[Chapter 02]

22 4 4
                                    

تستيقظ ايلينا و تفتح هاتفها لترى ماهو اليوم
"انه الخميس، علي ان اذهب الان"
تستعد و تخرج من منزلها ذاهبة الى المقبرة كعادتها لتصل الى قبر مكتوب فيه "كيريل ستروف"
و تضع باقة من الورود الحمراء
"اهلا امي، كيف حالك؟ اسفة لتأخري."
لتجلس امام القبر و تضم رجليها و تبدأ بتذكر ذلك اليوم الذي تغيرت فيه كل حياتها و فقدت طعمها قبل سبع سنوات.

.
.
.

{ قبل سبع سنوات }

ايلينا ابنة عائلة تنتمي الى المافيا، كان عمرها انذاك ثمنية عشر سنة و عند وصولها الى منزلها تسمع صراخ امها و تأمرها بعدم الدخول الى البيت، لكن ايل كانت خائفة على امها فدخلت و رأتها تقتل امام عينها.

مع فتحها لباب المنزل اُطلق النار على امها و وقعت ميتة غارقة في دمها امام عيني ابنتها.
احست بالعالم ينتهي امامها، احست بشعور لاتستطيع وصفه، حزن رغبة بالبكاء، في الموت، في الانتقام،
تمنت لو كانت مكان امها،
فقدت مصدر سعادتها و سندها في الحياة،
الشخص الوحيد الذي كان يفهمها و يسعدها.
مع صوت الطلقة احست ان قلبها انتزع من مكانه،
فقدت الانسانية.

رأت من اطلق عليها النار، كانت مجموعة من الرجال مرتديين اقنعة لكن استطاعت حفظ ملامحهم و اشكال اعينهم، صورتهم محفورة في ذهنها لا تستطيع نسيانها حتى تنتقم منهم.
في الوقت الذي هربوا تقدمت الى امها تحاول مساعدتها لربما هناك امل على انقاذها، وجدت جسمها مليء بالكدمات و الجروح.
"لماذا عذبوها هكذا؟ مالذي فعلته امي لهم؟"

كلمت اباها الذي يعمل بالمافيا و اخبرته بما حدث،
اخذوها بعيدا لكي لا ترى امها، بعد ماذا؟ بعد ان رأت امها تموت امام عينيها ام بعد ان
سمعت كلمتها الاخيرة و هي تصرخ:
"ايل صغيرتي اهربي لا تدخلي المنزل مهما حدث"

.
.
.

في الليل من نفس اليوم المشؤوم، و هي تمشي في رواق منزلها بدون اي وجهة، رأت باب غرفة والدها مفتوحا جزئيا و سمعته يتكلم.

تقدمت بهدوء و هي تمشي على اصابع اقدامها فهي تعلم ان اباها يستطيع الاحساس بأي حركة، قد تعلم هذا من كونه زعيم مافيا منذ سنوات.
توقفت عند باب الغرفة لتسمع:

"لقد قتلوا زوجتي، من هذا الذي يريد الانتقام بهذه الطريقة، لا استطيع التفكير بشخص معين، هناك الكثير من الاعداء، لقد قتلوها للانتقام مني، ماهو السبب؟ قتلي لمجوعاتهم ام انني كنت."

لم تستطع ايل الاستماع اكثر، قد علمت الان ان موت
امها كان انتقاما من ابيها و عمله الذي تكرهه.
علمت ان اباها سبب في موتها، لولا هذا
ماكانت قد ماتت.
كانت تكره عمله من الاساس و تورطه في المشاكل و الهروب من القانون، لكن لم تعلم يوما ان عمله قد يغير حياتها بثانية.



في اليوم الموالي، بقيت طوال الليل تتذكر امها
و تفكر في كيف وصلت حياتها الى هنا، و تفكر كيف
ان اباها هو السبب.
تنزل الدرج لتنوي الخروج من البيت، حتى يقابلها
اباها و يقول
"لا تحزني، سارجع حق امك، سانتقم من الذي قتلها."
"كاذب، انت السبب، انت السبب، لولا عملك هذا ماكانت امي لتموت، كيف استطعت قول ان لا احزن، حياتي انتهت البارحة، انا حية الان لسبب واحد، لارجع حق امي لا غير، ليس لي هدف بحياتي غير هذا، لن اعود الى هذا المنزل، لا استطيع العيش هنا و فيه ذكرى امي و سبب موتها."
و خرجت مسرعة من البيت و بدأ الاب ينادي
"الكس، الكس، اين انت"
"نعم ابي."
"اتبع اختك و اعتن بها، لاتتركها وحدها، انا اعتمد عليك"
"لماذا؟ " "اسرع ستفقد اثرها." "حسنا"
.
.
.
بعد خروجها من المنزل حاولت عدة مرات ارجاع حق امها بالقانون و العدل، لكن رأت انهم لا يعطون
اهمية لهذا الشيء، و حتى احكامهم غير عادلة
ولا تعطي ذو حق حقه.

اكتشفت ان القانون الذي ظنته مفتاح العدالة
في الدولة هو مجرد منظر و اسم،
لكي يظهر البلد بصورة جيدة.

علمت ان المافيا طريقها الوحيد للانتقام
"لا استطيع الانتقام من المافيا الا بالمافيا،
لكي اصل اليهم و اجمع كل المعلومات. سادخل
هذا العالم و اشكل المافيا خاصتي، و سيكون
هدفي الوحيد هو الانتقام لا غير، ساغطي على اعمالي بفتح شركة لي، و مهما حدث، سانتقم "

وافقتها اخوها الرأي "افعلي ماشئتي، فهدفنا واحد،
لكن احذري، عالم المافيا خطير."
"ستساعدني بما انك منهم من الاساس، سأبني نفسي بنفسي لكن احتاج ارشاد." "بالتأكيد"

حدث هذا قبل سبع سنوات، و في هاته السنوات
كونت ايلينا نفسها و شكلت المافيا الخاصة
بها التي اصبحت جزء كبيرا من هذا العالم
و سيطرت على قوة كبيرة منه، و تعتبر من
اقوى ثلاث مافيا في روسيا، و ايضا فتحت
شركة للمجوهرات محققة احلام امها التي كانت
مهتمة بهذا المجال، و اصبحت انجح شركة لذوقها
الفريد الذي ما ان تنزل شيئا في الاسواق الا
و كل العوائل الغنية تقتنيه و تفتخر بكونها
تمتلك احد اعمال ايليا ستروف

جعلت من يوم الخميس الذي قتلت فيه امها يوما تذهب فيه دائما الى المقبرة لتزورها و تتذكر دوما هدفها، لكي لا يغرها نجاحها ولا ثراءها، و تتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله، تتذكر صرخة امها و شكلها.
الناس تتمنى ان تنسى الذكريات السيئة، لكن ايلينا تُذكر نفسها لكي لا تسامحهم، فبعد نجاح حياتها المهنية اصبحت تعيش برفاهية، كل هذا لكي لا تنغر.

★★★
ايلينا ستروف، ابنة عائلة من المافيا، كانت تكرهها
كثيرا و زاد كرهها حين ماتت امها منهم، الا انها
بعد ذلك كشفت انهم الوسيلة الوحيدة
للانتقام لامها، ماتت امها و هي في سن
الثامنة عشر، فتخلت عن كل حياتها و سطرت
هدفا واحدا لها مادام انها تتنفس، صاحبة
انجح شركة مجوهرات بروسيا خاصة و اوروبا
عامة، يرى الناس انها المثال الافضل في
المرأة الناجحة و الواثقة، و يجدون ان
حياتها غامضة كثيرا فهي لم تظهر اي جانب
منها في حياتها المهنية، لا تثق بأي احد كان
و تتوقع الاسوء من الاقربين لها.

الكس ستروف، الاخ الاكبر لايلينا، على عكسها
فهو من صغره جزء من المافيا، يساعد
اخته للانتقام وويسير لها امور هذا العالم
بما انها اصبحت تشكل جزء كبيرا منه في
اوقات غيابها، له نفس الشخصية و الهدف.

.
.
.

back to presentᯓ
ترفع رأسها بعد تذكرها لكل ماحدث
"امي لم يبقى الكثير لانتقم لك، ساجعل الذي قتلك يتوسل لي ان اقتله بدل ما سأذيقه من عذاب،
لقد سخرت كل حياتي و كل مافيها من اجلك،
صحيح ان هذا عكس ترليتك لي، لكن هذه
التربية لا نستطيع العيش بها في هذا
العالم الفاسد، الخير فيه كقطرة ماء في
بحيرة نفط، لا يندمجون مع بعض و لكن يغطي
النفط على كل الماء و يسيطر عليه."
"وداعا امي، ساعود الاسبوع القادم."

لتقوم من مكانها و تنظر الى مكان قبر

معين فترى نفس الشخص الذي اعتادت رؤيته
منذ سنوات، ليتقدم نحوها بهدوء
"

مرحبا، اسمي ايثن، و انت؟ "
"اسمي ايلينا"

. . .

second chapter is done

Red Lightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن