من واقع حياة سامر، فنحن نرى أمامنا مثالا لشاب كادح كاد أن يمتلك خمسة أفدنةٍ في عمر السابع والعشرين من حياته، لكن ورغم الوقعات التي تلقاها في حياته، فلقد جاءه هاتف من والده يخبره أن أمه بصدد إجراء عملية حياة أو موت تكلفتها تتجاوز الثلاثمائة ألف جنيه، وأيضا تلك السنة التي خرب بها نصف محصوله، أو تلك الأخرى التي سُرقت بها مزرعته، إلا إنه كان مثالا لذلك الشاب الكادح الذي يجب أن نوزع نسخته على شبابنا الذي اكتفى بدفع ما يملك من مال لشراء علبة السجائر أو شحن باقات الإنترنت بلا هدف يذكر، ينغمسون في خيالات الميديا فيخرجون منها خائبين نادمين على حالهم وغيرهم يكسب الألاف لمجرد عمل فيديو سخيف يؤدي به رقصات سخيفة وكأنه الفتاة تظهر مفاتنها لجلب الشباب، ثم يفرح لكسب أموال من مشروع رقصه هذا، وغيره من الشباب الذي يصور روتين يومه وزوجته وكيف أن حياتهم مليئة بالأزهار الغير معقولة وكيف يداعبها ويمرح معها أمام الشاشات ثم يحلف وبأعلى صوته أنه يقدم محتوًى هادفا، وغيره ممن بدأ يلجأ إما لكسب الحرام حتى يحسن حياته وهو لا يدري أنه يخربها، أو لإدمان المخدرات حتى يطيش عقله عن هذه الحياة وينسى همومه التي تكاسل عن إنجازها فتحولت من مسئوليات واجبة إلى كومة من الهموم يحرقها بشرب المخدرات حتى إذا انتهى وأطفأ اللهب ظنا منه أن الهموم قد غادرت مع مغادرة الكحوليات عن عقله، وجدها كما هي بل زادت تأنيب ضميره والتحسر على تضييع الوقت في فعل الفواحش تلك .
دعنا من كل ذلك ولنكمل طريقنا مع صاحب الثمانية والعشرين عاما، والذي قد بدأ لتوه يحاول تكريس وقته للعمل فقط حتى يستطيع أن يشتري أي شيء لكي يكون ملكه من تلك الأرض .
بدأ سامر في إصلاح مزرعته، ومن ثم بدأ باستئجار ثلاث مزارع أخرى، وعندما طلب من الدكنور أن يستأجر عشرين فدانا بدلا من الخمسة عشر، رفض الدكتور نظرا لأن هنالك الكثير ممن يحتاجون للعمل بأرض الدكتور وأن الخمسة عشر فدانا كافية لسامر، لم يمنع ذلك سامرا من استئجار المزيد من الأرض فلقد استغل ما معه من المال لاستئجار عشرة فدادين أخرى من مزرعة مجاورة لهم مما كان دافعا أكبر وتحدٍ أصعب بحياته .
فبدأ يكد ويعمل بأقصى ما لديه واستمر ذلك لمدة ثلاثة أعوام .
العام الواحد والثلاثون من عمر سامر...
وفي القاهرة بالتحديد، نجد اجتماعا بعيادة الدكتور طارق مكون من الدكتور وسامر وبعض المحاميين .
فها هو سامر يوقع على عقد شراء أول عشرة فدادين بحياته، فلقد باع لذلك مزرعته التي كان قد كبرها في الفترة الماضية ليبيعها بمليون جنية .
سامر صاحب الواحد والثلاثين عاما يدفع مبلغا قيمته تسعة ملايين جنيه ليشتري من الدكتور طارق عشرة فدادين من أرضه .
هنا تكمن قصة نجاح وسهر وكفاح لم ينته عمر صاحبها فلقد بدأ للتو .
هنا وفي تلك العيادة بدأ الدكتور يتحدث إلى سامر بكل سرور مخبرا إياه عن مدى امتنانه لما يرى من نجاح قد قدمه سامر في خلال اثنتي عشرة سنة من حياته .
هنا بدأ الدكتور يذكر كيف أنه كان لا يزال يدرس عندما كان في الواحد والثلاثين من عمره وكيف أنه كان لا يزال يتقاضى من والده أموالا في ذلك السن وكيف أن عمله كطبيب في الحكومة قد بدأ في سن الاثنين والثلاثين بمرتب ليس بكافي لبدء حياته وكيف أنه ظل يعمل ليل نهار حتى استطاع أن يبيع ورث والده ويضيفه إلى أمواله عند سن الخامسة والأربعين من عمره كي يستطيع شراء الخمسين فدانا، هنا أوضح الدكتور طارق كيف أن العمل الجاد لا يتطلب منك أن تصبح طبيبا حتى تحقق ما تريد، وكيف أن رحلة الطب كان صعبة جدا بما تحويه من ضغوط نفسية مؤلمة وكيف أن العمر يمر بك وأنت لم تنجز بحياتك شيئا بعد، وكم اعتمادك على ولي أمرك في انفاقه عليك غذ غنك كطبيب ستدرس طول عمرك حتى لا يفوتك من الحديث شيئا .
أنت تقرأ
ثانوية خاصة
Phiêu lưuالسلام عليكم »» #ثانوية_خاصة««😄 دي قصة بسيطة كدا مع شاب 18سنة اسمه سامر هيشاركنا قصة كفاحه، وإزاي أثبت للجميع انه النجاح لا يتعلق بتاتا بالثانوية العامة اللي مسببه رعب لكل طالب بيدخلها.. وإزاي قدر يتحول من راسب فالثانوية لإنسان مكافح قدر بفضل ربه...