part 1

115 22 1
                                    

ملاحظة : في هذا البارت ساكرا رح تكون هي الراوية
                                                               .

                                                               .

                                                               .

لم أتوقع يوما بأنني سأشعر بذلك الشعور،شعور الحب إتجاه رجل ما ولكن الأمر حدث بالفعل  حدث ومن دون ارادتي أو ادراكي لما يحدث حولي ،لقد شعرت بالحب لأول مرة ولكن اتجاه شخص غير موجود ،شخصية قام أحد المؤلفين برسمها بينما هو يحدق في السماء أو يحتسي كوبا من القهوة ..لم أرد الأعتراف لنفسي بأنني أحب أحد غير موجود  في عالمنا وأحيانا أواجه نفسي ولكنني لا استطيع وأجد نفسي أدخل في متاهة الحزن والإكتئاب ،هذا أسوء من أن تحب شخصا لا يبادلك الشعور لأن من تحبه غير موجود.

لقد بدأ كل شيئ في ذلك اليوم ،يوم عيد ميلادي السادس عشر حين أهدتني صديقتي كتاب يدعى "الناجي " كنت فتاة كثيرة المطالعة محبة للقصص الغامضة والدرامية الحزينة ولأن صديقتي تعرفني جيدا قدمت لي الكتاب كهدية ولم يسعني سوى شكرها على اهتمامها لأمري ، "لم يكن ذلك الكتاب إلا هدية بسيطة في يوم عيد ميلاد ولكنه غير الكثير في حياة فتاة "

كنت في غرفتي أفتح الهدايا التي تلقيتها من زميلاتي في الصف وأفراد أسرتي ،كنت سعيدة للغاية لأنني أحس بأن هناك أشخاصا يهتمون لأمري وهذا الشيئ وحده كفيل بجعلي أسعد فتاة على وجه الأرض. ثم فجأة وقعت عيناي على ذلك الكتاب الموضوع على السرير الخاص بي اتجهت إليه وقرأت عنوانه لقد شعرت بالفضول نحوه ،مما جعلني أجلس على السرير تاركة رغبتي في قراءة الكتاب تسيطر علي هذه المرة ولم أحس بنفسي وانا أتنقل بين أسطر هذا الكتاب لقد كان هناك شعور غريب داخلي ...لقد أحسست برغبة أكثر في القراءة الآن ،كنت أستغل كل فرصة للجلوس والغوص في أعماق ذلك الكتاب ومن دون أن أشعر لقد صار ذلك الكتاب بطريقة ما عالمي...

لقد تعلقت بالكتاب كثيرا وتعلقت أكثر بشخصياته ، لم أتقبل حقيقة أن لهذا الكتاب نهاية والشيئ الأهم أنني لم أرد أن أعترف لنفسي بأنني وقعت في حب بطل هذه القصة ! كنت أتساءل هل أنا فتاة مجنونة ؟ ولكن لا أنا لست كذلك أنا فقط تعلقت به وصار بالنسبة لي الشخص المثالي الذي أريده أن يكون فارس أحلامي .

كان يوم عادي كأي يوم ،ذهبت إلى المدرسة الثانوية وبعد الإنتهاء رافقت صديقتي إلى محلات بيع الأحذية فقد كانت تود شراء حذاء رياضي لأن حذائها تمزق أمس في حصة الرياضة .عدت إلى المنزل بعدها نزعت حذائي ودخلت المنزل بهدوء وبينما أنا أنتنقل بين الغرف سمعت أمي تتحدث مع أبي عبر الهاتف .لقد كان أبي يعمل في منطقة بعيدة عن مدينة طوكيو لذا لم يكن يأتي إلينا كثيرا لذا أنا أعيش وحيدة مع أمي .حاولت تجاهل الأمر والمضي قدما لأنني كنت منهكة تماما ولكن سمعتها فجاة تقول " لا أدري ماذا يحدث معها !لقد صارت تمضي معظم وقتها بقراءة ذلك الكتاب ..أخشى أنها ستجن بسببه لا أدري مالذي سيحدث لها عندما تعود وتجدني قد أحرقت ذلك الكتاب ؟"
توقفت عن التقدم لقد كانت كلماتها كفيلة بحرقي أنا ، كنت سأدخل ولكنني تراجعت وصعدت إلى غرفتي . بدأت أبكي في صمت احاول قدر المستطاع كتم صوت شهقاتي ...لقد تأكدت الآن أنني أعاني من مرض نفسي بسبب الكتاب ،دخلت أمي الغرفة وقد رأيتها تتقدم إلي بخطوات بطيئة حاولت أن تمد يدها لتلمسني ولكنني دفعتي عني صارخة في وجهها "لماذا ..لماذا أحرقته لقد كان ذلك الكتاب عالمي "لقد أحسست بالراحة بعد أن خرجت تلك الكلمات من حلقي وكأنها كانت شيئ يخنقني .لقد نظرت إلي بنظرات حزينة وكان تشفق على حالي تمتمت بصوت مرتجف "ساكورا ..ألا تدركين أن ذلك الكتاب يؤذيكي أنتي ستصرين مجنونة بسببه " نظرت إليها وسرعان ما ارتميت في حضنها تكلمت معها بصوت خافة "ل...لقد أحببته أحببت ذلك الكتاب ،أحببت التجول بين سطوره ، أحببت الإبحار في عالمه........
أحببتك "أوشيها ساسكي "

بعد ذلك اليوم تغير كل شيءفي حياتي ، لم أعد أتحدث مع الناس إلا نادرا وأمضي معظم وقتي وحيدة بين جدران غرفتي حتى أن أمي قامت بإصطحابي إلى جلسات نفسانية ولكن دون جدوى ،صرت منعزلة عن العالم الواقعي كل ما أريده هو الهروب ..لقد تغيرت إلى حد كبير.صرت الفتاة دائمة الإكتئاب والحزن بعد أن كنت الفتاة دائمة السعادة والفرح  .لقد مضى على إحتراق ذلك الكتاب بالفعل شهر كامل ومع هذا لا أزال غارقة في دوامة الحزن  ،الغريب في الأمر أنني بحثت عنه كثيرا ولكن لم أجده في أي مكتبة ،سألت صديقتي عن كيفية حصولها عليه فقالت لي أن الكتاب كان لجدها الذي توفي منذ زمن وهي وجدته بالصدفة بينما كانت تعبث بأغراضه،  وقالت أنه كان مخبئا بإحكام لدرجة ان أحدا لم يلحظ وجوده رغم مرور ما يقارب 12 سنة على وفاة جدها  ولانها تعلم جيدا أنني مهووسة بالقراءة أهدته لي في يوم عيد ميلادي ،شعرت بخيبة كبيرة لأنني فقدت الأمل في إيجاد الكتاب أخيرا ..

وبالتفكير في الأمر فإن هناك العديد من الأمور الغامضة ..العديد من الأسئلة التي تأكل عقلي دون أن أجد أي إيجابات لها هل كان ذلك الكتاب خطيرا حتى يتم تخبيئه بإحكام ؟ لماذا لا توجد نسخ عنه كغيره من الكتب ؟والسؤال الأهم هو سبب تأثيره في بهذه الطريقة كل هذه أسئلة لم أجد إجابات لها لحد الأن .رأيت نظرات القلق نظرات الشفقة التي يرمقني بها الآخرون ،سمعت همساتهم من حولي "أنظروا إنها هارونو ساكرا ، الفتاة التي صارت مجنونة لأسباب مجهولة " هل انا حقا مجنونة ؟!هل صرت مجنونة في نظر الجميع حتى أعز صديقاتي ، صوت آخر يرن في مسمعي "أعتقد أنه من الأفضل اخذها إلى مشفى المجانين ، إنها جثة في جسد حي " كل هذا الكم الهائل من الإهانات والكلمات الجارحة لم تعد ذات تأثير علي لأنني بالفعل أسمعها في كل يوم وفي كل ليلة أرتمي على سريري لأطلق العنان لدموعي وشهقاتي التي لا تنتهي هذه الطريقة الوحيدة التي أخمد بها نيران الحزن المشتعلة داخلي تلك النيران التي تحرق قلبي تحرقني .....

في صباح اليوم التالي استيقظت صباح على صوت رنين هاتفي ، تجاهلت الأمر وعدت للنوم لأنني لم أكن في ميزاج يسمح لي بالحديث مع أي أحد ولكن وبعد الإسرار الشديد من صاحب الإتصال قررت الإجابة أخيرا دون أن أهتم بقراءة إسم المتصل

"صباح الخير " تكلمت بصوت خافت

"صباح الخير ساكرا هل أنتي متفرغة اليوم ؟" تكلمت إينو

"إينو ....أهذه أنتي ؟" تحدثت متسائلة

"ومن غيري أيتها الحمقاء ؟"ثم أكملت "إذا أخبريني هل أنتي متفرغة ؟"

أجبتها بعد لحظات "أعتقد أنني متغرغة ولكن إن كنتي تريدين أن نخرج إلى مكان ما فأنا أرفض "

زفرت بصوت عالي "آه منكي ساكرا ...في الحقيقة الأمر متعلق بذلك الكتاب"

قفزت من سريري وأجبتها بسرعة "ق..قلت الكتاب ،هل وجدته اينو ؟"

"لا لم أفعل ولكن هل يمكنك القدوم إلى منزلي ..أعني أننا يمكن أن نصل إلى معلومات عنه في المكتبة الخاصة بجدي "

"حسنا إنتظريني سآتي بعد قليل " أجبتها وأغلقت الهاتف على الفور دون أسمع ردها
لقد أحسست بقلبي يعود إلى الحياة بعد الإتصال الذي أجريته مع صديقتي من دون ان أعلم أن ما سنقوم به سيكون خطئا ...خطئا كبير سأندم عليه طوال حياتي .

يتبع.....

غير موجودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن