22

80 0 2
                                    

ينشب الاكتئاب مخالبه ويغرسها في صدرك.. يمزقه.. يجعلك أشلاء آدمية

عدو قاسي عنيف هو لا يرحم.. لا يترك لك فرصة لالتقاط الانفاس..

عدو غير شريف.. ينتهز أسوأ الاوقات ليهاجمك.. بخبرة السنين يعرف نقط ضعفك ويجعلها أهدافه الأبدية..

أسوأ ما في محاربة الاكتئاب هو انك لا تحارب غريبا، بل تحارب ذاتك..
الامر يشبه ابطال الافلام الذين يحاربون نسخهم الشبيهة من اكوان اخرى.. الفرق هنا ان الاكتئاب اقوى وأشرس وأوسع حيلة منك بمراحل لا تُعَد

جروح الاكتئاب لا تنزف.. او-الأدق- انها تنزف للداخل..
لذا أمام الجميع انت سليم معافى.. مم تشتكي؟.. ماذا هناك لتشتكي منه؟.. بل والأهم هو "كيف تشتكي؟"..

شكواك من الاكتئاب لمن لا يختبره تشبه شخصا فضائي يتكلم بلغة مجهولة لا يمكن تفسيرها..

لسان حال الناس يقول:

كل افكارك سلبية؟ فكر افكار ايجابية، الموضوع بسيط..
هل جربت الرياضة؟..
اعرف شخصا توقف عن اكل الجلوتين واصبح شخصا ايجابيا، لم لا تفعل هذا؟..
اتعرف ما الذي سيفيدك؟ ضع هدفا لحياتك.. وقتها ستصير سوبرمان
تكره نفسك؟ حب نفسك اذا، لا مشكلة..
لا يستطيع قلبك التنفس؟ انت تتنفس من رئتيك يا اخي هههه
لا طاقة لديك للحياة؟ ماذا يعني هذا؟..

ولكنهم لا يفهمون.. ولن يفهمون..
لا يمكن ان يدركوا انك تحمل في عقلك ملايين الجروح من آلاف المعارك مع الاكتئاب..
لا يشعرون بك وانت برغم كل كل محاولاتك التي لا يعرف عنها شيئا، انك تجد نفسك دائما في المربع صفر..

تجري في سباق الألف ميل وبعد عدة سنوات تجد نفسك لا تزال عند خط البداية..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يوميات مريض اكتئابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن