"أقــف عــنــدك يــلــي هــتــبــدأ صــلــى."
كان يصرخ بِصوتٍ عاليٍ مُزعج، يقطرُ مائًا مِنْ شعرهِ ويديهِ وقدمهِ.
"بيصوت ليه الواد دا؟؟."
كان صوت والدتهُ الحانق، هز نوح كتفيهِ بعدم معرفة وكلاهما ينظران لهُ بعدم فهم.
"من النهاردة محدش هيصلي من غيري، أمــيــن."
قال كلِماته بِمُنتهى الجدية والثبات، اقتربت والدتهُ تقرصُ وجنتيهِ بِمرح وهى تضحك.
"ياخلاثي ياخلاثي، ولا وكبرتي يالوزة."
ضَحِكَ نوح و والدهُ وشاركتهم هي الأخرى الضحك، نظر عُمَر لهم بِحنق وقام بِضم زراعيهِ أمام صدرهِ بِضيقٍ.
"أنا مش بهزر على فكرة، أي حد هيجي يصلي يندهلي تمام."
هز الجميع رؤسهم بِحسنًا، اقترب منهم بِحماس لكنهُ هتف بِضيق وهو يَنظُر لِوالدتهُ.
"فين المصلية بتاعتي؟؟."
"مــ أنتَ مقولتليش، فَمجبتش ليك."تحدث بِنبرةٍ أوشكت على البُكاء وقد أمتلأت عينيهِ بِالدموع.
"ياعني إيه مجبتليش، و..وأنا هصــ هصلي ازي دلوقتي!!."
كان على وشك البكاء وإن دخلَ عُمَر في نوبةِ بُكاء فَلن يَسكُت أبدًا، أقتربت منهُ والدتهُ سارة، وقامت بِوضع يدها فوق فمهِ بِسرعة وهي تتحدث بِسرعة حتى لا يبكي.
"هديك مصلية جدو على الله يرحمه وهطلبلك واحدة وعلى ما تجي خلي مصلية جدو معاك."
قامت بِإزالة يدها بِبُطئ وهي تنظر لهُ بِخوف، فجاءة وجدتهُ يَقفز بِسعادة وهو يتجه لِغرفة والديهِ لِيُحضِرَ سجادة صلاة جدهِ رحمهُ الله.
"يـا مـامـا صـوريـنـي كـويـس كـدا وظـبـطـي الـمـكان والإضـاءة."
كان يتحدث بِنبرة خانقة وهو ينظر لِوالدته، كادت أن تبكي فَهي تُريد النوم، اقترب منها يُربطُ فوق ظهرها بِخفة وهو يُشجعها لِكي تصوره.
"يلا يا مامي صوريني بقى ونزليها على انستا واكتبي ابني حبيبي حفظهُ الله، أو اكتبي أول صلاة جمعة لِابني ربنا يحفظهولي يارب."
نظرت لهُ بِبلاهة وهي تراهُ يذهب لِمكانه لِتقوم بتصوريه، اقترب جاسر منهم وهو يرتدي جَلاّبيّة بيضاء، تحدث بِضجر هو يجلس فوق الكرسي مكان تصوير عُمَر والذي سَهِرَ لِيُعد هذا المكان لِأول صورةٍ له وهو ذاهب لِيُصلي.
"اخلص ياعُمَر ياحبيبي كدا هنروح نصلي العشاء مش الجمعة."
اقترب نوح مِنْ والدهُ بعدما ارتدى جَلاّبيّة سوداء وقام بِتصفيف شعرهِ الأسود لِــ الوراء، تحدث بِهدوء وهو ينظر لهم.
أنت تقرأ
نوح وَ عُمَر | كوكبٌ مِنَ المغامرات.
Randomمواقفٌ رُبما حدثت لنا أو ستحدُث، أُسرة صغيرة لكنها تمتلك داهية صغير؛ صاخب؛ مرح، وأخر هادئ حنون؛ يُشعرُكَ وكأن العالم مازال بِخير، اُمٌ تحرصُ على إخراج أطفالٍ أسوياء نفسيًا وأقوياء، أبٌ لَطيفٌ حنون لديه ما يكفي ويزيد مِنْ الحُب لِأُسرتهِ الصغيرة.