「كوتوني ايناتسو」

192 25 16
                                    

على الرغم من انني لَزْمت على ناهويا بالاستعجال الا انه كان
يتعمد ان يتباطأ في كل خطوة يتخذها ولذلك وصلنا الى المدرسة متأخرين والذي سبب لنا ان نُعاقب من الاستاذ
فبقينا انا وناهويا واقفين خارج الصف حتى يسمح لنا المعلم بالدخول او حتى تنتهي الحصة
وبالمناسبة فليس لسويا اي آثر في الصف ولم المحه اثناء دخولي للمدرسة
تنهدت من الاحباط لانني لم اقابل سويا حتى الان.
وبينما انا افكر في سويا اخرجني صوت ناهويا من قوقعة افكاري
"ساذهب الى مكان ما و اعود سريعا فلتغطي علي"
ركض سويا في الممر واخذ المنعطف مختفيا عن انظاري دون حتى ان اجيبه او انطق بكلمة.
اصبحت الان اكثر احباط ولكن ما بيد الحيلة
مر الكثير من الوقت وانا واقفة هنا، لم يعد سويا ولم يسمح لي الاستاذ بدخول الصف وبدأت ساقاي ترتعشان من كثرة الوقوف
بالاضافة الى لم اخذ ادوية الصباح لكوني مستعجلة كالعادة.
كنت مستعجلة لرؤية سويا ولكنني الى الان لا اراه في اي مكان
تنهدت وجلست على الارض بينما اتكئ على كف يدي اليسرى وانظر في الممر بانتظار ناهويا لعله يعود رفقة سويا
وهكذا امضيت العشرين دقيقة المقبلة بانتظار ناهويا حتى رن جرس
انتهاء الحصة لذلك وقفت على الفور وبعد ثوان خرج المعلم وهو يعدل نظارته ثم تحدث الي
"هذا درس لك، ايناتسو، حتى تأتي مبكرا"
اومئت له بينما في داخلي كنت اقدم له كل انواع الشتائم على طبق من تراب
بمجرد ان غادر ادركت انه لم يسألني عن ناهويا بل وان ناهويا لم يعد حتى الان
تنهدت للمرة المليون من الاحباط ودخلت الفصل وجلست في مقعدي
ليس وكان مقعدي مصنوع من صوف خام ولكنه على الاقل افضل من الجلوس على الارض الصلبة او الوقوف
لذلك كنت سعيدة بمجرد ان جلست على كرسيي
وبينما انتظر المعلم التالي وناهويا و سويا غفيت في مكاني
واستيقظت بسبب بعض الجلبة. اعتقدت ان شيء ما حصل ولكن يبدو انني استغرقت في النوم حتى اتى وقت الفسحة
"اهه..هذه ضريبة السهر حتى وقت متاخر"
فكرت لنفسي بينما افرك عيناي لازالة النعاس
ثم نظرت من حولي بحثا عن التوأمين ولا اثر لهما
نهضت من مقعدي واخذت صندوق الغداء خاصتي وخاصة سويا
ثم اتجهت للسطح حيث نجلس عادة وانتظرت لبضعة دقائق دون جدوى
لذلك بدأت اكل غدائي وهناك مليون فكرة و سؤال في رأسي عن مكان سويا
بمجرد ان انتهيت ونزلت من السطح للاتجاه للصف وفي الممر هناك
وجدت سويا يقف لوحده وظهره باتجاهي
لم استطع ان اصدق عيناي وتخليت عن كل حذري من حوله ركضت بسرعة حتى انني رميت صندوق الغداء جانبا
واحتضنته دافنة وجهي في ظهره
"سويا، لقد كنت ابحث عنك"
شعرت بجسده يتيبس بين ذراعاي
وبقي هكذا لبضع دقائق ثم كسر العناق وابعدني عنه
نظرت اليه بابتسامة ولكنه قابلني بوجهه العابس المعتاد
ولكن هذه المرة كان فيه تلميح من الاحباط والغضب
ولكن لم اعرف لماذا، اردت ان اسأله ولكنه فاجأني بتصريحه التالي
"لا تقترب مني مجددا"
هل هو لانني احتضنته؟
اوه قد يكون له حساسية ان يحتضنه اي صبي اخر
"انا لم اعد صديقك بعد الان..لا تقترب منا"
اتسعت عيناي من الصدمة وشعرت بقلبي ينكسر الى تريليون قطعة
ما الذي فعلته يا ترى؟
هل كنت مزعجة للغاية؟
هل انا متشبثة بشكل لا يطاق؟
هل انا مملة؟
ما الذي فعلته؟
"س- سويا-"
وقبل ان اتمكن من قول ما اردت قوله التفت سويا وغادر
تاركا اياي اتجرع احزاني
لم استطع فهم السبب او ما قد يكون السبب
لا يمكن ان يكون شي كهذا فجاءة
"يا الهي انا لم اعد استحمل"
بدلا من الاتجاه للصف اتجهت للحمام حتى اهدأ من روعي.
لقد شعرت انني محطمة تماما بسبب سويا
كان كلامه اسوأ من طعن السيف
لقد جربت شعور تخلي الاصدقاء عنك مرة، عندما اصبت بمرضي وابتعد عني الجميع
ولكنه اسوء الان بما انني اصبحت بالغة واستوعب المشاعر بشكل افضل
ولكنني لم ابكي، فلقد استهلكت كل دموعي مسبقا
جلست فقط على كرسي الحمام بعد ان اطلقت تنهيدة عميقة
حاولت التفكير بعدة اسباب قد تكون هي السبب في ما قاله سويا
ولكن كل شي بدا لي غير منطقيا
ولم اتمكن من ايجاد اجابة لذلك قررت ان اجد اجابتي منه هو نفسه
فتحت باب الحمام واتجهت للبحث عنه في الصف ولم اجده
ناداني المعلم لحضور الحصة ولكنني تجاهلته واكملت البحث في المدرسة
و في كل مكان نعتاد الذهاب اليه ولم اجد له ولا اثر
ولانني لم اتناول دواء الصباح و دواء بعد الغداء فكان جسدي ضعيفا  للغاية ولذلك خارت قواي وانهرت على الارض في سطح المدرسة
لم اقلق كثيرا فكنت اعرف انه سيجدني احدهم
ولكن في غضون بضع ثوان لم اشعر بنفسي واغمضت عيناي
لم يحصل هذا عادة عندما لا اكل ادويتي
في العادة انا اتعب ولكني ارتاح وبمجرد ان استعيد طاقتي فيمكنني المشي مجددا
ولكن هذه المرة اغمي علي
ولم استيقظ الا في المستشفى وقناع الاكسجين حول فمي
وكان في الغرفة والدي و والدتي الشاحبة تحتضن ذراعه وتريح رأسها على كتفه
وبمجرد ان انتبهت انني استيقظت احتضنتي
"كوتوني! لقد جعلتنب اقلق عليكِ"
قام والدي بالتمسيد على شعري وهو ينظر الي بقلق
اومئت له لاطمئنه انني بخير ثم ابعدت قناع الاكسجين حتى اتحدث
"ما اللذي حصل؟"
كان صوتي ضعيفا ولذلك لم تسمعه سوا امي التي كانت قريبة للغاية مني ولا زالت تحتضنني
"لقد قال عامل النظافة في المدرسة انه عثر عليك وانتِ فاقدة الوعي في سطح المدرسة واخذوك لغرفة الممرضة ولكنك لم تكوني تستجيبين"

"هاه؟"
كانت الكلمة الوحيدة التي خرجت من فمي ردا على ما قالته والدتي
لا زلت لا اعرف ما الذي حصل لي، لماذا اغمي علي؟
انا كنت مهملة في السابق لادويتي ولكنه لم يغمي علي ابدا
اعدت قناع الاكسجين على انفي لاستنشاق بعض الهواء
بينما اغمضت عيناي لاستريح وافكر في الامر
ولكن قاطعني والدي بتصريحه التالي
"اكره ان اقول هذا ولكن لدى الطبيب بعض الظنون السيئة"
فتحت عيناي لانظر اليه وبقيت صامتة بانتظاره ان يكمل حديثه.
تنهد والدي وقام بتعديل نظارته ثم استرسل في الحديث
"انتِ..لم تلتزمي بخطتك العلاجية بعد الشفاء من سرطان الدم..
ولذلك قد تكون هناك احتمالية في..فشل خطة معدل البقاء على قيد الحياة بعد علاج سرطان الدم"
شعرت بضيق في صدري والم في قلبي من الاخبار
لقد نجوت من الموت باعجوبة
لقد تبقى سنة فقط حتى تنتهي خطة مقياس معدل البقاء على قيد الحياة بعد العلاج
ولكن قد تكون هذه سنتي الاخيرة على قيد الحياة.
اخذت نفسا عميقا واغمضت عيناي مجددا. لم يكن لدي ما اقوله وكذلك والداي لم يريدان ان يضايقاني لذلك خرجو من الغرفة ليتركوني وحدي
وبعد دقائق قدمت الممرضة لاخذ الفحوصات الطبية
كنت مستسلمة للواقع ولم اقم بادنى مقاومة لهذا الواقع المرير
الشعور بانك على وشك الموت هو اسوء شعور قد يقتل كل المشاعر المتبقية بداخلك
لقد وصف لي الطبيب ادوية جديدة وحذرني من عدم الالتزام باخذها
ولذلك كنت ملتزمة باخذها في كل يومي
اوه وبالنسبة لسويا فنحن لم نلتقي مجددا ابدا
لم يعد يأتي الى الصف، وقام بتغيير مقعده
كما انني كلما المح ناهويا بالصدفة يكون لديه تلك النظرة الغاضبة في وجهه
وكانني قمت بفعل شي شنيع
وصلتني الاخبار من ميتسويا الذي قدم لزيارتي مع عدد قليل من عصابتهم
ولم اعتقد قط ان مثل ذلك السر الذي خبأته قد ينهي كل شي بيننا
ولكني على اي حال لم افرض نفسي عليه وابقيت نفسي بعيدا عنه
وعن شقيقه واقضي كل يومي وحيدا سوا عندما يتدخل والداي للاطمئنان علي

يتبع...

لا طلعت من جد قليلة ادب
مدري كم سحبت بس شكله سنة؟ او بنكمل سنة
والله يخوان الحياة شغلتني حصلت فعاليات
وانهد شغفي في ذي الراوية وكنت احاول اضغط نفسي عشان اكتب
وكتبت فصل بس ما عجبني وذحين كتبت لكم ذا الفصل
واعذرونا على الاطالة بس سوو vote & comment

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Unattainable|ما بين الوحدة والخجل    (kawata twins) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن