part 3

59 20 7
                                    

لحظات فقط تلك التي غيرت حياة ساكرا
لحظات لم تعلم ساكرا خلالها شيئا سوى أنها ذاهبة إلى المجهول ، إلى عالم آخر لا تدري مالذي ينتظرها فيه
لحظات فقط تفصلها عن بداية جديدة وليست كأي بداية ....

لم تشعر الوردية بشيئ وكأنها تحلق في السماء ،فجأة توقف هذا الشعور لتحس بإرتطامها مع الأرض فتحت زمرديتاها لتتفاجأ بوجودها في نفس المكان الذي كانت فيه قبل لحظات مع إينو ، هي بسهولة إستطاعت معرفة أنه نفس المكان ولكن هي مدركة تماما أنه ليس نفس الزمان ، فالمكان يبدوا أكثر إنتعاشا مما رأته سابقا الأشجار أكثر إخضرارا والعشب أشد كثافة ...

نهضت من مكانها وأخذت تحدق في المكان الذي تركت فيه إينو لآخر مرة ، ركضت بسرعة نحو تلك الشجرة وبدأت بالصراخ "إينو ....هل تسمعينني ؟أنتي على قيد الحياة أليس كذلك ؟ إينو أرجوكي أخرجي إلي وقولي لي أنكي تمزحين كما تفعلين دائما " ثم فجاة لمحته إنه ذلك الكتاب إتجهت إليه ، أحكمت قبضتها وبدأت في توجيه لكماتها نحوه "سحقا ...لو لم تظهر في حياتي لما حدث كل هذا أنت أسوء هدية عيد ميلاد، أنا أكرهك " كانت ستمزقه لولا أنها تذكرت أنه لا يمكنها العودة بدونه

وقف الأشقر وبجانبه صديقه على بعد سنتمترات من تلك الفتاة الغارقة في البكاء

"ماذا هل هي تحدث الكتاب ؟" تساءل الأشقر وهو ينظر إليها

"يبدوا أنها كذلك .. أظنها أحد المجانين " أجاب عقيق العينين على سؤال صديقه

لاحظت وجودهما فرفعت رأسها ونظرت إلى الواقفين أمامها لتتسع عيناها ، إنها لا تصدق هل هما حقيقيان ، الآن هي متأكدة أنها محجوزة داخل الكتاب

تنهد الأشقر بحزن"ما هذا لماذا يجب أن يكون حظي تعيسا دائما ، ظننت لوهلة أنني وجدت فتاة أحلامي ولكن إتضح أنها مجنونة  "

رمقت ساكرا الأشقر بنظرات حادة ، وقفت وإتجهت إليه وبدأت تضرب صدره بقبضتها الصغيرة "أ...أنا لست مجنونة يا هذا ، تبا لكم ....لما على الجميع الإعتقاد بأنني فتاة مجنونة "

ابتسم الآخر وتحدث "الإجابة بسيطة هذا لأنكي حقا فتاة مجنونة "

نظرت إليه ثم تحدثت والدموع لا تزال تنهمر من  عيناها "هل أنت حقا تراني مجنونة أوشيها ساسكي "

فتح الأشقر فكه بإندهاش حالته لم تكن أفضل من صديقه  تحدث بعد الصمت الذي ساد المكان للحظات "م..ماذا ،هل قلت للتو أوشيها ساسكي ؟!" ثم أكمل وهو ينظر إلى صديقه "هل هناك أحد غيرنا يعلم بهويتك ؟"

اتجه ساسكي إلى تلك الوردية ، كانت تتراجع إلى الوراء مع كل خطوة يخطوا بها نحوها حتى إصدمت بالشجرة ، وقف أمامها وسألها بنبرة صارمة وهو لا يزال يرمقها بنظراته الحادة "من أين عرفتي هويتي ؟"  لم تجبه هي حقا لا تعلم ماذا تقول له وحتى لو حدثته عن قصتها فلن يصدقها وسيكون حينها متأكدا من أنها مجنونة . نظرت إليه ببراءة وتحدثت "أ...أنا لم أكن أعلم هويتك ..لقد خمنت فقط ولم أتوقع أن تخمناتي ستصيب ..." قاطعها وهو يمسك عنقها بعنف صارخا في وجهها  " لا تكذبي .لست أخرقا لأصدق كذبة الأطفال هذه ، أجيبي بسرعة وإلا قتلتك "  لقد نفذ الأكسجين من جسدها  شعرت في هذه اللحظة بأنها النهاية ،ثم فجأة تقدم الفتى الأشقر من صديقه وسحب قبضة من ما جعل أنفاس الوردية تعود من جديد

غير موجودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن