الفصل التاسع (هزيمة جديدة )
وها أنا أمام عينيك أسقط
سولييه نصار
......
مر اسبوع ...
وقد أحضر مراد عمر أبن على وهنا للمنزل وتم تقسيم ايام مبيت مراد حيث انه ينام عند هنا يوم وعند منار يوم ... وكان الوضع هادئ نوعا ما ..منار لا تفتعل أي مشاكل وهادئة بشكل غريب ...
.........
في منزل مراد ومنار ...
خلدت ملك وماسة الى النوم لتستعد منار لزوجها فاليوم هو يومها ...
استحمت بسرعة ثم أرتدت الغلالة الاجوانية المفضلة لديه ووقفت امام المرآة وهي تتزين ...وضعت احمر شفاه وكحل ومورد الوجنتين وماسكارا ...ثم تركت شعرها الأسود الجميل منسدلا ...تراجعت للخلف وهي تنظر الى نفسها بفخر وقد شعرت بالفعل أنها الاجمل على الاطلاق ..فالغلالة الأرجوانية كانت تلتصق بجسدها .. بفتحة واسعة من الجنب ... جمال عينيها الرمادية بزرت بسبب الكحل الذي وضعته ...
ذهبت مسرعة الى طاولة الطعام وانتظرت بحماس مراد ...
جلست على المقعد وهي تنظر الى أصناف الطعام التي يحبها والشموع التى تزين الطاولة ...انها تبرز تقدم ...في الاسبوع الماضي شعرت أنها تجذب زوجها إليها أكثر وأكثر. ..لقد رأت اللهفة بعينيه .....شعرت انها ليست مجرد بديل ...ربما لها مكانه في قلبه...ولن ترتاح الا أن تحتل قلبه بأكلمه ...هي فقط .....
........
بالأسفل. ...
أتي مراد من العمل أخيرا ...انها من المرات النادرة التي يتأخر فيها في العمل بسبب الضغط الواقع على المكتب ....ابتسم وهو يتذكر ان اليوم سيذهب الى منار ......لا يصدق ان منار أخيرا تقبلت الواقع ولا تثير أي مشاكل ...اصبحت اكثر تفاهماً معه ...حتى انها لا تغضب عندما يذهب الى هنا ...تنهد بضيق وهو يتذكر ان هنا رغم محاولاته لا تسمح له بالإقتراب منها...هي تبني بينهما حاجز قوي يُصعب تجاوزه...هل سيذوب يوما الجليد التي تضعه بينهما ...هل ستسمح له بالإقتراب منها ...أنه يتوق لها ...صحيح منار تفعل ما بوسعها ولكنه لا يستطيع إخراج هنا من عقله ...يحترق لكي يلمسها...يقبلها ...يضمها الى قلبه فتمتزج روحها بروحه...متى ستسمح له بالإقتراب منها ...متى ..
. ........
في منزل هنا ...
قبلت رأس ابنها الصغير بحب عندما نام وقررت أن تذهب هي أيضا للنوم ...
خرجت الى الصالة لتذهب الى غرفتها ولكنها فجأة شهقت بقوة عندما انقطعت الكهرباء....ارتعش جسدها واحتشدت الدموع في عينيها ... وهي تتخبط فى الصالة لكي تخرج خارج المنزل ...انها تخاف من الظلام ...ذلك الوضع يجلب لها ذكريات تتمنى لو تنساها ...
-حماتي...حماتي ...
قالتها بصوت باكي لتصرخ فجأة وهي تصطدم بطاولة الطعام...
-آه ...
صرخت بقوة والدموع تنفجر من عينيها لتشهق مرة آخرة عندما شدتها ذراعين قويتين إليها ...
-أهدي...اهدي أنا مراد ..
قالها مراد الى هنا وهو يعانقها لتبكي وهي تعانقه بدورها وتقول برعب :
-النور...النور...
-اهدي خالص ...دي مشكلة في الكهربا أنا هحاول أحلها ...
ثم حاول الابتعاد عنها ولكنها تمسكت به وعانقته وهي تقول برعب :
-لا لا متسبنيش ....عشان خاطري متسبنيش ...أنا بخاف من الضلمة ...بخاف منها أووي ...
أغمض عينيه بينما تعانقه بتلك القوة بينما كانت هي غارقة في رعبها...تتذكر في طفولتها ان والدها كان عندما يعاقبها يضعها في غرفة مظلمة ..لذلك كبرت وهي لديها خوف مرضي من الظلام ...
-هنا هصلح الكهربا و...
-لا لا عشان خاطري متسبنيش يا مراد ...
أبعدها قليلا وهو يمسك وجهها وكانت النافذة المفتوحة قد سربت ضوء القمر واستطاع رؤية وجهها الرائع على ضوءه ...حبس أنفاسه وهو يراها أجمل بكثير من كل مرة....ظل ينظر الى عينيها الباكيتان ثم انحنى ومسح دموعها بشفتيه ....أغمضت هي عينيها وعلى عكس ما توقع لم تبعده بل ارتجفت وهي تنتظر خطوته الثانية ...ليتجرأ أكثر وينحنى ويأسر شفتيها بين شفتيه ....
لحظات عديدة وتفاعلت هي معه بينما تضمه إليها بلهفة ودموعها تتساقط ..شعرت ان جسدها يفيق من ثباته بينما يحملها ويتجه بها الى غرفة النوم ...
عندما أسقطها على الفراش واقترب منها ..
-مراد ..لا....لا
ولكن مراد قتل ترددها الواهي وهو يقبلها بلهفة عاشق .. وكان مصر على جعلها زوجته قولاً وفعلا !!!
. . .
في اليوم التالي .....
فتح مراد عينيه وابتسامة سعيدة تستقر على شفتيه ...لقد ظل للفجر مستيقظ وهو يبثها حبه ...أخذ حق كل تلك الليالي التي حرمته منها ...صرخ بحبها مرارا...عاش معها ليلة لم يعيشها من قبل ...
نظر بجانبه لكي يضمها إليه ولكنه عبس عندما لم يجدها .....
جلس على الفراش بدهشة وتجمد عندما وجدها تجلس على المقعد ... عينيها حمراء بفعل الدموع
نهض وارتدى بنطاله واقترب منها وقال :
-فيه ايه مالك؟!
نهضت عندما امتدت كفه نحوها وقالت:
-متلمسنيش !!!
تراجع وبهت وقال:
-مالك ؟!
-ايه اللي عملته امبارح ده ؟!أنت أستغلتني...أنت ا ازاي تعمل كده أنطق ؟!
صرخت والدموع تنفجر من عينيها
-استغليتك؟!-أنا جوزك!!!واللي حصل بيننا ده طبيعي ...علي مات خلاص يا هنا ..دلوقتي فيه أنا وأنتِ واللي حصل امبارح ده زي ما أنا كنت عايزه يحصل ..أنتِ كمان كنتِ عايزاه يحصل والا كنتِ منعتيني ...
قالها مراد بقوة لتصرخ هنا وهي تبكي ..:
-لا لا مكنتش عايزاه يحصل ...أنا حاولت أمنعك ...حاولت ...
-أنتِ كدابة ...أنتِ ممنعتنيش ...لو كنتِ قولتي مش عايزه كنت هبعد ...بس أنتِ مقولتيش كده
احمر وجهها بفعل الإنفعال ....كان قلبها يعتصر من الألم ..تشعر انها خائنة...ليس جسديا فقط ..بل قلبها خائن...روحها التي تشعر باللهفة نحوه خائنة ...
رفعت وجهها وقالت بنبرة مرتعشة :
-ده مش هيحصل تاني ...أنت مش هتلمسني تاني يا مراد ..حتى مش هسمح ليك تيجي تبات هنا ..روح لمراتك هي متستاهلش منك كده !!!
-أنتِ مراتي كمان ..
زعق بها لترتجف وتقول وهي تبكي :
-وأنا مش عاوزة ابقى مراتك ...أنا مش عايزاك...روح لمراتك يالا !!
.......
بعد دقائق معدودة دخل مراد الى منزله هو منار ليتجمد وهو يجدها جالسة على مقعد السفرة ..ترتدي غلالة ارجوانية وشاخصة عينيها للأمام ...
-منار..
قالها بصدمة لترفع عينيها وتنظر إليه...الكحل سال على وجهها ويبدو عليها أثر البكاء ...
--كنت فين؟!
لم يرد لتنهض هي وتقول :
-كنت عندها صح.؟!عند هنا؟انطق كنت عندها ...
صرخت في جملتها الأخيرة بينما تضربه بقوة على صدره وهي تشتمه ...
-منار احترمي نفسك !!!
صرخ بها وهو يحاول أن يمسك كفها ولكنها أخذت تصرخ به وتضربه على صدره بإهتياج وتقول:
-شوف أنا اتصلت بيك.كام مرة ومعبرتنيش يا حقير يا حيوان يا ...
-بس خلاص اخرسي ...
صرخ بها بقوة وهي يصفعها حتى وقعت أرضا ...
وضعت كفها على وجهها بصدمة وشعرت بمرارة الدماء في فمها ...نظرت إليها والدموع تنفجر من عينيها ليقول بقوة:
-ده اللي هتاخديه لما تقلي أدبك عليا تاني ...والمرة الجاية لو حاولتِ ترفعي ايديكي تاني هكسرهالك فاهمة يا منار !!!
يتبع
#رفقاً_بي_يا_قاتلي
#سولييه_نصار