Moon and Sun- 3

48 8 9
                                    

الفصل الثالث.

.
.

تركت الغرفة اليوم، ما عادَ يسرني الإنتظار بها.

جلستُ بنهاية الحديقة، في أبعد بقعة بها فوق المقعد الخشبي
إنهُ مقعدي المفضل ..

حدقت عيناي بالشجرة الكبيرة أمامي، لطالما أفعل هذا دائماً فلا أحبذ رؤية الأشخاص هنا، جميعهم مختلون
لم أجِد بينهم مَن يفهمني، أو بالأحرى لم يحاول أحدهم أن يفعل..

وبالطبع لا أعني المرضى هنا، وإنما من يعملون بهذه المستشفى.

أدرتُ وجهي ليساري عند جلوس أحدهم جانبي للمرة الأولى، فإن هذا المقعد خاص بي
أو أنا أعتبره كذلك ..

وقد نبضَ قلبي بهلعٍ حين وجدته هو

ذاكَ الرجل، الذي لم أهتم له ولم يشغلني أبداً..
ذاكَ الرجل الذي دعيتُ كثيراً أن اراه مرةً ثانية.

- مرحباً، كيف حالك؟ -

خاطبني حين أبصرته بغرابة شديدة،
وقد كان يبتسم بتردد، بدى لي حائراً في شيئ

لم أجيبه وبدلاً عن ذلك تجولت عيناي فوقه تفحصه بتمعن

لا يرتدي زي المرضى، هذا يعني أنه ليس مريضاً
لكنه لا يرتدي زي الأطباء كذلك أو الممرضون!

- هل تبحثين عن شيئاً بي؟ -

تسائل حين أطلت النظر بملابسه
فأشحت بعيناي بعيداً أعيدها للشجرة أمامي

لأول مرة أجد أشعة الشمس بتلك الروعة، كانت تتخلل بين أوراق الشجرة أمامي وتصل لي

كان نورها مميز، ليس كما إعتدت أن اراه سابقاً!

- لما تتجاهلينني؟ -

مالَ بجسده أمامي بينما يتسائل بإبتسامة، وجدتها أنا لطيفة!

يشعرني بالتوتر رغم أنه ليس قريباً مني حتى
رغبتُ بالرحيل فجأة، حتى قبل أن أجيبه بشيئ

فإستقمتُ أسير بعيداً بإتجاه غرفتي،

لكنني توقفت عن السير حين مسكَ بيدي فجأة وأردف

- رسغكِ .. كيف حاله الآن؟ -

إلتفتُّ أحدق بيده الممسكة بي، فبدوره أشاحها سريعاً

لكنني لم أجيبه مجدداً، رغم أنني أرغب بشدة أن أفعل.

- أعلم أنكِ تستطيعين التحدث فلما لا تجيبين؟ -

رمشت به عدة مرات مقررة أن أتفقد ملامحه عن قرب، وكم كان قراراً عظيماً.

تنهد بيأس، هل لأنني لا أجيبه أبداً؟

- حسناً، لأعرفكِ بنفسي أولاً

أُدعى كيم تـايهيونج،
وأنا الطبيب الجديد المسؤول عنكِ منذ الآن.

والآن أخبريني ما اسمكِ؟ -

شعرتُ بشيئٍ ما يسري بأوردتي فجأة
أعتقد أنها نيران؟

تبدلت ملامحي الهادئة في لمح البصر ودفعته بعيداً أصرخ في غضب قبل أن أرحل:

- لا يعنـيك، أغرب عن وجهي -

مع وصولي للداخل كان هو لايزال يتمتم بالهراء خلفي،
ورغم أنني لم ألتفت إليه أبداً

لكن أقسم بأنه كان يضحك، لاحظتُ هذا في حديثه الساخر حين نادى للمرة الأخيرة :

- إسمكِ يروقُنـي
تــالـين -

__________

- 𝐌𝐨𝐨𝐧 𝐚𝐧𝐝 𝐒𝐮𝐧3 : ꪜ

𝐌𝐨𝐨𝐧 𝐚𝐧𝐝 𝐒𝐮𝐧 | 𝐢'𝐥𝐥 𝐰𝐚𝐢𝐭Where stories live. Discover now