Red Lights

[Chapter 03]

العالم مكان مظلم لا ضوء فيه، حتى
تجد شمعة تساعدك في دربك، لكن هذه الشمعة
قد تنطفئ او تنير طريق شخص اخر، في
عالمنا لا يوجد ثقة حتى لو كان اقرب الناس.

. . . . . . . .

"بما انك جئت تكلمني، هذه المقبرة خالية من
سنوات، لا احد يأتي يزور ميتا، لكنك حريص على المجيء كل يوم، فمن هذا الذي مات بهاته الاهمية؟ "
"اختي، و انت تأتين كل خميس تبقين بنفس
الوضعية لساعات، من هذا؟ "
"انها امي."
"كيف ماتت؟ طبيعيا ام خطأ طبيا ام قتلت؟ "
"فضولي، لا اعطي اي معلومة عني لاي شخص
كان، خاصة اذا كان غريبا مثلك"
"فضولي؟! انت من بدأتي السؤال اولا عن من
ازور، و اصبحت انا الفضولي يافضولية."
"لست كذلك، ساذهب" قالت ايلينا نغبرة ملامح
وجهها الى البرود
"دعيني اوصلك"
"شكرا، اتيت بسيارتي"
"غيرت رأيي، لست فضولية بل منفصمة، وداعا ايلي المنفصمة"
و ذهب يركض لسيارته
"ايلي! ماهذا اللقب الغريب، اعتدت ان يناديني
الناس ايل او ايلينا، انه غريب"

.

.

.

عادت الى بيتها و دخلت غرفتها و جعلتها
مظلمة، فهذا الجو يساعدها على الاسترخاء،
جلست ايلينا على اريكة بجوار النافذة. كانت تحمل سيجارتها بين أصابعها، وعينيها تنظر إلى الضوء
الخافت الذي يتسلل من خلال الستارة الرمادية.
انغمست في التفكير، حيث تراقب أفكارها تتلاعب كالدخان الذي يتناثر في الهواء.

بينما كانت تستنشق الدخان، انغمست في أفق
الذكريات و التفكير في المستقبل، فهما على
علاقة وثيقة، ذكرياتها سبب لمستقبلها القادم، فكل
ذكرى لها نصيبها من الحاضر الذي سيرسم القادم.
غمرها تفكيرها في لحظات من الفقدان، وكأنها
كانت تحارب مع ذكرياتها في مهرجان غامض.
السيجارة كانت وسيلة لتحفيز تفكيرها، فقد
كانت تلك الألسنة الدخانية تتسلل بين أفكارها
كالأفكار الضبابية.

وفي هدوء الغرفة، استمدت القوة لتواجه
عقبات اختياراتها. كانت تستنشق الحنين
والأمل، وسط الضباب داخلها، نمت أفكارها
كأزهار الربيع، تتفتح ببطء وتمتزج برائحة
الماضي ورائحة المستقبل.

★ ★ ★ ★ ★

تستفيق من شرودها و تحمل هاتفها
لتراسل سيلينا و تخبرها ان ترسل لها جدول
اعمالها لهذا الاسبوع.
هذا كثير، انا متعبة، لدي حفلة هذا المساء، اكره
هذه التجمعات، لا التقي فيها الا بالحمقى الذين لم
يروا الترببة يوما.
لدي صفقتان هذا الاسبوع، صفقة الاسلحة.
ليشرد ذهنها مرة اخرى متذكرة البارحة و اتفاقهم عن هذه الصفقة.