الهامش الأزرق

3P🕷

"خُدُعنَا"

✦

جَمَال اَلقُرون القديمة تَحلَّت بَطلَة مُختلفَة ؛ مِن أَساوِر مِن أَعتَى حَجَّار كَرِيمَة كالزُّمرُّد اَلمُخضر والْقرْمزيِّ اَلمشِع وعن الفساتين مُخْتَلِف ألْوانهَا أَتحَدث . . تَتَراقَص مِن فحيح الرِّيَاح وَنَسيمَة ، أجْوائهم الفارهة بِطَعم اَلنبِيذ القاني نظير لِعالم التَّطَوُّر فَلمَن تَخلَّى عن البشر وَرضَى بِالرُّوبوتات أَصدِقاء .

لَاحَظ هِنَري كُلمَا تَقدَّم النَّاس بِالتَّطوُّر كَثُر بساطتهم ومخالف هذَا مَا يعيشه الآن كُلًّا يَتَباهَى بِمَا لَديْه وكأنَّهم حديثَيْنِ نِعَمه .
‏
‏
‏ رَائِحة حِبْر وَنغْمَة الرِّيشة تَحُط فَوْق الورق اَلْجاف يُحْنِي رَأسُه بِترْكِيز فتناثرتْ خُصلات شِعْرِه الشَّقْراء المائلة لِلْبيَاض لَامِعة فبريقهَا مِن ماءٍ اِستحَم ولم يُجَففه فسقطتْ قُطيْرَات ماء على الورَقة وستبدِّلهَا بِغيْرِهَا مُتَأفف ومتكاسل مِن إِعادة مَا كتب
‏
‏ اِسْتقَام بَعْد بُرهَة يَأخُذ مِنشَفة بَيْضاء فبعْثر خُصلاته سريعًا وَعَاد فَوْق مَقعَدِه حِينمَا رَدَّه لِمكانهَا فَأَثاب إِلَيه مُجَددا المسائل الغيْر تعْجيزيَّة لَه فَحتَّى وَإِن كان ضرير لِحَله أيْضًا
‏
‏ والْأدْهى مِن ذَلِك بات لََا يُحيط بَالُه لِلْمدْرسة أبدًا لََا يُغَادِر القصْر أو حَتَّى باب غُرْفته إِلَّا لِلْأكْل إِنَّ تَبقَّى سَاعَة لِيوْمه يقْضيه لِلدِّراسة أَمَّا بَاقِي السَّاعات يُخطِّط ويحيك بِصَمت لِأَمر تَذكِره قَبْل نَومِه سَمَّاه الحرْب الباردة بِبطْء سيسْكب البنْزين وَحتَّى يحين مَوعِد رَميِه لِلنَّار عليْهَا سَيضِل الابْن والْحفيد المثاليُّ
‏
‏ اِبتسَم يَرُص على أسْنانه مُتحمِّسًا فيَا ترى مَا مِن عَجائِب ستشْهَده أَرْض لَندَن فبيْنهم رَجُل عِشْق التَّاريخ اَلقدِيم فَصَار فِيهم فَبَات يَعلَم مُسْتقْبلهم وماضيهم . .
‏
‏ خِلَال نَهارِه كُلَّه تَناقَل بَيْن اَلكُتب ومخْطوطاته ولْترْسخ ذِكْرياته أَكثَر كُتُب مَا يحْتاجه وَأمنِه فِي درج لَه مِفتَاح وأخْذ يَقلِب الصَّفحات حَتَّى اِنتهَى فَمرَّر مُقلتَاه على السَّاعة اَلتِي فِي رُسْغِه تُشير لِلرَّابعة عصْرًا وَموعِد ذَهابِه وأفْرَاد اَلأُسرة لِعائِلة رِيفولْتْ فِي مَطعمِهم اَلشهِير سَيكُون السَّادسة