" مقدمة "

16 0 0
                                    

تململت  علي فراشها الصغير ودبها الازرق بين احضانها لتفتح عينيها برفق وهى تنظر لذلك الضوء الخافت المضاء الي جوارها لتجلس ناهضة من فراشها مرتديه خفها الصغير متسلله الي الخارج لتدلف الي غرفته دون استئذان كعادتها كل ليلة لتصعد الي جواره مقبله وجنته وتندس بين احضانه غافيه هذه المرة بلا قلق لينظر هو اليها بحنان قد ملأ قلبه مقبلا وجنتها الممتلئة مبتسما لتلك العادة التي اعتادتها منذ اتي ليقيم معهم قائلا بهمس: ايتها الشقيه ماذا افعل بك ...
ليغفو مجددا وهو يضمها الي صدره بحنان ...
.............
عاد متاخرا كعادته كل يوم تراكمات العمل واجتماعات لا تنتهى ودعوة للعشاء بصحبة احد العملاء وهكذا هى وتيره حياته كل يوم لكن عزائه الوحيد تلك الصغيرة الناعمة التى تشبه والدتها بعينيها اللؤلؤيه السوداء وشعرها الفحمى وتلك الملامح الناعمة الخلابه ابنته اللطيفه ياسمينته الرقيقه التى فقدت حنان امها منذ عام ونصف تنهد بحزن عميق بات ينخر بجدران فؤاده اشتياقا لتلك المرأه التي عشقها دون ان يدرى متزوجا اياها رغم معارضه والده لتلك الزيجة لكنه احبها وارادها ان تكون زوجته وماله علي قلبه من سلطان فالحب يدخل الي اجزاء الروح معربدا بداخلها متلاعبا بكافة قوانينها وحينما حصل عليها كانت جنته وحبيبته روحه التى تحيا الي جواره لتنجب منه تلك الياسمينة الرقيقه التي سرقت لبه فور ان فتحت عينيها اللؤلؤيه لتسرق انفاسه حبيبة ابيها ولكن..  جلس علي تلك الريكة النبيذية متلمسا نسيجها وكانه يلمس تلك الحبيبة متذكرا ذاك المرض اللعين الذى هاجمها علي غفلة وسرقها منه بعد معاناه ثلاث سنوات و نصف لترحل عن دنياه تاركة اياه وحيدا هو و تلك الصغيره ...
تساقطت دمعات عينيه ككل ليلة مدركا انها لن تعود لينهض من مكانه متوجها لغرفة ابن شقيقه الماكث معه وهو يعلم ان صغيرته تهرب من فراشها اليه لتنعم بدفئه ذاك الشاب الذى يحمل اطنانا من الحنان كوالده فقد تعلقت صغيرته به منذ اتي ليكمل تعليمه الجامعى بايطاليا ليعرض عليه ان يعيش معه بدلا من الاقامة بسكن بمفرده ليرضخ لرغبه عمه علي الفور لكم احبه كثيرا وكان قدوته بنجاحه بعمله وبمحبة الجميع له عمه مأمون الغائب الحاضر دائما .....
ضوء خافت الي يمين الفراش منتشرا علي صفحة وجهها الناعم وهي تضم نور الي احضانها تاركة دبها الازرق الي جوارها وذراعي نور يحيطان بها بحنان ليبتسم مامون علي مظهرهما تلك المخادعه ككل ليلة بعد ان يقص عليها نور قصصها القصيرة لتمثل نعاسها ثم بغد دقائق معدودة تذهب الي فراشه لتنام بين ذراعيه وهو كالعادة يستقبلها بين احضانه بمحبة خالصه جعلت مامون مطمئنا علي صغيرته انها دائما ستكون بين ذراعي نور الدين ولن يتركها ابدا ..
.........

عيون القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن