الفصل الرابع.
.
.
جررتُ أقدامي لغرفتي بثقلٍ شديد، كعادتي عِند إنتهائي من جلسات علاجي اليائسة
إنها بلا جدوى، مثلي تماماً.
وضعتني الممرضة فوق فراشي برفق، وتوقفت جانبي تناولني أقراص الدواء وكوب الماء لأبتلعهم.
- بـالشفاء -
قالت لي بعدما تفحصت فمي للتأكد أنني إبتلعتهم، وكعادتي كنت صامتة تماماً يغلبني العياء.
تجهزت للنوم أغمض أعيني بتعبٍ شديد، بينما كانت هي تدثرني جيداً قبل خروجها مِن الغرفة
ومثلما أفعل يومياً، فتحت عيناي بعد دقيقة من رحيلها، ورفعت نصف جسدي عن الفراش مترددة في النهوض وحائرة بين أفكاري،
هل يجب أن أفعل ما اعتدت فعله يومياً؟ أم أترك فرصة للحياة كي تضمني إليها؟
ذاكَ السؤال اليائس يدور داخل رأسي دون توقف،
منذ مجيئي إلى هنا لا يفارقني.
وصحيح أنني أتردد في إجابتي كل يوم، لكني في النهاية أختـار الإجابة ذاتها،
رفض الحياة.
نهضتُ بعد دقيقة أخرى أتجِه للمرحاض،
وأتجهز لأُفرغ معدتي بالداخل وألعن حياتي.
تلك الأقراص البغيضة التي أتناولها، تُكلفني روحي عند التقيؤ.
توقفت أغسل وجهي جيداً بعدما إنتهيت،
وكنت أتمنى لو أن هناكَ مرآة أمامي
لكنتُ رأيت نفسي بها وحطمتها مرةً أخرى ثم وضعتها بمنتصف قلبي وإنتهيت.
أتسائل لما لا ترفضني الحياة كما أرفضها؟
لما تستمر بالتمسك بي حتى بعد إثباتي مئات المرات أنني لا أريدها؟
لما تتشبث بجسدي لتلك الدرجة حتى بعد خروج روحي منه؟
أشعر بالكثير مِن الظلم،
لو كان إبتلع الجحيم جسدي مثلما إبتلع الروح بـه لكان كل شيئٍ أفضل..
زفرتُ أنفاسي بثقلٍ قبل أن أفتح باب المرحاض وأغادره
وياليتني بقيتُ بالداخل ..
- تستفرغين بعدها إذن!! -
نطقَ بها ذاك الطبيب وعلى ثغره بسمة إنتصار إستفزازية
وكأنما حل لغز الدنيا لا الدواء.
كنت متعبة بشدة حقاً، لا أستطع الصراخ ولا أقوى الدفاع عن نفسي حتى،
رغم أنني كنت متيقنة بأنه سيصطحبني للغرفة المغلقة اللعينة.
- هل تريدين الجلوس في الحديقة؟ -
تعجبتُ سؤاله كثيراً، هذا ليس مسموحاً به حتى!
ربما هو كاذب وسيأخذني للغرفة فقط
لكن لما سيكذب؟ أنا لم أعترض من قبل حتى
- هل هذا مسموح؟ -
إقتربَ يحاوط كتفي وينفي بـرأسه،
فأصابني بالإحباط.
- ليس مسموحاً لكن لا يهم،
أنتِ مريضتي لهذا سأتحمل كل المسئولية -
عقدت حاجبيّ أحدق بذراعه المُلتفة حول كتفيّ،
لكنه لم يبتعد حتى بعد ملاحظته لإنزعاجي.
- دعينا نجلس هناك لبعض الوقت،
لنراقب القمر والنجوم في الخارج، وإذا أردتي فقط
نتحدث قليلاً! -
لم أعترض،
رغم أنني منهكة بشدة وأريد النوم فقط
لكن هناكَ رغبة سيطرت على نفسي،
رغبةً بالبـقاء معـه.
_________
- 𝐌𝐨𝐨𝐧 𝐚𝐧𝐝 𝐒𝐮𝐧4 : ꪜ
YOU ARE READING
𝐌𝐨𝐨𝐧 𝐚𝐧𝐝 𝐒𝐮𝐧 | 𝐢'𝐥𝐥 𝐰𝐚𝐢𝐭
Kurzgeschichtenكُنت أنتَ علاجـي الوحـيد لأُشفى مِن جروح الدنيا وسببـي الواحد الذي سأستمر في التنَفس مِن أجلـه. كُنتَ شَمسي التـي أهدتني نورها، وكُنـتُ قمركَ الذي أهداكَ ذاتـه. - 𝐓𝐚𝐞𝐡𝐲𝐮𝐧𝐠 - 𝐓𝐚𝐥𝐢𝐧. - 𝐂𝐨𝐦𝐩𝐥𝐞𝐭𝐞𝐝. - 𝟑𝟎 𝐃𝐞𝐜𝐞𝐦𝐛𝐞𝐫 𝟐𝟎𝟐𝟑...
