في مطعم راقي داخل أكبر فندق في المدينة تقف في مكتب مديرها الذي طلب رؤيتها وهي ترتدي ملابس عملها فهي تعمل مساعدة بالمطبخ وتنظر للأرض وهي تحاول ان تفكر كيف ستخرج من موقفها هذا لقد تصرفت بحماقة بسبب توترها نظرت له بخفية فقد بدا علي وجهه ملامح الغضب الشديد فمديرها يصعب التعامل معه عادة كيف ستتعامل معه وهو في هذه الحالة ان امرها منتهي لا محالة
تحدث بصوته الغاضب فارتجفت : اعتقد انكي تعلمين ماذا فعلتي كنتي ستتسبي في اغلاق المطعم اليوم كيف لكي ان تضعي مكون اضافي في الحساء
ليا بخوف وتوتر وهي تضم يدها التي ترتعش: اع..تذر حقا لم اقصد هذا
المدير بغضب :هل انتي تهذين أنتي مطرودة
ليا بسرعة ورجاء : ارج...وك سيدي حقا لم اقصد لم اعرف ان لديه حساسية من الحليب
صرخ المدير في وجهها: لا يفيد هذا الان اغربي عن وجهي لا اريد رؤية وجهك مرة اخري وحاولي البحث عن دفاع جيد ليخرجك من هذه الورطة فهو شخصية مهمة ولن يتنازل عن حقه
نظرت له ليا بعدم فهم وخوف وهي تنظر له ولم تتحرك من مكانها وهي تحاول ان تستوعب ماقاله بشكل كامل
المدير : انتي حقا شئ ما انتي لا تدركي ماذا فعلتي سأكررها مرة اخري ان ماتسببتي له بأزمة صحية شخصية هامة بالطبع سيقدم شكوي لقد الحقتي الاذي به وسيتم فتح تحقيق مع الجميع بسببك فهو الان في المشفي
ورفع سماعة الهاتف ليتواصل مع احدهم واعطاها ظهره خرجت من المكتب وهي قلقة ونظرت لزملائها لم يتحدث معها احد فجميعهم لديهم مسؤليات وخائفون ان يتورطو في هذا وبسبب حماقتها سيفقدون عملهم بدلت ملابسها وأخذت حقيبتها وخرجت وهي شاردة وتفكر في حديث مديرها عن نتائج مافعلته أتجهت للمحطة وركبت الحافلة اخرجت هاتفها لتتواصل بصديقها فقد بدا غاضب جدا لقد كان هو ايضا في المطعم لم يرد عليها نزلت في محطة قريبة من منزله فهو يسكن في حي راقي سارت مسافة طويلة حتي وصلت للمنزل الخاص به ولسوء حظها لقد ابتلت من المطر رحب بها فرد الأمن وسمح لها بالدخول فهو يعرفها بعد ان اخبرها انه بالداخل
فتح لها الخادم الباب وطلب منها الدخول وأخبرها أنه سيذهب لاخباره بوجودها وان تستريح أتي بعد قليل واعتذر لها بان سيده لا يريد ان يقابلها
ليا وهي تفكر كيف تتصرف فنظرت له بلطف وقالت :اعتذر لما سأفعله الان لا اقصد سوء وركضت بسرعة واتجهت لمكتبه والخادم يركض ورائها دخلت المكتب دون ان تطرق الباب
كان يجلس خلف مكتبه ينظر لاحد الملفات المفتوحة أمامه نظر لها بغضب: ماذا تفعلين هنا
ونظر للخادم بنفاذ صبر : الم اخبرك اني لا اريد مقابلتها
تحدث الخادم بسرعة ليبرر موقفه: سيدي اعتذر لقد اخبرتها ...
قاطعت ليا حديثه وهي تنظر للخادم الطيب فقالت بسرعة : ارجوك لا تعتذر انا من فعلت هذا اعتذر حقا انا من هربت منه ونظرت له شعرت بالراحة تظهر علي وجه الخادم
اشار للخادم بالخروج دون ان يتفوه بكلمة واحدة فقط بيده اغلق الملف ونظر لها وتحدث بصوته الرجولي القاسي : ماذا تريدي الم يكفيكي مافعلتيه اليوم من مشاكل
ليا بتردد: لم اقص..د هذا حقا
وقف واغلق حاسبه الشخصي واتجه للاريكة الموجودة في المكتب وجلس عليها ووضع قدم علي اخري ونظر لها بغضب : لقد كاد ان يموت لقد فقدتي عقلك حقا
ليا وهي حزينة : حقا لم اقصد لقد وقع مني الحساء وانا انظف حوله وكان لونه ابيض فظننت انه حليب فوضعته لم اكن اعرف انه طلب خاص احتاج مساعدتك حقا لقد اخبرني المدير انه سيقدم شكوي وسيتم فتح تحقيق في هذا واخشي ان يتضرر زملائي
نظر لها وتحدث بهدوء فلا توجد فائدة من الحديث معها: وماذا يمكنني ان افعل لكي
ليا بسرعة: سأتحمل جزاء مافعلته ان زملائي حقا لم يفعلو شئ انا من تسبب في هذه الفوضي وسأتحمل ذلك
مارك بلا مبالاة:من الجيد انكي تدركين حجم مافعلتي
ليا برجاء وهي تنظر برجاء فهو الوحيد القادر علي مساعدتها: ارجوك مارك ساعدهم فهم لديهم مسؤوليات
رفع حاجبه بسخرية وقال : حقا اليس من الطبيعي ان تطلبي المساعدة لنفسك انتي بلهاء
ليا وهي تنظر للارض بخجل وحزن : لقد طردت من العمل ولا اريد ان يفقدو مصدر دخلهم
نظر لها من اعلي لاسفل: لما مازلتي واقفة اجلسي لا تخبريني انكي كنتي تمشين تحت المطر لتصلي لهنا
نظرت له نظرة طفل خجل من ذلك فهو يحذرها دائما من الا تسير تحت المطر
ثم اكمل بنفاذ صبر : انكي حمقاء كليا
طرق الخادم الباب وقاطع حديثهم: سيد ماركوس لقد تم تحضير العشاء
مارك: حسنا احضر لي منشفة الان بسرعة
اتجه الخادم بسرعة واحضر له المنشفة واعطاها له
مارك: شكرا لك خرج الخادم واغلق الباب وهي مازالت تنظر للارض القي لها المنشفة علي وجهها: هيا جففي نفسك انك تبدين كشبح والحقي بي للعشاء وتركها وخرج قبل ان تتمكن من شكره أمسكت المنشفة وجففت شعرها ووجهها وخرجت ورائه وهي تضع المنشفة علي كتفها بهدوء لتحاول ايجاد حل لما حدث
مارك: لما انتي بطيئة هكذا كالسلحفاة
جلست علي الطاولة ولكن لم تأكل فهي ليس لديها شهية نظر لها وترك شوكته : انتي تفسدين شهيتي هل تعلمين ذلك تناولي طعامك لن اكررها مرة اخري
أمسكت شوكتها وأكلت ببطئ فليست من مصلحتها ان تغضبه الان اكثر أنتهي من الطعام امسك بهاتفه وتواصل مع أحد وتحدث بلهجة آمرة : حسنا هذا جيد أنهي هذا الموضوع اليوم لا اريد نقاش فيه مرة أخري وانهي المكالمة
ثم نظر لها وتحدث بعدم اهتمام : لقد انتهي الامر
ليا وهي تنظر له بعدم تصديق : حقا
وقف فامسكت يده فوقفت وهي تنظر له ممتنة ونزلت الدموع من عينيها : شكرا لك حقا
مارك: فكري قبل ان تتصرفي قليلا لن اكون متواجدا دائما
ليا فهو علي حق: انا اسفة سأفعل ذلك وشكرا لك ارادت معانقته بامتنان وفتحت يدها فابعدها عنه بسرعة : الم اخبرك الان ان تفكري قبل ان تتصرفي
رفعت يدها وقالت : اعتذر لهذا ونظرت لساعتها : سأذهب الان لقد تأخرت اعتذر علي ازعاجك
مارك : الوقت متأخر ومازال المطر يهطل نامي هنا اليوم ونظر للحديقة من الزجاج
ليا : شكرا لك لا داعي لذلك
مارك يعدم اهتمام :كما تريدي اذا تم اختطافك لن ادفع فدية ولا تتواصلي بي وتركها وصعد نظرت له بغضب انه قاسي ولكنها ممتنة له ونظرت بالخارج فالمطر بدا غزيرا صعدت للاعلي ودخلت احد غرف النوم الموجودة التي اعتادت ان تنام بها فتحت الخزانة تبحث عن ملابس وابتسمت يبدو ان القاسي يحضر فتيات في منزله أخذت منامة طويلة وكانت علي مقاسها فابتسمت فقد شعرت بالدفئ وجلست علي السرير وهي تتنهد براحة فقد انتهي الامر اخيرا ولن يتضرر احد من زملائها ونامت فاليوم كان مرهق بشدة بالنسبة لها أستيقظت علي صوت المنبه في السابعة صباحا كعادتها فبدلت ملابسها ورتبت السرير ونزلت كان يتناول افطاره
ليا بابتسامة مشرقة: مرحبا مارك
نظر مارك لها : هل نمتي جيدا
ليا: اجل
مارك : اجلسي لتتناولي الافطار
ليا : حسنا وتناولت طعامها وشعرت بأنه ينظر لها تحدثت بقلق : ماذا هناك
مارك: متي اخر مرة غسلتي شعرك وصففتيه
ليا باحراج : اعتقد من اسبوع
مارك: انتي لستي فتاة بالتأكيد
ليا وهي تضحك لتخفي احراجها: اعلم هذا انا صديقك
مارك: الرجال يهتمون بذلك ايضا انتي لستي بشر بالتأكيد لا يوجد فائدة وقف وسوي ربطة عنقه وارتدي معطف بذلته
نظرت له بافتتان فقد بدا وسيما بشدة كعادته كان طويل ذو جسد رياضي وشعر اسود ناعم تقع بعض خصلاته علي وجهه المنحوت وعينيه الزرقاء
مارك: هل انتهيتي من التحديث
ليا بحرج: انك وسيم قاسي
مارك: اعلم هذا لا داعي لتفتحي فمك هكذا اراكي لاحقا وتركها وذهب
ابتسمت ليا فهي دائما ماتخبره ذلك منذ ان عرفته في البداية كانت تسخر منه والان هي متأكدة من ذلك تناولت افطارها وخرجت واتجهت للمحطة لتنتظر الحافلة فمازال الوقت باكرا وتذكرت عندما عرفته اول مرة وابتسمت فقد كان الفتي الاشهر في المدرسة الذي تم نقله حديثا لمدرستهم لقد قابلته قبل ذلك قبل ان تكتشف انه في مدرستها عندما سرق لص حقيبتها في الشارع أثناء سيرها فلحقت باللص ولم تستوعب سوء مافعلته الا وهي واقفة في المنتصف بين اللص ورفاقه وهم يسخرون منها وهي تبكي من الخوف وقبل ان يمد احدهم يده عليها اتي شاب وسيم ووقف امامهم : اذا اردتم ان تخسرو وجهوكم اقتربو منها
اللص : لن نبتعد ماذا ستفعل
الشاب:سأفعل هذا وبدأ بضربهم جميعا حتي سقطو ارضا واشار للشخص الذي حدثه : لا احب ان اكرر كلامي واخذ حقيبتها من يد اللص ونظر لها : وانتي اليس لديكي عقل لتلحقي به واعطاها حقيبتها
ليا وهي تنظر له باندهاش لقد كان كالبطل في الافلام : شكرا لك وهي تحدق بوجهه
مارك : هل هذا وقت مناسب لما تفعليه هيا اذهبي
خجلت واحمر وجهها ونظرت لهم وهم في الارض وشعرت بالقلق من يكونو قد اصابهم سوء : هل هم بخير
مارك: يمكنك نقلهم للمشفي ايتها الحمقاء او انتظري حتي يستفيقو ويسرقوكي مرة اخري وتركها وذهب لحقت ليا به بخوف وسارت ورائه حتي اختفي من امام نظرها وبعد اسبوع اخبرهم المعلم ان هناك طالب جديد سيلتحق بمدرستهم
دخل ولم تصدق عينيها انه الشخص الذي قابلته سابقا عرفهم بنفسه أنه ماركوس ستيفان كان اسمه قويا مثل مظهره كانت جميع الفتيات ينظرن له باعجاب طلب منه المعلم الجلوس كان الجميع يبتسمو له ليجلس بجانبهم فاتجه للمقعد المجاور لها وجلس نظرت له وحدقت به
مارك : ماذا
ليا بصوت منخفض : هل يمكنك الجلوس في مقعد آخر
مارك بقسوة: ومن تكوني لتخبريني اين اجلس هل انتي مالكة هذا المقعد
صمتت ونظرت للكتاب فهذا الشخص قاسي في ردوده فهي لا تريد ان يجلس بجانبها فهي المنبوذة بالمدرسة الطالبة الانطوائية التي لا يتحدث معها احد لقد كان يسخرون منها سابقا حتي نسو وجودها ...كان ينام معظم الوقت في المدرسة ولكن ذلك لم يمنع ان الجميع ينظرن له باعجاب وانجذاب ولكن كان قاسي القلب حقا فلم تأتي فتاة وتقدم له هدية الا ورفضها بجفاف حتي صرخ باحدهم مرة وشعرت ليا بالشفقة عليها فقد دخلت الفتاة والجميع في استراحة هي لم تكن تذهب مع احد لذلك تجلس بمفردها اما هو فنائم دائما اقتربت منه الفتاة واشارت لليا ان توقظه ونظرت لها ترجوها تنهدت ليا ونادت عليه بصوت منخفض : مارك... وقبل ان تكمل اسمه كان قد استيقظ نظر لها فابتعدت بسرعة: ماذا
نظرت للفتاة واشارت له فابتسمت الفتاة بدلال : مرحبا وقدمت له رسالة وردية واعطتها له في يده
امسك الرسالة ومزقها وقال : انا غير مهتم هل يمكنك الخروج الان اريد ان اكمل نومي نظرت له الفتاة وهي تبكي وخرجت
ليا بصوت منخفض : انك وسيم قاسي
نظر لها واقترب منها فرجعت للخلف : اعلم هذا ايتها الحمقاء ثم عاد للنوم مرة اخري ابتسمت ليا لقد ظنت انه سيغضب عليها ولكن لم يفعل ذلك
وهكذا استمرت علاقتهم حتي اليوم التي تعرضت له بالسخرية من زوج امها وقام بتعنيفها ذهبت للمدرسة وهي تبكي لم يهتم احد لها كالعادة حضر هو متأخرا كعادته نظر لها وقال: لما تبكي في هذا الوقت من الصباح هل نظرتي في المرآة
نظرت له ولم ترد ثم اكمل : كفي عن البكاء انكي تبدين كالشبح وابتسم كانت طريقته غريبة دائما في مواساتها وابتسمت لم تشعر بانه يهينها واستغربت امره عندما كان الاول علي مدرسته وهو دائما نائم وكان بطل سباحة وكانت هي الضعيفة دراسيا وفكرت دائما لما انتقل لهذه المدرسة فيوجد مدارس افضل ليلتحق بها بمستواه هذا ورغم هذا كان لا يختلط باحد وكان لا يكون صداقات وقررت ان تساله ان يساعدها في دراستها
ليا بصوت منخفض : مارك...وس هل يمكن ان اطلب مساعدتك في تدريسي
مارك بصوته الناعس :ولما سأفعل
ليا باحراج : لأن درجاتي هي الاسوء في الصف
ابتسم مارك مرة اخري فهذه المرة الثانية لها انه تزيده وسامة ولكن تعرف ان خلف ابتسامته الماكرة هذه رد قاسي فقررت ان تشكره قبل ان يحرجها
ليا : شكرا لك لقد كانت مجرد فكرة فقط
مارك: حسنا من الجيد انك غيرتي رأيك لا تزعجيني اذا واتجه للنوم
نظرت له ليا بضيق فاذا كان للقسوة جائزة سيكون اسمه متصدرا هذا الاول بلا منازع
انتهي يومهم ولكن تفاجأت في اليوم الاخر عندما احضر لها ملاحظاته والقاها علي مكتبها كالقمامة فقد كان لديها ثقة تامة ان وراء قسوته هذا شخص نقي القلب وطيب
مارك: يمكنك ان تدرسيهم واذا اردتي ان تفهمي شيئا
ابتسمت له لتشكره ولكن توقفت عندما اكمل كلامه : عودي للمعلم
.....
أنت تقرأ
الوسيم القاسي
Romanceلم يعترف يوما بصداقتها ولم يرفض ايضا قربها كان من عالم اخر وظل دائما أمانها هل سيعترف بصداقتها ام سيعترف بحبها؟