الفصل _٣_

2.2K 69 17
                                    

(3)


في صباح اليوم التالي..

في المشفى أمام العناية المركزة كان يقف وجلا كأنما يخشي شيء ما ، لا تلمح في عينيه نظرات الخوف التي تُلمح في عين الرجل عندما تصاب امرأته بسوء.

كان يسأل الأطباء علي موعد استفاقها  ولم يسأل عن حالتها مرة .. لاحظ "أسد" عيناه الزائغة التي تتحاشي النظر اليه أو التحدث معه .

علم بأن وراء هذا الرجل شيء يخفيه حتما .. نكز "اياد" في كتفه مستجدا اياه : هيا بنا نذهب لنستجوبه باعتباره الشاهد الوحيد لما حدث لزوجته .

نهضا متجهين صوبه  ، ليلمح "أسد " انتفاضته  الخفية عندما لاحظ اقبالهما عليه .

مد "اياد" يده مصافحا  اياه قائلا بآسي : أسفي علي ما حدث لزوجتك سيد "أمير".

بادله المصافحة  و هو يدَّعي الحزن تحت أنظار ذلك الصقر الذي يترقب وقوعه في الجرم المشهود ..

ازدرد ريقه بتوتر عندما راح "اياد" يستفسر منه عما حدث فكان رده واحدا في جميع الاسئلة.. بأنه عاد من العمل وجدها  غارقة هكذا في دمائها ..

قاطعهم "أسد " قائلا هو ينظر لساعته : لقد تأخرنا علي العمل .. سنذهب و نبلغ قسم الشرطة بـ ارسال  دورية لحماية زوجتك والتحقيق في الأمر.

لم يتمهل ليودعه أبدا بل غادر سريعا جاذبا " اياد" معه ..

نظر إليه بضجر قائلا : لما قاطعتني؟؟ و كذبت علي الرجل بشأن عملنا.

-   لأن ذلك الرجل كاذب .. لم يعتدي أحد علي زوجته بل هو من فعل بها ذلك.

حملق "اياد" فيه بارتياب ثم قال : كيف عرفت؟

-  تعرق يده و عيناه الزائغة و انتفاض العرق النابض في رقبته و جفاف حلقه المتلاحق والذي عرفته من ازدراده المستمر لريقه .

-  وما العمل الان ، لقد أضحي تواجده معها  خطرا علي حياتها .

نظر في ساعته قائلا : مؤكد سيحاول التخلص منها .

جحظت عيني "اياد" وصاح مستنكرا : ماذا؟؟

نظر "أسد " حوله  ضاغطا بيده عل ساعده ليكف عن الصياح: اخفض صوتك .. الناس تنظر الينا.

-  ليذهبوا للجحيم  جميعا , هناك  فتاة زوجها يكاد يقتلها وانت تطلب مني الهدوء.

-  ليس في يدينا شيء سوي حمايتها  حتي تستعد وعيها و تشتكي هي بنفسها عليه... لقد  أمرتهم بتوفير ممرضة خاصة لها تمكث معها ولا تفارقها.. ويبلغونا  عندما تستعد وعيها.

ابتسم "اياد " قائلا : عقلك ذري يا رجل .. متي فعلت كل هذا وانا لم افارقك  الا عندما..

أومأ له "أسد " مؤكدا  حدسه قبل أن يكمل حديثه.

ليلة فى أحضان الأسد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن