أشرقت الشمس أخيرا ليبدأ يوم جديد في سيليريا...
تجلس في مكانها بنفس الوضعية لم تتحرك من مطرحها منذ أمس... فتحت عينيها ببطئ ترفع وجهها بحذر شديد كأنها تناظر شخصا ما، ولكن بعد لحظات عادت لحالتها يبدو أنه حلم سعيد...
ظلت على حالتها تلك إلى أن فُتحت باب الزنزانة من قبل الحارس الذي نطق بصوته الخشن يأمرها بالخروج...
إنتفضت آنوين من مكانها تسير بخطوات متثاقلة نحو الخارج لاتعلم مالذي ينتظرها هناك، كَبّل الحارس يديها وقدميها بأصفاد من حديد تمنعها من التحرك براحة كأنها ستهرب بعيدا، أين ستهرب! أهناك مخرج! إنها مملكة بعيدة! لاجوار لها! يستغرق الأمر أسابيع للإبتعاد عن أسوارها!
تبعت الأميرة الحارس بل الحراس هذه المرة كان يحرسها أربعة حراس، حارسين من الأمام وآخرين من الخلف كأنها قتلت الملك! مشت معهم إلى أن وصلت لباب القصر الخارجي
وما إن ظهر ضوء الشمس الساطع إبتسمت، وأخيرا هي في الخارج! تشعر أنها حرة رغم الأغلال المكبلة بها
نظرت الأميرة مليا تحاوط بعينيها الحزينتين المملؤتين بالدموع كل شبر تحدق في أوجه الناس المجتمعة كأنه يوم الحشر، تسائلت لماذا كل هذا العدد؟! أهناك شيئ جديد غير أن هذا الشعب خان ملكته؟!
تسائلت إلى أن سمعت صوت ألبرت على منصة الخطاب يطل من البرج العالي يخاطب الناس بكل ثقة و الشعب كله آذان صاغية لو أنه قام بتنوينهم مغناطيسيا لما كانوا بكل هذا الاخلاص والطاعة
"ياشعبي الوفي! أنا هنا اليوم في مكاني هذا أقول لكم أنني قمت بواجبي وأكثر مع الخائنة آنوين! خائنة هذا الشعب وخائنتي! أردت فقط مساعدتها ولكنها أرادت قتلي!"أخذ الشعب يصيح بعد سماع كلمة خائنة وقتلي!
يصرخ الجميع بأعلى صوت يرددون تلك الكلمة المؤلمة
"خائنة! خائنة! خائنة! "إبتسم وزير الوزراء فرحا بالنتيجة التي حققها يكاد يصل لمراده لم يتبقى الكثير! يهدأ من غضب الشعب المزعوم،
ليعيد رسم تعابير حزينة كأنه لايريد هذه الأحداث والأمر خارج ارادته وقدرته
"لابأس إنها كابنتي! ولكن حتى لو كانت إبنتي عليها أن تعاقب!ولكم أنتم ياشعبي عقابها!"
في هذه اللحظة رُبطت يدي الأميرة بخيط طويل و ربط طرفه الآخر بحصان يجرها مع تلك الأصفاد التي على قدميها والشعب يردد الكلمة الوحيدة التي يتقنها...
"خائنة! خائنة! خائنة!"
بدأ الحصان بالتحرك وهاج الناس أكثر فأكثر وأخذ الكثير منهم يحمل الخضار المتعفنة وكذا أشياء أخرى يرمون بها على الأميرة دون شفقة ولا رحمة... كيف تغير حال هذا الشعب بين يوم ولا ليلة؟!،
ظل الجميع يرمي على آنوين أشياء عديدة، أمّا هي فقد كانت مكبلة يجرها حصان لم تره من قبل، جسدها يعاني، و روحها وعقلها غائبين، كانا بمكان غير هذا المكان الموحش، تفكر في الماضي البعيد! حين ملكت أماً و فقدتها، لم تشعر يوما بغيابها لوجود بئر الحنان ذاك جوارها ولكن الآن بعد أن فقدته لم تجد أحد بجوارها يحضنها ويحميها، يكون لها سترا وغطاء...
بين تلك الحشود كان هناك شخص لم يعجبه الأمر وبدى على وجهه الإستياء لذا عاد أدراجه وأراد مغادرة المكان في صمت إلا أن هناك شيئ منعه... فقد فتح باب المملكة في وسط هذه الفوضة العارمة، فتح الباب ودخل منه فارس ذو شعر أبيض بهي الطلعة ضخم الجسم عريض الكتفين بريئ الوجه حاد النظرات لم يلبث إلا لحظات قليلة في مكانه فبعد أن رأى ذلك المنظر، الأميرة على الأرض تكسوها القمامة التي رميت عليها
أسرع الفارس نحوها وثنى ركبتيه ليجلس عليهما وأخذ يغطي جسم الأميرة الضئيل بجسمه الضخم في تلك الثانية توقف الجميع عن الرمي وبدأت الحشود تغادر إلى أن فرغت الساحة
ليصيح وزير الوزراء من فوق فرحا بقدوم اللورد فيليب
"بني لقد عدت أهلا بك!"
لم يعر "ڤي" ألبرت أي إهتمام بل ظل يناظر الملاك الساقط على الأرض، في ذلك الحين لم تفكر آنوين في الشخص الذي أنقذها بل فكرت في إحتمالية وجود ذلك الفارس الأسطوري الذي روى لها والدها الكثير من الروايات عنه... ذو شعر أسود طويل، عينين رماديتي، يملك نظرة الصقر، لايخون ولايتخلى عن أحبائه مهما كان الموقف.... كانت تريد هذه المواصفات لا منقذا ذو شعر أبيض إبن ألبرت اللعين...
نهضت آنوين من مكانها ليقف فيليب هو الآخر بدوره
حدقت بِه الأميرة بنظرات تحمل الكثير من مشاعر الإمتنان يتخللها الحزن والأسى على حالها هذه! لم يجد فيليب مايقول إلا أنه نطق بكلمات لايريدها مع إبتسامة مزورة لاتدل ولا تعبر عن مشاعره الحقيقية!
"يُمكِنُك الرحيل وبامكانك أخذ ماتريدين من الأغراض!وبإمكانك البقا...."
منعته آلوين من المتابعة بإقترابها منه تناظر عينيه السوداوتين، كلما إقتربت أكثر زادت نبضات قلبه، يكاد يغمى عليه وخاصة بعد أن وقفت أمامه لايفصل بينهما شيئ إلا الأنفاس المتعطشة للقاء... هو للقائها... وهي للقاء فارسها المميز... كادت تلمسه لكنها لم تفعل بعد أن تذكرت حال يديها الرقيقتين حاولت إرجاعهما للأسفل بعد رفعهما ولكن فيليب لم يسمح لها و رفع كلا يديها وحاوط بهما خصره الكبير ورمى بها في حضنه و حاوطها هو الآخر بيديه العملاقتين يهمس بِأذنها يحاول عدم الإنهيار أمامها طالبا رحمتها لحبه هذا!
"آنوين فلتبقي سأعيد لك حقك المسروق! أعدك!"تقول آنوين أنها شعرت بالأمان في حضن أحدهم أخيرا! فلم يقنعها ولم يكفها حضن أحد يوما غير حضن والدها...
إرتمت بحضنه إلى أن سمعته يطلب بقائها! لاتريد البقاء بعد كل هذا! غير مرحب بها البقاء هنا! تريد الرحيل! لاتريد أن تذل أكثر من هذا! تعلم أن قوته كافية لحمايتها ولاسترجاع مكانتها لكنها الآن وبعد كل ماصابها تريد الرحيل لتعود أقوى! تريد إنتقامها!إبتعدت آنوين عنه وغادرت في هدوء لم تنطق بكلمة واحدة غادرت بعد أن فتح الحارس أغلالها بعد أمر من فيليب... وأخيرا لقد تحررت! صارت حرة...
من جهة أخرى ذلك الشخص الذي عاد عن رحيله عندما ظل الكل وبقى عندما رحل الجميع.... يشاهد ماحدث بصمت من بعيد يتأسف على حال فيليب المسكين الذي يريد حب حياته وطفولته! لاذنب له في الحادثة! ولكن حب طفولت وشبابه وحياته لايريده!جمعت آنوين الكثير من ملابسها والعديد من الأشياء التي تحتاجها وإتجهت نحو حصانها شديد البياض لتنتطيه، وتنطلق به إلى خارج أسوار المملكة الظالمة!
فيليب يراقب من بعيد رحيل حبيبته التي لطالما تمنى البقاء بجانبها! راقب إختفاءها وتواريها عن الأنظار بنفسه لقد رحلت بعيدا... ليحمل نفسه هو الآخر ويتجه إلى أحد الهضبات بداخل المملكة... هضبة خضراء واسعة يجلس فوق عشبها الأخضر الشبيه بعيني حبيبته يحاول نسيانها ولكن كل منطقة وكل شبر في هذه البلاد يذكره بها... قاطع شروده هذا فتاة في غاية الجمال تنسي من يراها إسمه وتأخذه إلى عالم آخر إنها آية في الجمال... إقتربت من فيليب ببطئ وحطت بجسدها أمامه تجلس بجواره نظرت له وهي تبتسم كأنها تعرف كل شيئ إنها تبتسم ضاحكتا على حاله هو الذي لم يعرها إنتباها وظل شاردا إلى أن قالت له: "أترى تلك الشعلة هناك"
إلتفت يناظرها بحيرة يرد على كلامها بسرعة لايعلم أين يرى أيرى جمالها الخلاب؟! الذي لايمكن حجب النظر عنه أم ينظر لما أشارت إليه
"إنه ضوء!"
رد بعشوائية تاركا تركيزه وذكائه يحل بعيدا هو الآخر ابتسمت البرتقالية في هذه اللحظة من كل قلبها وقالت بحكمة
"إنه مستقبلك، مستقبلك الذي يحترق إذا بقيت تجلس هنا تفكر في شيئ ضائع!لم يشح فيليب بنظراته عنها بل ذاب في ملامحها عينين زرقاوتين كالسماء التي يتأملها الآن وشعر برتقالي طويل منسدل على ظهرها يغطيه متعرج هو كموجات البحر، والنمش الذي يكسو وجهها أقل مايقال عن روعته أنه جميل!!....
ولكن لم يدم هذا طويلا فقد انتفض من مكانه بعد أن سمع الطبول تقرع.. لتصرخ أندلين قائلتا:
"إنها طبول الحرب!!"
وتكمل بعد لحظات من تبادل النظرات مع اللور فيليب...
"لقد حل الهلاك على هذه المملكة! لوكا قد جاء..!فليستعد الجميع!لن يبق هناك ظلم بعد الآن!لوكا بالمرصاد لكل ظالم!"يتبع.....
الرجاء ترك كومنت! وإضاءة النجمة... 🥹✨-مارأيكم في البارت والأحداث..؟!
-هل أعجبتكم الشخصيات؟!
-ماهي أكثر شخصية نالت إعجابكم...؟!
لكي أنزل بارت جديد فقط عليكم تحقيق30قراءة وشكرااا
🧸🦋💫🦌✨😇🥹🤍
أنت تقرأ
Myths :cylirya's legend_أسطورة سيليريا
Historical Fictionتحذير! لاتفتح هذا الكتاب! فقد تجد نفسك بداخله!