كان سوبين يقود سيارته بهدوء قبل ان يصدح صوت رنين هاتفه في انحاء السيارة، جعد سوبين حاجبيه بإنزعاج من توقف اغنيته المفضلة بسبب الاتصال السخيف
اجاب صاحب الشعر الاسود على الاتصال بعدما تبين انه كان صادرا من شقيقه الاصغر، "لماذا تتصل في مثل هذا الوقت من اليوم؟" اردف سوبين متذمرا
"الن ترحب بشقيقك اللطيف حتى؟ يبدو انك تمر بيوم سيء وسيصبح اسوء بعدما اقوم بإخبارك بسبب اتصالي"
تنهد الاطول بقلة حيلة "ابهرني سيد بومقيو، ماهو سبب اتصالك؟"، نطق سوبين بعد أن وضع الاتصال على مكبر الصوت ورمى الهاتف للمقعد الأمامي بجانبه، هو لا يريد الموت بسبب حادث مروري قبل ان يسمع سبب اتصال الاخر
انتظر بضع ثوان قبل ان ينتهي بومقيو من الضحك ليجيبه "حسناً لكن لا تغضب... والدي يريد رؤيتك الليلة، لقد اصر على ان اؤكد وجودك اليوم على العشاء.." صمت بومقيو في منتصف حديثه مترقباً ردة فعل شقيقه الاكبر قبل ان يكمل " اعني يجب ان تحضر انه كالعشاء العائلي لا تستطيع تقديم اي اعذار، يجب عليك إلغاء جميع مواعيدك الليلة، انا اسف "
اضطر بومقيو إلى ابعاد الهاتف عن اذنه لكتم صوت صراخ سوبين الغاضب، "ما لعنته!، هل سرعان ما اصاب بالخرف بهذا العمر أم ماذا؟" شتم سوبين بإنفعال راصا على اسنانه بينما ضاقت يده الكبيرة حول مقود السيارة
"اولاً، انا ايضاً لا اعلم سبب هذا العشاء! ثانياً، هو كبيراً في السن بما فيه الكفاية ليصيبه الخرف لماذا انت متفاجئ؟"
"بحقك بومقيو اصمت!، انت لا تساعد البتة" اردف سوبين موجهاً يده نحو ربطة عنقه السوداء ليرخيها قليلاً، هو يشعر وكأن الهواء يسلب منه عندما يتعلق الموضوع بوالده
سوبين لا يفهم رغبة والده الخرف في ان يذهب إلى القصر الذي قد طُرد منه من قبله هو، منذ ذلك اليوم وإلى الان لم يتواصل سوبين مع والده، الذي قد نبذه بسبب رفضه لمواعدة ابنة صديق والده الثري، ليصارح والده في ذات اللحظة ولأول مرة انه يميل للذكور، حيث ان سوبين لن يواعد تلك الفتاة فقط لكي تتم بعض الصفقات الناجحة التي تفيد شركتهم التي لا يكترث ولو قليلا بشأنها
عاش سوبين بمفرده طوال هذه المدة بمنزله الفاخر الذي ابتاعه بنقوده الخاصة، ليس وكأن سوبين لا يقوى على العيش دون عائلته وتدبير شؤونه الخاصة! هو يعد اثرى فرد في العائلة من بعد والده لذا هو لا يقلق كثيرا بخصوص هذا الشأن
"إذن، أنت قادم أليس كذلك؟" سأل بومقيو بهدوء قبل ان يسمع الاكبر يتأفف بضجر، "ليس وكأنه يوجد لدي خيار اخر" سوبين مضطر للذهاب ان لم يكن لأجل شقيقه الاصغر فهو بالطبع لأجل والدته
"أجل! يمكننا لعب بعض ألعاب الفيديو معاً ايضا" هتف بومقيو بحماس لحقيقة ان شقيقه الاكبر الذي لم يراه داخل القصر منذ أشهر سوف يأتي واخيراً