الفصل الرابع والأخير

1.4K 84 21
                                    

الفصل الرابع والأخير ..
.
ماذا أفعل بصوت حنون يجعلنى أبوح بما لا أريد أن أبوح به ،ولكنه سحر صوتك سيدتى...
خواطر سلوى عليبه
💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠
أجابنى بهدوء بارد عكس توقعى وقال: عايزانى أقولك إيه هاه .أقولك أن بنت عمى اللى بعتبرها أختى ومخطوبة وفرحها كان على الأبواب جت تعترفلى بحبها.
أصابنى الذهول حتى أنى شهقت بصوت عالٍ. فقال بسخرية: ايه استغربتى ولا ايه؟ تصدقى قالتلى أنها اتخطبت مخصوص عشان أغير ولما ملقتنيش غيرت قررت تيجى وتعترفلى .
ولما واجهتها وقلتلها أن خطيبها بيعشقها قالتلى بكل بساطه بس أنا بحبك انت وهو ميهمنيش. ساعتها محستش بنفسى غير وانا بضربها بالقلم ومشيت وسيبتها وحصل اللى حصل.
سألته بترقب: طب ليه مقولتش لعمك؟
أجابنى بحزن :لانه مكانش ينفع أحطه فى الموقف ده بعد كل اللى عمله .
زفر بألم: خاصة بقه لما عرفت أن اللى مكبره فى دماغها الموضوع هى مامتها طنط لبنى بمعنى أن ازاى بعد ما ربونى وكبرونى واحده تيجى تاخدنى على الجاهز، والسبب الرئيسي أن ليا النص فى كل حاجه بما انى الوريث الوحيد لبابا الله يرحمه .يعنى ميراثى قد ميراث عمى .
أكملت بتصميم: يبقى انت لازم تعمل العملية وتعرف الكل انك قوى وانك انسان عايز تعيش حياتك مش حياتهم ، انسان من حقه يختار ويكمل حلمه بأن يكون عنده اكبر مكتب هندسى، مش ده حلمك برضه ؟
أجابنى بإبتسامة: ايوه حلمى وكنت بدأت أحققة بس للأسف .
رددت عليه بقوة: للأسف ليه ،المكتب ولسه شغال ومروان بيعمل اللى يقدر عليه دغير كل المهندسين الموجودين ، يبقى انت لازم ترجع لحلمك.
سألنى بتخوف: ولو العمليه منجحتش، يبقى الأمل اللى أنا عشت عشانه ضاع.
اقتربت منه وقلت بإصرار: عيش بالأمل .ياما فيه ناس بيتمنوا أن لمرضهم علاج وكانوا سافروا بلاد عشان يجيبوه . انما انت علاجك جنبك ونسبة نجاحه كبيرة بس هو خوفك اللى مقيدك.

ظلت جلساتنا يوميا كنت أبث فيه الثقة وكان يستجيب لي . أخبرنى بكل شئ عنه حتى تطرقنا للحديث فى مواضيع شتى .فاكتشفت أنه مثقف جدااا ومحب للفنون وبه الكثير من طباعي وأهم شئ أنه عاشق للقراءة مثلى . حتى أصبحت أقرأ ما يريد ثم أقصه عليه وأناقشه فيه وببعض الأحيان كنت أقرأ أمامه وكنت أشعر بسعادته حينما أفعل ذلك . حتى سألنى يوما دون مقدمات: بتؤمني بالحب ولا كلام عشان تعالجيني؟
أجبته بإبتسامة وأنا انظر لوجهه الجميل : أكيد طبعا، أكملت بحزن:  بس للأسف الحب رفاهية مش الكل يقدر يلاقيه ولو لقيناه ساعات بيبقى صعب نحافظ عليه.
سألنى بغتة: ليه؟ ليه منقدرش نحافظ عليه؟ اللى اعرفه إن الإنسان لما بيحب مبيهموش أى حاجة غير أن حبيبة يفضل جنبه وفى حضنه.
إبتسمت بألم وأجبته: يمكن، بس مش كل الناس كده للأسف لأن الكل بيبص للمظهر قبل الجوهر، والإنسان بطبعه طماع وبيبقى عايز كل حاجة، شكل حلو وجسم حلو وشيك ومش مهم هى من جواها إيه؟!
إقترب من وجهي وكأنه يرانى وقال بارك: معنى كده ان شكلك مش حلو؟
انتفضت بقوة وأنا اخبره: الجلسة خلصت وانا لازم أمشى!
نهض هو الآخر وقال: ايه بتهربي من سؤالي؟
أجبته بحيرة: الإجابة هتفيدك بإيه؟
إبتسم بطريقة لم افهم معناها وقال: أصل الجوهر وصلنى خلاص فحابب اشوف المظهر شكله إيه؟
إقترب بشدة تحت أنفاسى المتلاحقة وهو يقول: مع إنه ميهمنيش فى حاجه بس فضول.
نظرت إليه وقلت بخفوت: إنت بتعمل معايا كده ليه؟
وجه نظراته إليا وكأنه بالفعل يراني امامه وقال بنبرة هادئة أذابت قلبي: بعمل إيه؟
ركضت مسرعة دون الإنتظار لأى شئ حتى سمعته يقهقه ويقول: إهربي أهربي شكلك انت كمان محتاجه علاج وهيكون على إيدى.
تنهد بقوة وقال لنفسه: مكنتش مؤمن بحاجة إسمها حب لغاية ماجيتى انت وكل شئ اتغير لدرجة أنى بقيت بشوف الدنيا بعيونك انت ونفسى افتح عشان أشوفك انت.

نوڤيلا نصف جميلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن