شيءٌ مَا ينقُصني رُبما أمل رُبما نسيان رُبما أنا !
_محمود درويش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دفعت "فاطمة" حَق الرواية التي اختارتها "منة" والتي تحمل اسم 'إيكادولي' فوضع "أسماعيل" تلك الورقة التي أعطاها له "طارق" في حقيبتها -كما وصاه أن يفعل- فخرجن من المكتبة يقصُدن القسم !
دلفت "منة" أولًا بلا أكتراث وقدّ اعتادت على ذلك المكان والذي بات لها بيتٌ ثانٍ، تبعتها "ملك" الخائفة للغاية من أن يراها "فارس" ويخبر والدها فـ (يعلقلها المشنقة) مثلما تقول دائمًا.. أما عن "فاطمة" فكانت تشعُر بالملل الشديد، فمنذُ أن جاءت هُنا في المرة الأولى.. توالت زيارتهن للقسم، "ندى" كانت مُضطربة قليلًا خائفة على شقيقتها وبنفس ذات الوقتِ تسبها؛ حيثُ أنها سببًا لرؤيتها لذلك المدعو "حسن" هذه المرة !
وها هُن الآن في غُرفة "حسن" الذي ما إن علم أن "شيماء" قدّ آتت، أصابتُه حالة من الحماس الرهيب.. فبالتأكيدِ سيرى "ندى" خصيمته، ابتسم بسخرية، ثُم أردف :
"هوَّ أنا موريش غيركوا ولا إيه؟ أنتو بتيجوا القسم أكتر ما أنا باجي.. ده عماد اقترح يعينكوا في أتحاد المساجين!"
عقدت "فاطمة" حاجبيها بتعجُب، ثُم مالت على أُذنِ "منة" تسألها :
"هوَّ إيه أتحاد المساجين ده؟"
قلبت عيناها بمللٍ، وأجابت وهيَّ تشعر أنهن في فيلم هندي لـ "شروخان" وسينتهي بعد قليل :
"ده زي أتحاد الطلبة كِده!"
أومأت "فاطمة" بفهمٍ، وقالت :
"أيوة فهمت.. وزي أتحاد دوري أفريقيا، والأتحاد السوڤيتي والأمم المُتحدة الأمريكية و..."
توقفت عن الحديث فجأة، وتوجهت بأنظارها نحو "عماد" ثُم ضيقت عيناها وهتفت :
"أنتَ اللي رشحتنا في أتحاد المساجين يا عماد.. قلبي ووش رجلي غضبانين عليك!"
جال "حسن" بنظره بينهم، وتحدث بتهكم ساخطًا :
"مُمكن نبطل شُغل مسرح مصر ده، ونتكلم جد أحنا مش في ملاهي".
تأففت "ندى" بضيقٍ، ثُم أشاحت بيدها بعدم اهتمام لما قال، واستفسرت :
"هيَّ فين شيماء؟ وإيه اللي جابها هنا؟"
"حظك!"
تلك الكلمة التي نطق بها "حسن" في نفسه مُبتسمًا بتشفي ولكن ابتسامته تجمدت عندما رآى خنصرها فارغ، أأنهت علاقتها بخطيبها؟ أم أنه يتوهم؟ زادت خفقات قلبه سعيدًا، بأمكانُه خُطبتها الآن، أليس ذلك ما كان يحلم به منذُ أن رآها تلك المرة التي قبض فيها على "وليد" تتذكرون؟ تنهد بهدوءٍ مُحاولًا السيطرة على نفسه، وقال بتفسير :
أنت تقرأ
عُذرًا حدث خطأ
Romanceأهلًا عزيزي القارئ.. قد يُقابلك موقف غريب، طريف، تتوقف عنده ولا تعلم ماذا تفعل، يمكنك أن تكون المُخطئ، وبالطبع سيناديك الواجب إلى أن تعتذر يُمكنك قول : "آسف/ة" وقد تحب الغرور قليلًا، فتنطق بفتور : "sorry" وإذا سألوني عن ماذا سأقول؟ أجبّتُ بـ : "عذرً...