تأمر حصانها الأبيض بياض الثلج بالاسراع لاتريد البقاء في حدود هذه البلاد الظالمة، المملكة التي ولدت وتربت وكبرت داخل أسوارها الآن بعد أن أصبحت شابة تستطيع الاعتماد على نفسها تريد المغادرة، ترغب بالرحيل فقد ذاقت من كأس الذل والغدر بهذه البلاد مالم تذقه قط ...
تركض ليلي بأقصى سرعة في وسط الأراضي الواسعة الخضراء... كلما تقدمت أكثر كلما نظرت آنوين خلفها تتفقد المسافة التي قطعتها... إلى أن لم تعد ترى أسوار المملكة
وأخيرا قد ابتعدت... أدارت بوجهها نحو الأمام لتتفاجئ بالجيش السائر نحوها، توقفت آنوين وترجلت من على حصانها والدهشة بادية على وجهها، أول مرة ترى ألاف الآلاف من الجنود وهم يسيرون أفواجا! ظلت تحدق بهم وتفكر في سبب قدومهم بهذا الاتجاه ليس هناك بلد غير سيليريا! أهم قادمون نحوهم! إن جيش مملكة سيليريا ذو عدد قليل نحو 10آلاف فقط منهم المشاة والفرس ! لم تفكر سيليريا يوما في الحرب لذا لم تجهز جيشا كبيرا! ماذا سيحدث للناس! سيهلك الجميع بلا أدنى شك! في هذه الأثناء وهي تائهة في أفكارها العديدة قاطعها إقتراب أحد ما بحصان أسود ذو شامة بيضاء على أنفه! نظرت له آنوين تحاول بجهد معرفته
لكنها لم تستطع فوجهه مغطى تقريبا بسبب العباءة السوداء التي يرتديها ولكن غريب هو أمره لديه عينين حادتين لونهما نادر،إن لونهما رمادي!، النظر بهما يقود قلب الإنسان إلى الجنون! شكله مخيف حقا! نزل الفارس من على حصانه ومشى بخطوات متثاقلة نحو الأميرة إلى أن توقف فجأة على مقربة من وقوفها وأخذ يقول لها بوجه حازم وجِدِيّ
"ياآنسة ستعودين معنا!"
بادلته آنوين النظرات ولكن نظراتها لم تكن لاحادة ولا حازمة بل ردت عليه بثقة
"أنا لاأريد العودة! ومن أنت لتأمرني بالعدول عن رأي إتخذته أيها الغريب ؟!"
إقترب الغريب منها بخطوة واحدة ليرفع يده وينزع الغطاء من على رأسه ويقول بكلمات كلها قوة بملامح تدل على ثقته
"أيتها الأميرة كل شيئ في وقته! لاتتسرعي في اتخاذ قراراتك ففي العجلة الندامة! تريثي وستعرفين من أنا!"تجمدت آنوين بمكانها ولم تنطق بحرف واحد وكيف تتكلم وقد رأت الرجل الذي تمنت الوقوف بجواره يوما! بعد أن روى لها والدها الراحل العديد من أساطيره ومعاركه التي لم يخسر إحداها يوما! لوكا الفارس العجيب!
وصل الجيش بعد وقت قليل إلى المضجع الذي تقف به آنوين برفقت الغريب، وما إن حل الجيش أمامهم إلا و إنحنى الجميع للغريب! تحرك الفارس من مكانه وإنتطى حصانه مجددا وهو يحدِّث آنوين يأمرها بركوب حصانها هي الأخرى..
إنتطت الأميرة حصانها وإنطلق برفقتها وخلفهم الجيش العظيم يسير الجميع بسرعة هائلة.... وبعد مدة شبه طويلة وصلوا قرب المملكة أين توقفوا، وتقدم لوكا برفقة آنوين مع العديد من الجنود بقيادة لينو نحو البوابة الرئيسية لسيليريا..
أنت تقرأ
Myths :cylirya's legend_أسطورة سيليريا
Ficção Históricaتحذير! لاتفتح هذا الكتاب! فقد تجد نفسك بداخله!