٢

19 3 3
                                    

وصلت جريدة الصباح وضعتها جانبا ، و كأس الحليب للفطور لازال دافئا الأنني انشغلت بجمع أشياء كنت على وشك نسيانها و انا ذاهب للتخييم إلى "بادن فوتمبرغ" التي تقع بألمانيا تمتاز بكثافة أشجارها أي عموما سأذهب لغابة تعرف بالغابة السوداء  وسميت بذلك نظرا لنظرتها الوحشية و المهيبة و خاصة في الليل، في الحقيقة كنت سأذهب أنا و جيف صديقي لكن لم يحالفه الحظ.
كنت أعيش في الشقة رقم.7. ليست بالمكان الممتاز و لكنها تكفي حاجياتي و أيضا كنت بحاجة لتجربة شيئ جديد بسبب الدوامة الروتينية التي كنت أعيشها .
ذهبت للفراش و وضعت رأسي على أسفل الوسادة لتحجب عني ضوء القمر، فبدأت عينياي تلامس بعضها بعضا بروية إلى أن غفوت نمت قليلا ثم سمعت صوت المنبه يرن مرارا و تكرارا كنت أشعر بالتعب لذا لم أنتبه له للوهلة الأولى .
إستعددت و جمعت اغراضي و همست لنفسي قائلا : و انا انظر الى اغراضي كل خطوة اخطوها لها قصة فلابد من التجربة لأغير ما أنا عليه ، ثم أغلقت باب شقتي و كان رقم.7. على مقربة المحو كانه سيمحى تقريبا  و يختفي فقلت انا اكبر من هذا .
كنت أدلف بتثاقل و بطئ و أنا في الطريق فقد كانت الشمس لم تبزغ بعد ،  فاردت ان اصل باكرا أخذت طريقا مختصرا فمررت بأناس هنا و هناك أناس اصليون، اجانب، سياح، رجال. نساء ، أطفال، عائلات، اصدقاء عشاق و نظراتهم مختلفة فهناك من ينظر بحب و سعادة و هناك من يرى بحزن و خيبة و هناك من يواكب الحدث ووجوه أخرى لا تعرف تعبيرها ربما هي تأخذ الطريق فقط ولا تعرف ماذا تفعل .
كان الهواء عليلا و كان شعري يرفرف كالشراع، أشعر أنني على الشاطئ أحس اني اولد من جديد، أصبحت اقترب من طريق الغابة اكثر  أكثر فأصبحت الطريق متشققة هنا و هناك و ذلك بسبب المناطق الريفية التي تقع قبيل الغابة مرت ساعات و انا في مساري نحوها ، فجأة و بدون سابق إنذار توقفت السيارة ،لا أعرف السبب فقد كانت بحالتها الجيدة خرجت منها لاشخص حالتها فوجدت عجلاتها امتلأو ترابا و طينا اي انها علقت. كان على أن اكمل الطريق سيرا على الأقدام مشيت لمدة نصف ساعة ثم تعبت كانت الغابة...

الإتصال الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن