مناجاة العارفين. ❤️‍🩹🌿

16 0 0
                                    

بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ :

إِلَهِي قَصُرَتِ الأَلْسُنُ عَنْ بُلُوغِ ثَنَائِكَ كَمَا يَلِيقُ بِجَلالِكَ ، وَعَجَزَتِ الْعُقُولُ عَنْ إدْرَاكِ كُنْهِ جَمَالِكَ ، وَانْحَسَرَتِ الأَبْصَارُ دُونَ النَّظَرِ إِلَى سُبُحَاتِ وَجْهِكَ ، وَلَمْ تَجْعَل لِّلْخَلْقِ طَرِيقاً إِلَى مَعْرِفَتِكَ ، إِلَّا بِالْعَجْزِ عَن مَّعْرِفَتِكَ ، إِلَهِي فَاجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ تَرَسَّخَتْ أَشْجَارُ الشَّوْقِ إِلَيْكَ فِي حَدَائِقِ صُدُورِهِمْ ، وَأَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجَامِعِ قُلُوبِهِمْ ، فَهُمْ إِلَى أَوْكَارِ الأَفْكَارِ يَأْوُونَ ، وَفِي رِيَاضِ الْقُرْبِ وَالْمُكاشَفَةِ يَرْتَعُونَ ، وَمِنْ حِيَاضِ الْمَحَبَّةِ بِكَأْسِ الْمُلاطَفَةِ يَكْرَعُونَ ، وَشَرَائِعَ الْمُصَافَاتِ يَرِدُونَ ، قَدْ كُشِفَ الْغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقَائِدِهِمْ وَضَمَائِرِهِمْ ، وَانْتَفَتْ مُخَالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرَائِرِهِمْ ، وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقِيقِ الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ ، وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعَادَةِ فِي الزَّهَادَةِ هِمَمُهُمْ ، وَعَذُبَ فِي مَعِينِ الْمُعَامَلَةِ شِرْبُهُمْ ، وَطَابَ فِي مَجْلِسِ الأُنْسِ سِرُّهُمْ ، وَأَمِنَ فِي مَوْطِنِ الْمَخَافَةِ سِرْبُهُمْ ، وَاطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوعِ إِلَى رَبِّ الأَرْبَابِ أَنْفُسُهُمْ ، وَتَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالْفَلاحِ أَرْوَاحُهُمْ ، وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إِلَى مَحْبُوبِهْم أَعْيُنُهُمْ ، وَاسْتَقَرَّ بِإِدْرَاكِ السُّؤْلِ وَنَيْلِ الْمَأْمُولِ قَرَارُهُمْ ، وَرَبِحَتْ فِي بَيْعِ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ تِجَارَتُهُمْ ، إِلَهِي مَا أَلَذَّ خَوَاطِرَ الإِلْهَامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ ! وَمَا أَحْلَى الْمَسِيرَ إِلَيْكَ بِالأَوْهَامِ فِي مَسَالِكِ الْغُيُوبِ ! وَمَا أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ وَمَا أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ ! فَأعِذْنَا مِنْ طَرْدِكَ وَإبْعَادِكَ ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَخَصِّ عَارِفِيكَ وَأَصْلَحِ عِبَادِكَ ، وَأَصْدَقِ طَائِعِيكَ وَأَخْلَصِ عُبَّاِدِكَ ، يَا عَظِيمُ يَا جَلِيلُ يَا كَرِيمُ يَا مُنِيلُ ، بِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

زيارة عاشوراء وبعض الأدعية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن