مسكن ألآم بقلم/ امل اسماعيل
شعر بألم كبير في أسنانه فأعطاه ألطبيب مُسكن ألآم حتى ينتهي من علاجه، أخذ المُسكن وعاد إلى منزله، في الطريق وجد جنازة أحدهم، كانت والدة المتوفي تبكي بحرقة وتمسك صدرها بكلتا يديها لعلها تخفف بعض من الآمها، نظر إليها بحزن وأكمل طريقه وهوا لا يستطيع التوقف عن التفكير بها، لم يستطيع تحمل ألآم أسنانه فكيف تستطيع تلك المسكينة ان تتحمل كل ذلك الألم الروحي الذي سببه لها فقدان طفلها، تمتم مع نفسه قائلاً
_ليت هناك مُسكن يستطيع تسكين ألامها قليلًا
من هنا بداء يفكر لما لا يصنع مُسكن لألم الروح، إن نجح بذلك سيساعد الكثير من الناس على تخفيف ألامهم حتى تلتئم جروحهم.
بأصراره ورغبته في مساعدت الناس أستطاع أخيراً بعد معاناة والكثير من التجارب الفاشلة صنع الدواء، نجح نجاح باهر وأستطاع أن يخفف من ألآم الناس الروحية كثيرًا، كم أسعده ذلك لكن سعادته لم تكتمل، مع مرور الوقت أكتشف أن للدواء أثر جانبي واحد لكنه خطير للغاية، وهوا أنه يجعلهم يفقدون الشعور بأي أحساس أخر مثل الشفقة والسعادة وغيرها من المشاعر الأنسانية وليس الحزن فقط، لم يعد مستخدمي الدواء يهتمون بألم غيرهم من الناس، أصبحوا كالأله، يعملون ولا يشعرون إلا بألامهم الجسدية، أما روحهم فقد كوبلت بأغلال ذلك الدواء، لم يعد الأب يهتم بحيات أطفاله لأن فقدانهم لايسبب له الألم، فالأنسان لا يهتم بأحبته إلا لأنه يشعر بالحزن ويتعذب عندما يراهم يتألمون.أدرك خاطئة الفادح، نعم نتألم لفقدان الأعزاء، نتألم إن لم نشعر بحبهم إن خانونا ولم يعيرونا أنتباه، لكننا نشعر بالسعادة أيضًا بجانبهم بالدفئ والأمان هذا ما يميزنا نحن البشر بل كل الكائنات، وبتخلينا عن أحد تلك المزايا بسبب ما تسببه لنا من حزن، يعني تخلينا عن البقيه، فنصبح أشبه للألات مجردين من كل معاني الأنسانية، مجردين من البهجة والحياة، يجب أن يوقف تصنيع ذلك الدواء، لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة، رفض معظم الناس التخلي عنه، لايهم الثمن الذي سيدفعونه للتخلص من ذلك الألم الذي ينهش جدران روحهم ويحرقها فأخيراً استطاعوا التخلص منه
وقف أمامهم في محاولة أخيراً يحاول منجاتهم قائلاً
_ أكثر مايخيفني في هذه الحياة فقدان أمي، أخاف من الألم الذي سأشعر به مجرد التفكير في ذلك اليوم يجعل قلبي يحترق، كما أخشى أيضًا أن أموت أولاً وأترك أمي تواجه ذلك المصير المفجع، لكن بالرغم من ذلك لن أخذ هذا الدواء وقتها وسأطلب من أمي فعل ذالك، فأمي تستحق أن أحزن وأبكي لأجلها احتراق روحي هوا ثمن بسيط سأدفعه مقابل تلك الأيام الجميلة التي أعيشها بجوارها، وأيضاً أنا أستحق وداع أمي الحزين لي أن مُت أولاً فتلك الدموع ليست سوي دليل على المحبة الأمر سيكون محبط لي أن ودعتني أمي بقلب بارد وكأني لم كأن شيء، أنتم تستحقون تلك الدموع التي تزرف وتلك الروح التي تتعذب لأجلكم ألا تظنون ذلك؟لكن مافعله كان دون جدوه لم يستجب له الكثير لهذا قرر عدم إيقاف تصنعيه وأكتفا بكتابة تحذير على عبواته وهوا كالتالي
(هذا الدواء سيجعلك تفقد إنسانيتك، لكنه سيخلصك من ألام الأنسانية البغيضة، نترك الخيار لك هل ستحتفظ بها وبكل ما تحمله من سعادة وحزن؟ أم ستتخلي عنها وتتناول الدواء وتعيش كالأله؟)
أنت تقرأ
مجموعة قصصية متاهات العقل بقلم /أمل إسماعيل
Short Storyهل تسألتم يوماً أي الأعضاء هوا الأكثر أهمية بالنسبة لكم؟ أعلم أن معظمكم بل جميعكم سيقولون القلب؛ لأن فقدانه يعني الموت المُحتم أليس كذالك؟ لكن دعوني أُخبركم أنكم مُخطئون، ألعضو الأهم هوا العقل نعم العقل، دعوني أقنعكم بوجهت نظري، القلب هوا المسئول عن...