في ذلك اليوم المليء بصخب الحياة، وسط أزقة العاصمة الضيقة وتجمعات السيارات المزدحمة وصخب الحشود، كنت أسير بين الشوارع المليئة بالحياة وأصوات العابرين، ولكن عالمي الخاص كان مُركزًا في زاوية مليئة بالفن . تحولت أفكاري بين خطط مشروع فني مهم، حيث كان الاستوديو الذي أعمل فيه يبدو كملاذ محاط بسكون يميزه عن صخب الحياة العابرة.في ذلك السياق المُزدحم، جلب مشهد غير مألوف انتباهي. لاحظت شابًا يجري بسرعة فائقة، حاملاً على ظهره آلة موسيقية ضخمة. تملكه حماسة ملفتة، وكانت سرعته اللافتة تثير انتباه المارة. على وجهه يمكن رؤية البهجة والحماس، بينما ملامح وجهه تعكس شغفه وتحدياته. كان يحمل ورقة تسجيل لمسابقة موسيقية، ويبدو وكأنه يحمل في يديه حلمًا، وكأن الآلة الموسيقية الكبيرة كانت تشاركه رحلته الفنية.
وفي لمح البصر، جاءت الذكريات تندفع مع سرعة العواطف، تُعيد ترتيب اللحظات الباهتة وتُعيد إلى الحياة تلك اللحظات التي تلاشت مع مرور الزمن، كألوان تستعيد سحرها في لوحة فنية قديمة.
هذه اللحظات التي غمست في غياهب الذاكرة، عادت ببريق مفاجئ وسطوع غير متوقع، تُعيد تشكيل صورًا من الماضي. تلك الذكريات الغائبة تستعيد حيويتها، تنعش الأمس مجددًا، وتفتح أبوابًا غير متوقعة نحو مغامرة فريدة في أعماق الماضي الضائع.
أنت تقرأ
"عودة الحياة إلى اللوحة"
أدب المراهقين"انتظرت هذا اليوم طويلاً... يومٌ كان وراء الجدران، يوم يبدأ مسيرة قد تُغير مجرى حياتي. لم أنتظر فرصةً أفضل من هذه، وها أنا اليوم أقف أمام بوابة الفرص، مكانٌ أعده الوقت والجهد بلا حدود. تتساقط الأمطار بغزارة خارج نافذة غرفتي، كما لو كانت السماء تستعد...