٣ | إلى صَدِيقي العزيز

10 1 0
                                    

"شوف البت إلــ هناك دي، يخربيت لبسها، الــبــت دي شــمــال."

كان صوتهُ عاليٍ بعض الشئ جعل الفتية الذين يجلسون حوله ينظرون لِــ الفتاة الوحيدة في القاعة، شعرت الفتاة بِالإحراج والخجل وخرجت والدموع في عينيها، تحاول أن تُخفيها.
نظر نوح لِصديقه بِصدمة بعد لفظهِ السئ الذي قاله عن الفتاة.

"إيــه إلــ أنــتَ قــولــتــو دا يــا مُــعــز!!."

كانت نبرتهُ عالية حادة وهو ينظر بِحدة لِصديقه، تعجب صديقه من نبرتهِ الهجومية، تحدث بِنبرة هادئة وهو يحاول تهدأتهُ.

"أهدى يانوح محصلش حاجة لِكل دا!!، وطي صوتك العيال بِتبُص علينا."

رد عليه بِنبرة حادة وهو يعتدل في جلسته ليكون في مقابلته.

"وأنتَ مفكرتش في نبرة صوتك وأنتَ بتتكلم عن البنت بِالطريقة الزبالة دي، مش عارف إن دا حرام يا مُــعــز الــديــن."

ضغط على اسمهِ لِيُذكرهُ بِمعناه، شعر صديقهُ بِالخجل لكنهُ جادلهُ بِإستماته.

"وأنتَ بتكلمني ليه!! ما تروح وتكلمها هى، ولا هو مش حرام تبقى لابسة اللبس الزبالة دا وشعرها إلــ طالع نُصُ مِنْ الحجاب دا لو كان حجاب ياعني؟!!"

حدثهُ نوح بعقلانية ونبرة هادئة فَهو هادئ وصبور لِدرجة كبيرة لكن إن غضب لن يستطع أن يتحكم بِغضبه.

"أولًا حضرتك أنتَ ملكش حُكم عليها أنتَ لا أبوها ولا أخوها ولا تقربلها دا أولًا، ثانيًا زي ماهى مأمورة بِالستر وتغطية كامل جسدها والإلتزام بِمواصفات الحجاب الشرعي، فَأنتَ كمان مأمور بِالستر وتغطية عوراتك، الشورت إلــ حضرتك لابسو ومش واصل لِرُكبك دا حرام، والمفروض كل واحد يلتزم بِإلــ مأمور بيه، هى مأمورة بالستر أنتَ مأمور بِغض البصر حتى لو كلهم أسف في اللفظ ياعني مش لابسين حاجة، هما مأمورين بِالستر حتى لو كل الرجالة بتبص عليهم وعنيهم هتاكلهم، بلاش تتكلم عن جانب واحد من الموضوع يامُعز، مش تتكلم عن الستر وتسيب غض البصر."

أنهى حديثهُ ونظر أمامهُ بِضيق، أما عن مُعز فَنظر لِــ الشورت الذي يلبسهُ والذي لا يتعدى نصف فخذه، تلك السلاسل الفضية التي يرتديها، نظر لِنوح الذي يرتدي قميص بِدون أزرار بِاللون البُني الغامق وَ بِنطال ذو لون أبيض سُكري، ويرفع شعرهُ لل الخلف ويرتدي نظارتهُ الخاصة بِالقرأة، مظهرهُ عادي جدًا، وكان دائما يستمع لِأصدقائه الذين يُشبهونه في طريقة اللباس والحديث؛ كانوا دائما ما يتحدثون عن مدى ملل نوح وأنهُ مثالي بِطرقة مقززة، لكن الأن أدرك خطأهُ وكيف سار مع التيار يبدوا أنهُ نسى معنى اسمهُ لِفترة، تحدث بِخجل وهو يَحكُ رقبتهُ.

"خلاص يا نوح أنا أسف، متزعلش بقا."

نظر لهُ نوح بِضيق وغضب، وقد تجمعت الدموع بعينيه خوفًا على صديق طفولته.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوح وَ عُمَر | كوكبٌ مِنَ المغامرات.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن