مجموعة قصصية متاهات العقل القصة الخامسة جني الدم

3 1 0
                                    

جني الدم بقلم /امل اسماعيل

بينما يسير وحده في منتصف الليل الحالك الذي لا يوضيء ظلمته إلا ضوء القمر وبعض المصابيح، يلاحظ بريق على الأرض، ذهب ليرا ما مصدره إذا به منبعث من ساعة قديمة ذجاجها مُحطم، أمسك بها ومسحها ليخرج منها ضباب كثيف يحيط به، ليجد نفسه يطفوا في مكان حالك السواد لا يوجد به غيره، حاول الصراخ وطلب المساعدة لكن دون فائدة، لم يسمعه أحد بعد مرور خمس دقائق من وجوده بهذا المكان ظهر له عملاق جزئه العلوي أحمر أما السفلي فهوا عبارة عن ضباب أسود.

شعر الرجل بالخوف الشديد من ذلك العملاق، أشار إليه بخوف وهوا يحاول إلصاق أحرف كلماته المبعثر ليكون سؤال
_ من أنت؟

أبتسم ألعملاق أبتسامة شريرة صدع صوتها في المكان بأكمله حتى أوهمت سامعها أن هناك أكثر من شخص، اضائت عينيه باللون الأحمر ليزيد من بشاعته وخوف الماثل أمامه وتحدث بجهير
_ أنا جني الدم، سأبقى معك لمدة شهر، أحقق لك كل يوم أمنيه ستكون عبارة سلب حياة أحدهم، بعد أنتهاء الشهر سأكون قد سلبت حياة ثلاثون شخص أنت تمنيت موتهم، عندها سأرحل لأبحث عن غيرك وأتركك بسلام

أبتلع الرجل ريقه بصعوبة وقال وجسده يرتجف بقوة من شدة رعبه الذي ألجم لسانه
_ لكني لا أريد أن يموت أحد

زاد الضوء الأحمر الذي يخرج من أعين الجني وقال بغضب قاتم وحجمه يتضاعف أكثر حتى أصبح الرجل بحجم نملة أمامه
_ إن لم تجد لي من أسلب حياته، ستكون حياتك أنت من ستُسلب

بعد أن أنهى الجني حديثه أنقشع الضباب وعاد الرجل إلى الشارع مجددًا وهوا يسمع صوت الجني الغاضب وهوا يقول محذر إياه
_ سأمهلك فرصة لمنتصف لليلة الغد، إن لم تتمني موت أحدهم سأنهي حياتك أنت

هرول الرجل إلى منزله بسرعة أختبئ في غرفته، جلس بجانب فراشة وهوا يضم قدميه لصدره ويعقد زارعيه حولهما، يحاول إستيعاب ما يحدث، لاحظ شيء غريب على معصمه، تفقده ليجدها الساعة الملعونه التي خرج منها الجني، حاول أنتزاعها لكن دون فائدة، أستسلم للأمر الواقع وأخذ يفكر حياة من التى سيتمنى فنائها، لما لا يتمنى موت أحد هائولاء المجرمين، لن يضر موتهم أحد بل سينفع، لكن من يكون هوا ليقوم بقتلهم! إن فعل ذلك سيكون هوا أيضًا مجرم مثلهم، ظل في متاهة أفكاره هذا إلى أن أوشك الوقت على المضي، عندها أبتسم بخبث عندما وجد الشخص الذي سيتمنى هلاكه.

إنقضي الوقت وظهر الضباب الأسود مجددًا ليأخذه إلى مكان الجني الذي كان بأنتظارة، عندما رائاه أبتسم له وأظهر أنيابه، عقد زراعية حول صدره وزاد من حجمه كثيرًا وتحدث بصوت مرعب يصدع في المكان
_ هل وجدت الشخص الذي تتمنى موته؟ أم سأسلب حياتك؟

لم يكن الرجل خائف منه بتاتًا بل كان هادئ يبتسم بخبث، نظر إليه وتحدث بثقة
_ نعم  وجدته لكن قبل ذلك هل ستقتل أي شخص أخبرك عنه مهما كان

زادت ضحكات الجني الذي أعجب بنبرة الرجل الرجل الخبيثة
_ كنت أعلم أن هناك من تتمنى موته، هذه هي طبيعة البشر القتل يسري في عروقهم، لا تقلق أخبرني من تريدني أن أقتله وسأفعل

فتح الرجل زراعية وأشار إليه وقال وهوا يضحك بجنون وشر
_ أنت من أتمنى موته وزواله

لم يصدق الجني ما سمع، بداء بالصراخ بألم وجسده يتشقق وتخرج منه النيران لتلتهمه
_ لماذا إيها الأحمق!؟ كان بأمكانك تمنى موت شخص تكرهه، شخص سبب لك الألم لماذا تُضيع تلك الفرصة!؟

أبتسم الرجل بحنان وأرف بهدوء
_ أنا لستُ قاضي، كما أن الحل الأمثل هوا موتك حتى لا تقع في يد اشخاص سيئون  يسيئون أستخدامك

_ "أحمق" كانت هذه أخر كلمات الجني قبل أن يفنى

عاد الرجل إلى منزله بعد أن أنتصر عليه، لم يفهم ذلك الجني البشر جيدًا ليس الجميع سيء ويرغب بالقتل، هناك الكثيرون ممًا هم مستعدون للتضحية بحياتهم لأجل الأخرين، بالرغم من فقدان الكثيرين للأنسانية إلا أنه مازال هناك من يمتلكها بقوة تجعلها تضغى عليه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 28, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مجموعة قصصية متاهات العقل بقلم /أمل إسماعيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن