_ في الحقيقه كانت جومانا قد قررت في وقت سابق ان أحداً لن يسميه غير زوجها؛ لذلك سوف تظل تطلق عليه لقب " الطفل " حتى يعود والده من غيابه ويختار له أسماً.. لم تبح بقرارها ذاك الى القابلة؛ لكي تجنب على نفسها مغبة اسئلة كثيرة لن تنتهي غير ان القابلة ماريا سألت كمل لو انها استطاعت قراءة ما يدور في عقل سيدتها:
_ هل تفكرين بتأجيل تسميته حتى يعود ابوه ويسميه بنفسه؟!
وبنبرة جاده تشي بعدم رغبتها في الاجابة قالت:ربما!!
_ يا ألهيّ أن شهوراً كثيرة قد مضت على غياب السيد بحر، ولا أحد يعلم متى قد يعود....
_ يبدو انك بذلت مجهوداً معي طيلة اليوم يا ماريا _ قاطعت جومانا ثرثرة القابلة بأدب_ والآن وقد تأخر الوقت تستطيعين الأنصراف لبيتك لأخذ قسط من الراحة وسأرسل لك أجرتك في الغد.
أرادت أن تقول بأنها تفضل البقاء للمساعدة، لكن جومانا حدست ذلك فسبقتها بالقول:
_ لا تقلقي اذا احتجتك لاحقًا فسأجد من أرسله في طلبك.
لملمت القابلة أدوات الولادة البدائيّة التي جلبتها معها، ثم وضعتها في كيس واسع من القماش حملته فوق كتفها بعد أن أحكمت اغلاقه جيداً، التفتت نحو جومانا وسألت بلطف:
_ هل تريدين مني شيئاً آخر قبل أن اذهب؟!
_ وهي تمرر يدها على رأس طفْلها الناعم طلبت جومانا منها:
_ أريد منك اطفاء القناديل، فالنار يجب ان تطفأ قبل النوم كما تعلمين!!
_ معك حق _ قالت ذلك ثم ذهبت لتنفذ ما طلب منها.
لم يستغرق الامر كثيراً من الوقت حتى كانت ماريا قد اطفأت جميع النيران المنبعثة من القناديل المتآكلة المعلقة على حيطان المنزل فاصبح البيت مظلماً باستثناء أضاءة خافتة كانت تنبعث بهدوء من نافذة الغرفة التي تجلس فيها جومانا مع ابنها.. ولما لم يعد هناك شيء آخر لتفعله القابلة فأنها اتجهت نحو باب الفناء استعداداً للمغادرة، ولكنها ما أن فتحت الباب حتى خفق قبلها بقوة وسقط من يدها كيس القماش الذي كانت تحمله فوق كتفها، اتسعت عيناها بسبب المفاجأة..لقد شاهدت خلف الباب شيئاً لم تتوقعه أبداً..تابعوني انستا d_hd29