. ما لها القبائل تشتعل حقداً.. تضطرم غيظاً .. تتفجر في أعماقها شهوةالثأر.
ثارت الرمال تحت حوافر الخيل، وعجزت الذئاب من كبح جماح فرس ثائرة كان صاحبها قد التوى به السرج، فاتسربت روحه الدافئة تلتقط أنفاسها من بين ذرات الارض.....صرخ الرجل الذي يحلم بكنوز الري وجرجان:
-دعوها لتنظر ما تصنع.
أنحسرت عنها الخيل.. نظرت الى الافق البعيد، ثم لوت رأسهاباتجاه آخر الاسباط
ما يزال غافياً فوق الرمال ينوء بنفسه... قلبه ينزف دماً؛ ودماء القلب ترسم طريقها فوق الأرض نهراً صغيراً يكاد سنا نوره يضيء
التاريخ.خفت زعيق القبائل ... وتقدمت الفرس نحو سبط النبي.. شمته... ملأت رئتيها من عبير النبوّات... أطلقت صهيلاً مدوياً وهي تركل الأرض.. تريدها أن تستيقظ .. أن تهتز، وتتزلزل تحت أقدام الذين اغتالوا الحرّية وطعنوا السلام.