بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنتَ سبحانك إني كنت من الظالميننوفيلا
«يا كُل كُلي»
بقلمي روز أمينالفصل الثالث
ظل ينظر بشاشة هاتفه بحيرة حتى انتهى الإتصال،فزفر بضيق لينظر سريعًا إلى الهاتف حيث صدح صوت رنينه من جديد ليقرر الرد على تلك المرتابة التي وما أن ضغط زِر الإجابة حتى تساءلت متلهفة:
-مبتردش عليا ليه يا محمود؟رد عليها قائلاً بمراوغة:
-معلش يا حبيبي كنت باخد شاور والفون كان بعيد عنيقطبت جبينها وسألته متعجبة:
-شاور! هو أنتَ مش المفروض كنت قاعد مع بباك وبتفاتحه في موضوعنا؟!أغمض عينيه وسحب شعر رأسه للخلف بعنفٍ وضيق ثم أخذ نفسًا عميقًا لاستعادة هدوئه وتحدث بابانة كاذبة:
-أنا فعلاً قولت لك كدة بس لما نزلت علشان افاتحه في موضوع خطوبتنا لقيت عندنا ضيوف ولسة موجودين لحد الوقتكانت تستمع إليه وهي تشعر بالريبة من خلال كلماته، هي أدرى الناس بحبيبها وصوته التي استشعرت من نبراته عدم الصدق لتتحدث بنبرة مُرتعبة:
-قول لي الحقيقة ومتخبيش عليا يا محمود،بباك رفض،صح؟وكأن بنبراتها المتألمة قد غرست بخِنجرًا بوسط قلبه ليتنهد بألمٍ عميق وتحدث بعدما قرر مصارحتها:
-أنا مش عاوزك تقلقي،أنا كنت متوقع كدة من أبويا، مهو مش معقول هيوافق من أول مرةشهقة عالية خرجت من صدرها أخبرتهُ شدة بكائها الحار فور استماعها لخبر الرفض ليتحدث هو سريعًا:
-إهدي يا جنة وبطلي عياط، أنا وإنتِ عارفين إن الموضوع مش سهل، وكنا متوقعين الرفضأجابتهُ بأنفاسٍ متقطعة بفضل بكائها الحار:
-أنا كنت متوقعة إن الرفض هيبقى من أبويا أنا يا محمود،مش من عندكم
واسترسلت بنبرة متألمة:
-تخيل لما بباك إنتَ يرفض، أومال بابا هيعمل إيه لما يعرفصاح بنبرة حادة يرجع سببها لشدة توتره:
-ممكن تهدي وتبطلي عياط وتديني فرصة أشرح لك اللي حصل
صمتت فاسترسل هو موضًحا بنبرة أهديء:
-أبويا مارفضش الموضوع زي ما جه في بالك، أبويا خايف عليا وحاسس إني بفتح باب اتقفل من سنين وفتحه مش هيجب لحد خيرطب والحل يا محمود؟...سؤالاً خافتًا خرج منها باستسلام ليجيبها بطمأنه:
-متقلقيش يا قلبي،أنا هحل الموضوع وهحاول مع أبويا تاني وتالت وعاشر،ولو اضطريت اخدك ونهرب سوا ونعيش برة مصر خالص هعمل كدة،هستغنى عن شغلي وأهلي والدنيا كلها علشانك يا جنةكان يتحدث بكثيرًا من الصدق والحماس فأجابتهُ باعتراضٍ حاد برغم عشقها الهائل له:
-إنتَ عارف كويس أوي إني عمري ما هعمل كده، مش أنا البنت اللي تخلي أبوها يطاطي راسه قدام النّاس يا محمودتبقي مبتحبنيش يا جنة...جُملة نطقها بخيبة أمل لتهتف مصححة فهمه لحديثها:
-إنتَ عارف كويس أنا بحبك قد إيه ومتأكد إني ممكن أموت من غيرك، بس أبويا مايستاهلش مني كدة، مايستاهلش مني أصغره في البلد واخلي سيرته على كل لسان
أنت تقرأ
🔹«يا كُل كُلي»🔹
Romanceوسؤالاً دوماً يراودني،كيف حالُ من فارقوا،أمازالت تراودهم تلك الافكار ذاتها، إين هي الأنُ مشاعرهم! رسائلهم!،لحظاتهم الخاصة أمازالت تسكُنهم أم أنها تاهت وأنتست بزحمة الفراق. «يا كُل كُلي»